قالت مصادر دبلوماسية أن رئيس مجلس النواب المغربي الحبيب المالكي، فشل في إقناع الدول المشاركة في الدورة 14 لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بالوصول إلى صيغة متوافق حولها حول “البيان الختامي”، لا سيما بعد رفض ممثلي الامارات والسعودية ومصر والبحرين تضمين بند يدين العدوان على اليمن والذي تقدم به ممثلو لبنان .
ويرأس الحبيب المالكي الدورة الحالية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي احتضنه مقر البرلمان المغربي منذ الاثنين الماضي، واختتم مساء الخميس 14 آذار/ مارس الجاري.
ويعود بداية الفشل عندما أصر ممثلو دويلة الإمارات على تضمين البيان الختامي فقرة تنص على حق الإمارات فيما وصفته باسترجاع الجزر من طرف إيران في البيان الختامي للمؤتمر”.
و هذه الفقرة “طرحتها الإمارات مستغلة غياب دولة إيران، وأيضا مستعينة بالدعم الكبير والمطلق لكل من السعودية ومصر والبحرين”.
وأفادت المصادر أن مقترح الإمارات قابله اقتراح مماثل من طرف ممثلي لبنان الذين طالبوا بتضمين بند يدين العدوان على اليمن والمجازر التي ترتكب بحقه، وهو معترضت عليه السعودية والامارات.
وأمام إصرار كل من الإمارات ولبنان على مقترحهما تم التوصل الى عدم إمكانية التوافق حول صيغة البيان الختامي، خاصة بعد رفض السعودية ومصر والإمارات بشدة، ليتم العدول عن إصدار بيان ختامي للمؤتمر بشكل نهائي.
وتجدد الجدل في الجلسة الختامية للمؤتمر التي بثت على الهواء، فبعد إعلان رئيس مجلس النواب المغربي ورئيس المؤتمر، عن أن المؤتمر سيختتم دون إصدار بيان ختامي، جدد الوفد الإماراتي التأكيد على مطلب تضمين دعوة إيران إلى التخلي عن الجزر الثلاث.
رئيس الوفد التونسي، سالم الأبيض، من جهته اعتبر أن “عدم إصدار البيان الختامي، رسالة سلبية بعد ثلاثة أيام من النقاش والخطب الرنانة، ورسالة سيئة لكل شعوب الدول الإسلامية، ومن يتابع مؤتمرنا سيقول إننا عجزنا عن إصدار بيان ختامي”.
ودعا المتحدث التونسي، في رد غير مباشر على ممثل الإمارات إلى “إبعاد النقاط الخلافية، والاكتفاء بما تم الاتفاق عليه، وتضمينه للبيان الختامي”.
ولم يجد رئيس الدورة الحالية، الحبيب المالكي، في رده على تدخل الأطراف سوى القول بأن “عالمنا الإسلامي ليس بخير، لذلك اعتبرنا تقوية الاتحاد في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة من بين أولوياتنا”.
وأضاف رئيس المؤتمر 14 للاتحاد، في الجلسة الختامية: “أقترح عليكم الاكتفاء باعتماد إعلان الرباط، ولن نناقش البيان الختامي، الذي سنتركه إلى النقاش في إطار أشغال اللجان الدائمة للاتحاد، والتي ستجتمع خلال الثلاثة أشهر المقبلة”.
وزاد: “لا حظنا أن الماء لا يجري، وهذا لا يساعد على تقريب وجهات النظر، وعلينا أن نقوي الحوار في ما بيننا، فوجهات النظر غير متقاربة”. ويرى مراقبون أن الدورة 14 لمؤتمر اتحاد مجالس منظمة التعاون الإسلامي، كانت فاشلة لأنها أول دورة تخرج بدون بيان ختامي في سابقة لم تسجل من قبل.