انتهك الرئيس الأميركي دونالد ترامب كل المعايير والقرارات الأممية من مجلس الأمن الدولي وكبرى الدول الغربية ومنها الدول العظمى، مستغلاً الورقة الرابحة في يده، ألا وهي حق النقض “الفيتو”.
ترامب الذي نكس على كل القرارات الدولية التي تؤكد سورية هضبة الجولان وتعتبر استيلاء الكيان الاسرائيلي عليها احتلالاً، بإعلانه أنه “حان الوقت” لتعترف بلاده بسيادة هذا الكيان عليها.
محللون كثر ذكروا، نقلاً عن موقع غلوبال ريسيريش الكندي امس في مقال تحليلي أكدوا أن إعلان دونالد ترامب بأن واشنطن ستعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة هي محاولة لتعزيز فرص إعادة انتخاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
الجيش الإسرائيلي الذي أصيب برهبة كبيرة رغم قرارات ترامب الداعمة له، إلا أنهم ما كان لهم إلا ان يرفعوا حالة التأهب القتالية القصوى في صفوفهم، في أول تحرك لهم عند حدوده الشمالية منذ تلويح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالاعتراف بسيادة تل أبيب على الجولان السورية المحتلة.
واجتذبت مرتفعات الجولان المحتلة اهتماماً إعلامياً واسعاً خلال الأيام القليلة الماضية بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره الاعتراف بسيادة إسرائيل عليها.
في هذا الخصوص، أعلن الاتحاد الأوروبي والدول العربية وسوريا رفضها للاعتراف الأميركي بشأن مرتفعات الجولان، بينما اعتبرته أحزاب إسرائيلية تدخلاً لصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في الانتخابات المقبلة، في حين استنكرت الحكومة السورية التصريحات الأخيرة وشددت على أهمية إعادة أراضي الجولان المحتلة إلى سوريا قولاً وعملاً، خاصة أن كيان الاحتلال لم يتوانى مرة عن خلق أي فرصة انتهاك أو محاولة بسط سيطرته على كامل أراضي الجولان، لما لها من أهمية استراتيجية وثروات.
وبالحديث عن مطامع الكيان في الجولان أهمية المنطقة، تتمتع هضبة الجولان بأهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة إلى سوريا وإسرائيل، ومن يسيطر عسكرياً عليها يمكنه أن يصل إلى أي مكان في الدولتين، حتى بأبسط الأسلحة التقليدية، وهذا ما يقلق كيان الاحتلال الذي يعيش حالة رعب وقلق بما يتعلق بالأراضي التي استولى عليها في سوريا أو فلسطين حتى.
الجولان، هي هضبة تحتوي على الكثير من الموارد الطبيعية، فهي أرض زراعية خصبة، يشتهر أهلها من العرب السوريين، وهم جلهم من أفراد الطائفة الدرزية الذين يتمسكون بهوية الجولان السورية ويرفضون الجنسية الإسرائيلية، بزراعة التفاح، في حين تستغلها إسرائيل في زراعة العنب من أجل إنتاج النبيذ، وحالياً، يوجد في الجولان أكثر من 30 مستوطنة يهودية يقيم فيها حوالي 20 ألف مستوطن، كما يوجد حوالي 20 ألف سوري في المنطقة، معظمهم من الطائفة الدرزية.
وبالنسبة إلى إسرائيل تعتبر المرتفعات موقعاً ممتازاً لمراقبة التحركات السورية، كما أن تضاريسها تشكل عازلاً طبيعياً ضد أي قوة دفع عسكرية من سوريا، بالإضافة إلى ذلك، فإن هضبة الجولان، تعد مصدراً رئيسياً للمياه لمنطقة قاحلة، إذ تتساقط مياه الأمطار من مرتفعات الجولان في نهر الأردن، وتوفر المنطقة ثلث إمدادات المياه الإسرائيلية.