الدروس المستفادة من حرب أبين
لا شك أن انتصار القوات الشرعية على الجماعات الإرهابية من تنظيم القاعدة في محافظة أبين وتخليص الوطن من شرورهم وأفكارهم الهدامة ونهجهم المتطرف قد لقي ترحيب واسع وفرحة غامرة ارتسمت على شفاه كل مواطن يمني غيور على بلاده وأمنه واستقراره.
ولا شك أن هذا النصر الكبير والحسم المدعوم بفضل من الله ثم بفضل تصدي قواتنا المسلحة البطلة وتعاون الشرفاء الغيورين على بلدهم من أبناء اليمن قد عزز ثقة شعبنا بقواتنا المسلحة والأمن وأعاد الثقة لنا جميعا?ٍ بعد الفشل الذريع التي سببه لنا الجنرال علي محسن في الحروب التي قام بها في محافظة صعده ضد الحركة الحوثية الأمامية الرجعية.
والمتأمل للوضع الراهن وما يمر به الوطن من أزمة حاليه يجزم وبما لا يدع مجالا?ٍ للشك في قدرة الجيش اليمني وقوات الأمن في حسم أي اعتداء أو تطاول على اليمن وأمنه مهما كانت الظروف والمعوقات التي تقف أمام البلد لمحاولة أعاقته وشل حركته ومسيرته الديمقراطية التنموية باعتبار أن الجيش تربى على حب الوطن والتضحية من اجله ومن اجل كرامته وعزته.
كما أن المتأمل للوضع الراهن يلمس الترحيب والتأييد الدولي والعربي لهذه الانتصارات التي حققها أبطالنا في القوات المسلحة في الوقت الذي كان يراهن البعض من أحزاب اللقاء المشترك اللعب بأوراق القاعدة والزج بها في رهاناتهم الخاسرة والحاقدة على الوطن وتصوير اليمن بأنه مأوى امن لهذه الجماعات الإرهابية والمنبوذة من أبناء الشعب اليمني الذي يؤمن بالوسطية والاعتدال وتحريم سفك دماء الأبرياء أو حتى المعاهدين من خارج الديانة الإسلامية.
وللمفارقات والمقاربات العجيبة أن انتصار القوات الشرعية في العاشر من سبتمبر يأتي تزامنا?ٍ مع ذكرى الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 عند ما قامت هذه الجماعات الإرهابية بالاعتداء على برجي التجارة العالمية وراح ضحيتها أكثر من 2973 شخص نتيجة انهيار المبنيين بالإضافة إلى ما ترتب عليها من خسائر مالية واقتصادية نتيجة هذه الإعمال العدوانية والتطرف العقائدي الذي يتبعه أنصار هذا الفكر المغلوط عن ديننا الإسلامي الحنيف ومعتقداته ومبادئه السمحاء ونهجه القويم.
أن الدرس الذي لقيته هذه الجماعات في محافظة أبين سيكون رادعا?ٍ لها ولمخططاتها واعتقاداتها بان اليمن مكان امن لها وأتباعها لتنفيذ أجندتها وتصدير إرهابها إلى مناطق أوسع وابعد وتهدد الأمن والسلم العالمي وتثير الفزع والرعب في نفوس البشر لكن هيهات لها أن تفكر أن اليمن بلد امن لها ولإرهابها وشرورها.
أن اليمن ومهما تأمر عليه المتآمرون والحاقدون الذين استخدموا هذه الورقة في هذه الفترة الحالية لن يكون لقمه سائغة لهم ولإطماعهم ولن يستطيعوا أن يزايدوا على الجيش والشعب اليمني بان لهم الفضل في تحقيق هذا النصر العظيم والمؤزر بإرادة الله وأبناء شعبنا الوفي والصابر على إذاهم واعتداءاتهم على قواتنا المسلحة في مناطق أرحب ونهم وغيرها.
بالإضافة إلى أفعالهم المشينة في قطع الطرقات وإقلاق المواطنين والاعتداء على المنشات العامة وتخريبها ونهب ممتلكاتها واصلوها.
أن هذه الجماعات التي تسعى لتدمير الوطن إذا ما استمرأت هذا النهج وهذا العدوان وهذا التعنت ورفض كل مبادرة للحوار والتفاهم للوصول إلى حل يرضي جميع الإطراف ويجنب الوطن المزيد من الفتن والمزيد من التدمير الاقتصادي فإنها في الأخير ستدفع ثمن غيها وإعمالها العدائية ضد الوطن والمواطن كما أن الذين دبروا وخططوا لحادث جامع النهدين لن ينجوا من العقاب و ستطالهم أيدي العدالة إما عاجلا?ٍ أو أجلا?ٍ وعلى الباغي تدور الدوائر.
وفي الأخير ندعو أحزاب اللقاء المشترك التعامل البناء والايجابي مع القرار والتفويض الأخير الذي أعلنه فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية للمناضل الكبير اللواء عبدربه منصور هادي والتعامل معه بايجابيه من اجل حل الأزمة والوصول بالبلد إلي بر الأمن كما لا ننسي أن نشكر قيادة وضباط وصف وجنود اللواء 25 ميكا وبقية الوحدات العسكرية والأمنية التي كان لها الدور الكبير في حسم المعركة بمحافظة أبين والشكر موصول أيضا?ٍ للشقيقة المملكة العربية السعودية على دورها الأخوي في التسريع بالحسم والله من ورأى القصد والله الله في يمننا يا مشترك..!!