اكدت مصادر مطلعة في محافظة عدن أن الامارات وجهت مرتزقتها للتعامل بقوة مع اي مظاهرات جديدة في المحافظة.
واوضحت المصادر أن اعلان عودة الفار هادي الى عدن ماهو الا مقدمة لقمع الاحتجاجات والمظاهرات في المحافظة تحت ذريعة تأمين المدينة لعودة الدنبوع.
وشهدت محافظة عدن الواقعة تحت الاحتلال الإماراتي، الأيام الماضية سلسلة احتجاجات في مناطق مختلفة من المحافظة شملت كريتر والقلوعة والتواهي، فضلاً عن احتجاجات في المنصورة وخور مكسر والشيخ عثمان.
وتأتي هذه الاحتجاجات على خلفية قتل الشاب رأفت دنبع الشاهد الرئيسي في قضية اغتصاب «طفل المعلا» .
الحادثة أدّت إلى حالة غليان شعبي لم تهدأ تداعياته بعد، لا سيما في ظل استمرار قوات التحالف والمرتزقة في التلاعب بقضية اغتصاب الطفل على أيدي أفراد من قوة «مكافحة الإرهاب» التابعة لإدارة أمن عدن المدعومة اماراتياً.
هذا التلاعب نتج عنه تظاهرات شعبية عارمة شهدتها منطقة المنصورة كمحطة اولية ضمن سلسلة الاحتجاجات التي شهدتها المدن والمناطق الجنوبية بعد مقتل دنبع، الذي كان شاهداً رئيسياً في قضية اغتصاب «طفل المعلا»،
وقد اجبرت المظاهرات وزير داخلية الفار هادي، أحمد الميسري، على تشكيل لجنة تحقيق بحادثة مقتل دنبع يوم السبت الماضي. وماهي الا ساعات حتى خرج رئيس لجنة التحقيق، وكيل الوزارة في حكومة الدنبوع هادي ليعلن تسليم المسؤول عن قتل الشاب، الامر الذي اعتبره الكثيرين محاولة لامتصاص غضب الشارع، خاصة في ظل وجود المئات من ذلك المسؤول ممن يعبثون بالأمن .
وبالتزامن مع اعلان لجنة التحقيق عن تسليم احد المتهمين تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لحظة مداهمة قوة امنيه تتبع مايسمى بفريق مكافحة الإرهاب لرافت دنبع .
وتظهر في الفيديو اطقم عسكرية فيها افراد يطاردون الضحية رافت .
كما تظهر في الفيديو والدة الشاب رافت وهي مكلومة وتحاول إنقاذ ابنها .
ويأتي تناقل هذا الفيديو ليوضح ان هناك العديد من المتهمين في ارتكاب جريمة القتل فيما تزال قضية الاغتصاب طي الكتمان.
لجنة التحقيق توصّلت إلى تفاهمات مع القوات المدعومة من الإمارات لتسليم القتلة، إلا أن ذلك لم ينهِ الاحتجاجات، بل إن المتظاهرين رفعوا سقف مطالبهم إلى إقالة قائد «جهاز مكافحة الإرهاب» يسران المقطري، الذي تورطت قواته في عمليات تصفية بحقّ المخفين. وهي مطالب يرفعها أيضاً نزلاء السجن الأكثر شهرة في عدن، والذي تديره الإمارات، سجن بئر أحمد، تضامناً مع المحتجين، إذ ينفذ هؤلاء عصياناً واسعاً، في محاولة للضغط على القوات الإماراتية.
ووفقاً لمصادر فإن القائد الإماراتي في عدن، سعيد المهيري (أبو خليفة)، «أرسل قوة إلى السجن لقمع المعتقلين، وفور وصولها قامت بتعذيبهم قبل أن تنقلهم إلى الزنازين وتمنع عنهم الطعام والشراب».
وفي موازاة تلك الوقفات، بدأت تتشكل «رابطة الأسرى والمعتقلين» و«المبادرة الجنوبية لقوى المجتمع والحراك الجنوبي لشؤون القتلى والمخفيين والمعتقلين»، الأمر الذي نقل السخط الشعبي العفوي ضدّ سياسات «التحالف» إلى دائرة العمل المنظّم والشامل، بمشاركة منظمات المجتمع المدني وقوى الحراك السياسي.