هادي في ضيافة العطاس ??
ثمة الكثير من القواسم المشتركة بيت ماضي اليمن السياسي وحاضره ففي الوقت الذي يتوقع المراقبين السياسيين ان يؤول مصير المبادرة الخليجية الي مال إليها مصير معاهدة العهد والاتفاق التي تمت برعاية عربية وحضر التوقيع عليها رؤساء عدد من الدول العربية وبما ان المستحيل في أخري يصبح ممكنا?ٍ في اليمن فهاهو سيناريو صيف 1994م يعيد إنتاج نفسه فالأمم المتحدة بمبعوثها وقرارها الاممي عادت والمساعي العربية عادت بغطاء خليجي وبطلب يمني كما تقترب ادوار جمال بن عمر بمساعي الأخضر الإبراهيمي فكلا المبعوثان يحملان غصن السلام الاممي إلا ان دور جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن الذي سيعود لمراقبة تنفيذ القرار الدولي رقم 2014م خصوصا مايتعلق بوقف أعمال العنف والعودة إلى طاولة الحوار فمنذ صدور القرار الدولي الذي رحب بة صالح وأكد التزامه بة سقط حتى الآن مايزيد عن مئتي شهيد معظمهم من المدنيين العزل من نساء وأطفال ونساء كما كان الحال عقب صدور القرار الدولي الصادر من مجلس الأمن في صيف 94م الدامي فصالح رحب بالقرار السابق واللاحق وأكد التزامه بهما وأمعن في العنف عقب صدور القرارين كون القرارين مفرغان من أي إجراءات عقابية قد تلزم صالح ونظامه من تطبيق القرار دون أي تلاعب أو تسويف فبن عمر سيعود ليس لمواصلة المساعي بين أطراف الصراع السياسي بل لرفع تقرير عن الإجراءات العملية التي تمت عقب صدور القرار رقم 2014م وتقديمه إلى مجلس الأمن للنظر فيه وتحميل أطراف الصراع أو احدها مسؤولية تأخير الحل السياسي .
وان كانت هناك قواسم مشتركة بين دور الأمم المتحدة في صيف 94م وشتاء 2011م كون ماضي اليمن في ضل نظام صالح يعيد نفسه مع اختلاف طفيف في الأسباب فان فرضية زيارة المهندس حيدر العطاس أول رئيس وزراء لدولة الوحدة للعلاج في الولايات المتحدة الأمريكية كوسيلة للنجاة بعد ان استشعر الخطر المحدق علية وفشل محاولة اغتياله والذي بقي بعيدا عن صراع السلطة بين شركاء الوحدة اليمنية الذي تصاعد عقب الانتخابات البرلمانية الأولى 93م ? فان زيارة نائب رئيس الجمهورية الفريق عبد ربة منصور هادي لإجراء فحوصات طبية في الولايات المتحدة الأمريكية نوعيين من أبلاغة من قبل جهة أمنية بإمكانية تعرضه لحادث اغتيال وعقب ساعات فقط من إعلان قدوم المبعوثان الخليجي والدولي لليمن للإشراف على التوقيع النهائي على المبادرة الخليجية فتلك الزيارة المفاجئة التي قام بها النائب المفوض بالتوقيع على المبادرة الخليجية إلى امريكاء أثارت العديد من التساؤلات حول توقيتها من جانب وهدفها الحقيقي ? كما أثارت مخاوف المعارضة من إقدام صالح على الانقلاب على كل الاتفاقات التي تمت بين السلطة والمعارضة حتى إقلاع طائرة نائب الرئيس إلى واشنطن ? كم عبرت المعارضة من مخاوفها من إقدام صالح على تفجير الوضع عسكريا?ٍ وإدخال البلاد في دوامة العنف التي لاتزال تعصف بحياة المدنيين في تعز وأرحب وزنجبار وعلى الرغم من توقع المعارضة بان تكون زيارة هادي لأمريكا المحطة الأخيرة في حياته السياسية وفق أسلوب المهندس حيدر العطاس إلا ان دبلوماسيين ومنهم سفير الاتحاد الأوروبي في صنعاء الذي توقع عودة هادي من رحلة الدواء الجمعة الماضية قبيل العيد إلا ان النائب لم يعود حتي الآن وهو ما رجح فرضية غيابة من المشهد السياسي بصمت بعد ان بذل جهودا كبيرة لإخراج البلد من المأزق السياسي الحالي فالنائب كما أشارت مصادر إعلامية كان على وشك التوقيع على المبادرة الخليجية قبل عودة صالح بساعات ليلا من الرياض التي نقل إليها لتلقي العلاج لمدة ثلاثة أشهر منذ بداية يونيو الماضي على اثر حادثة جامع النهدين التي نجا فيها صالح من محاولة اغتيال ? وبما ان الماضي السياسي في ظل وجود صالح كرئيسا لليمن زيارتي المهندس العطاس في صيف 94م والفريق هادي في شتاء 2011م قد تلتقي في أهدافها ودوافعها في حال تأخر عودة طائرة هادي التي ينتظرها اليمنيون بفارغ الصبر سيما وان التوقيع على المبادرة الخليجية قيل أنة بحاجة إلى ساعات وليس إلى أيام ? فالرجل الذي أبدى استعداده لإحراق صنعاء عقب فشلة في انتخابات 2006م الرئاسية واحرق الجنوب في صيف 94 م ليبقي حاكما بقوة السلاح لازال مستعدا لإحراق ماتبقي من شوارع في صنعاء وتدمير ماتبقى من قرى أرحب وماتبقت من آمال وتطلعات للسلام في تعز التي احرق أبنائها ودمرت منازلها وتحولت معظم شوارعها إلى ساحات حرب مفتوحة ? فالرجل كما قال السيد عبده الجندي قويا ولازالت مواني اليمن تستقبل المزيد من شحنات الأسلحة المختلفة لمواجهة ما وصفهم بالانقلابين على الشرعية الدستورية والملاحظ ان صالح الذي اتخذ من الشرعية مبررا لقتل الوحدة التوافقية في صيف 94م ليسقط شرعية الوحدة لازال يرفع ذات المبرر لقتل حق الشعب اليمني في تحقيق مصيره فالغريب ان القتل لايرسخ أي شرعية للبقاء.