المصريون يرفضون الدولة الإسلامية ويفضلونها “ديمقراطية مدنية”
كشف إستطلاع للرأي أن أغلبية المصريين يخشون من صعود التيار الإسلامي للحكم? وإقامة دولة دينية? ويفضلون أن تكون دولتهم بعد الثورة ديمقراطية مدنية? فيما لا يزالون يثقون في قدرة المجلس العسكري على عبور المرحلة الإنتقالية بسلام? وتسليم السلطة للمدنيين.
ويرجع سياسيون نتائج الإستطلاع إلى أن المصريين ليسوا جميعا?ٍ متشوقون للحكم الإسلامي? وأن أغلبيتهم ليبراليون بطبائعهم? ولا يميلون إلى التشدد? ويرجع خبراء ذلك إلى إستخدام النظام السابق الإسلاميين فزاعة للداخل والخارج على حد سواء. وإرتكاب التيارات الإسلامية أخطاء فادحة بحق المجتمع مثل عمليات السطو المسلح والقتل والتكفير? فضلا?ٍ على وجود نماذج للحكم لإسلامي الفاشل في غزة وإيران وأفغانستان.
مصر جاهزة للديمقراطية وخائفة من الفوضى
ووفقا?ٍ للإستطلاع فإن 59% من المصريين أكدوا أن المجتمع جاهز للتجربة الديمقراطية? مقابل 41% يرون أنه غير جاهز? ويتوقع 64.5% منهم أن تكون الإنتخابات البرلمانية المقبلة نزيهة وتتمتع بالشفافية? في حين يرى 3.8% أنها ستكون أسوأ من إنتخابات 2010 التي شهدت أنتهاكات جمة? ويشير 30.1% إلى أنها سوف تشوبها إنتهاكات متعددة.
وأعرب 76.2% من المواطنين عن نيتهم للتصويت في الانتخابات البرلمانية وأشار 20.6% إلى أنهم لن يذهبوا و3.2%ربما يذهبوا للتصويت.
وأظهرت نتائج الإستطلاع الذي أجراه مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن استمرار الفوضى وحالة الإنفلات الأمني هي أخطر السيناريوهات التي تواجه مصر? وأقر بذلك 60.5% ممن شملهم الإستطلاع. ويرى 22.6% أن سيطرة التيار الاسلامي على الحكم من أخطر السيناريوهات? ويخشى 13.8% من الحكم العسكري.
دولة مدنية لا إسلامية
وحول شكل الدولة التي يفضلها المصريون بعد الثورة? أظهرت النتائج أن 44.5% يفضلونها دولة ديمقراطية مدنية? ويفضل 6.45% أن تكون دولة إسلامية? فيما يعتقد 10.1% أن الدولة القوية بغض النظر عن أنها دولة ديمقراطية هي الشكل الذي يفضلونه.
ثقة بالمجلس العسكري
وكشفت النتائج أن المصريين يثقون بقوة في المجلس العسكري? وقال 89.4% أنه قادر على توفير الظروف المناسبة للانتقال الديمقراطي? وأكد 88.3% أنهم يثقون في نيته نقل السلطة لحكومة مدنية? وأبدى 91.7% ثقتهم في قدرته على إجراء انتخابات حرة? ويرى 78.9% أنه سيمضي في إجراء محاكمات نزيهة وعادلة لرموز النظام السابق.
تفوق موسى وتراجع البرادعي
وعن مدي شعبية المرشحين المحتملين للرئاسة? رصد الإستطلاع تفوق الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية? عمرو موسى? ورئيس مجلس الوزراء الأسبق أحمد شفيق? في مقابل إنخفاض شعبية مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق محمد البرادعي? والمفكر الإسلامي سليم العوا.
وأعلن 41.1% نيتهم التصويت لصالح موسي? وأشار 8.9% إلى أنهم سيصوتون لشفيق? فيما قرر 7.3% التصويت لعمر سليمان? وتوقع 85.3% ألا ترشح المؤسسة العسكرية أي من ضباطها للإنتخابات الرئاسية? ورأى 14.7% أن ترشح أحدهم.
ليبراليون بطبيعتهم
وحسب الناشط السياسي أبو العز الحريري عضو مجلس أمناء الثورة فإن المصريين معروفون بتدينهم المعتدل? ولم يعرف عنهم التشدد? مشيرا?ٍ إلى أن أغلبيتهم ليبراليون بطبيعتهم المعتدلة? وأضاف لـ”إيلاف” أن الإسلاميين لن يصلوا للحكم كما يتوقع البعض? منوها?ٍ بأنهم قد يحصلوا على الأغلبية? لكنها أغلبية لن تمكنهم من السيطرة على الحكم? وتوقع أن يضم البرلمان المقبل كافة ألوان الطيف السياسي.
وأوضح الحريري أن ثورة 25 يناير? دعا إليها الشباب الليبرالي واليساري بالأساس? وشارك فيها غالبية المصريين منذ يوم 25 يناير? وحتى جمعة الغضب 28 يناير? بإستثناء التيارات الإسلامية? التي لم تشارك فيها إلا منذ جمعة الغضب فقط? بل إن جماعة الإخوان دعت شبابها صراحة إلي عدم المشاركة? وهذا يؤكد أن الثورة صناعة مصريين معتدلين? وليس مصريين يريدون إقامة دولة دينية? بل يريدون دولة مدنية ديمقراطية.
الإخوان يريدونها مدنية
ومن جانبه? يقول محسن راضي? القيادي الإخواني? إن الإخوان قالوا مرارا?ٍ وتكرارا?ٍ إنهم لا يسعون لإقامة دولة دينية? بل يسعون إلي دولة مدنية ديمقراطية تكون الشريعة الإسلامية المصدر الأساسي للتشريع فيها? وتحترم الحقوق الحريات? ويتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات.
وأضاف ل”إيلاف” المصريون جربوا كافة التيارات السياسية? ويبدو أنهم ينوون تجربة التيار الإسلامي? الذي بات واضحا?ٍ أنه ثقة المصريين تزداد بحقه? داعيا?ٍ الجميع في الداخل والخارج إلي إحترام إرادة الشعب في حالة إذا إختار التيار الإسلامي في الانتخابات المقبلة.
ولفت راضي إلى إن فوز حزب النهضة الإسلامي في تونس على الأغلبية مؤشر علي ثقة الناخب العربي بالتيار الإسلامي? مؤكدا?ٍ أن الإخوان والإسلاميين في أنحاء العالم العربي دفعوا الثمن باهظا?ٍ في سجون ومعتقلات الأنظمة الإستبدادية? وتعرضوا للتعذيب والقتل? وأغلقت شركاتهم