أدلى النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الطاقة القطري السابق، عبدالله بن حمد العطية بتصريحات أثارت جدلا واسعا عما قال إنه الأسباب والدوافع الحقيقية وراء حصار قطر بزعامة السعودية والإمارات.
” العطية” وفي حديثه لموقع “لوسيل” القطري، كشف عن الأسباب الحقيقية، وراء فرض الحصار على بلاده، لافتا إلى أن خطة حصار بلاده، لم تكن على خلفية الاتهام المعلن بالإرهاب، والتي أشار إنهم “لم يقنعوا بها أحدا” بل كانت كما وصفها “خطة شيطانية اعتمدت على دراسة سعودية قامت بها جامعة الرياض، قبل سنوات، ثم سحبتها، بعدما تسببت باستياء الديوان الملكي”.
وأضاف العطية أن الخطة تقول: “إن السعودية تستخدم 3 ملايين برميل كمتوسط يومي لإنتاج الكهرباء، وتقول إنها إذا استمرت في ذلك بالإضافة إلى الاستهلاك المحلي للديزل والجازولين، مع ارتفاع استهلاك الكهرباء 10% سنوياً في 2032 فإنها لن تستطيع بيع برميل نفط واحد للخارج”.
ولفت إلى أن هناك فرقا بين “استخدام الغاز والنفط الخام في إنتاج الكهرباء، إذ لدينا محطتان 2000 ميغاوط، تعمل أحدهما بالغاز وأخرى بمشتقات البترول، والمحطة التي تستخدم الغاز تعطي 95% طاقة، أما الخام تعطي 60% فقط”.
وأوضح العطية أنه وبناء على الدراسة “ستواجه السعودية مشكلة خطيرة جداً، في نفس الوقت أبوظبي لديها أزمة غاز لأن 35% من إنتاج الكهرباء يعتمد على الغاز القطري، والباقي يستخدم بمشتقات النفط وهو مكلف جداً وغير مناسب للبيئة ويؤثر سلباً عليها”.
وأشار إلى أن فكرة حل مشكلة الغاز لديهم تتمثل بـ”غزو قطر واحتلال أكبر غاز في العالم، ويمكن أن يكفيهم لمدة 200 سنة، ويوفر لهم مليارات الدولارات، ليمدوا خط أنابيب من حقل الشمال إلى السعودية، ومن ثم يبيعونه في السوق العالمية، ليدر مئات الملايين من الدولارات يوميا، ويمدوا أيضاً أنابيب لنقل الغاز للبحرين ثم إلى مصر” وتابع: “قطر اليوم أكبر دولة منتجة وتحرك أكبر شركة نقل غاز في العالم وتشحن شحنات شهرية لمصر تكفي وتفيض عن استهلاكهم.
وتحدث العطية عن الخطأ الذي وقعت فيه قطر قبل الحصار وقال: “أخطأنا ويجب أن نعترف بذلك، وثقنا في شركائنا من دول مجلس التعاون، والاتفاقية الاقتصادية بين مجلس التعاون، نحن كنا معتمدين اعتمادا كبيرا على استيراد المواد الغذائية من السعودية، ونعتمد في الترانزيت والتجارة على جبل علي، وكنا نرى وجوب احترام الاتفاقية حتى لو حدث خلاف بين دولتين في مجلس التعاون، ونرى عدم مزج الاختلاف السياسي بالعلاقات الاقتصادية بين الدول”
وقال: إن “أوروبا تشهد خلافات شديدة في المواقف السياسية لكن لا يخلطونها مع الاقتصاد، أما الخلاف السياسي فهو مسموح به، ولا توجد دول تتفق اتفاقا سياسيا 100%، الدول لها مصالح وعلاقات سياسية”.
لكنه شدد على أن “الحصار الاقتصادي وحظر الطيران والبحر لن يكسرنا، ولن يؤثر على عملتنا الوطنية بالضغوط التي مورست على البنوك الدولية، حملات وقصص غريبة سمعناها كشرق سلوى، وشبك، هم أساسا المشبوكون، وهذا المصطلح لم نسمع عنه إلا في السعودية يقولون: شبك الأمير فلان، وشبوك بمئات الكيلو مترات، لكن ليس لدينا خبرة في الشبوك كما عندهم، فهذه الظاهرة من الشبك وشرق سلوى هي أحاديث فارغة هي أحاديث مخترعة من هيئة الذباب الإلكتروني برئاسة القحطاني، أو دولة الإمارات بقيادة حمد المزروعي وطبعاً لا يتكلم باسمه إنما يدير حسابه بواسطة الرأس”.
وسخر العطية من وزير خارجية البحرين الذي “يتلقى التعليمات والريتويت مكتوبة، وصدق من قال جزيرة الريتويت، هم يستحقوا ذلك بكل جدارة” وفق قوله.
وكشف العطية أن قطر “هي من أنقذت الملك عبد الله الراحل، وأبلغتهم بمحاولة الاغتيال المدبرة بما يحاك ضده من ليبيا والقذافي، والذي خطط لاغتيال الملك عبد الله يعيش الآن في أبو ظبي، هم يعلمون كل العلم أنه يعيش في أبو ظبي وهذا يعني أن الإمارات وراء خطة اغتيال الملك عبد الله، لا أجزم بذلك لكن هذا هو التفسير الوحيد لإقامة هذا الشخص هناك” وفقا له.
وعلى صعيد مجلس التعاون الخليجي والحديث عن انتهائه بسبب الحصار قال العطية: “في رأيي هم من أنهوه، هذه الدول الثلاث أنهت مجلس التعاون، وأصبح المجلس قطر والكويت وعمان، وقرارات دول الحصار لم تحترم اتفاقية مجلس التعاون أو تحترم شركاءهم ولم يستشيروا عمان والكويت في القرار التعسفي المفاجئ، وهي خطة ومحاولة لهدف وغرض في نفس يعقوب”