نص خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الاضحى المبارك
قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يوم السبت في خطاب القاه بمناسبة وقفة عيد الاضحى انه عازم على ترك منصبه في اطار خطة نقل السلطة التي طرحها مجلس التعاون الخليجي وهاجم معارضيه الذين وصفهم بأنه “واهمون وحاقدون
وقال الرئيس في خطابه “نؤكد عزمنا على مواصلة دعم الجهود البناءة التي يقوم بها الاخ الفريق عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية في ضوء التفويض الممنوح له لاستكمال الحوار مع المعارضة والتوقيع على المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية لتحقيق المشاركة السياسية العاجلة والفاعلة بين كافة الاطراف وتحقيق الانتقال الشرعي والديمقراطي والسلمي وفقا?ٍ للدستور.. واجراء الانتخابات العامة الحرة والمباشرة المبكرة لمنصب رئيس الجمهورية
وأشار الرئيس اليمني الى أن خصومه يستخدمون النساء والاطفال كدروع بشرية ويتسببون في “صنع حمامات الدم” على الارض اليمنية بتقليدهم للانتفاضات الشعبية في دول عربية اخرى.
وأضاف “وبلادنا تعيش ظروفا?ٍ استثنائية بالغة الصعوبة وشديدة الخطورة على كافة الاصعدة الامنية والاقتصادية والاجتماعية بل والمعيشية بشكل عام وذلك بسبب الازمة السياسية الخانقة التي افتعلتها بعض القوى الطامحة الى كرسي الحكم بطريقة غير شرعية وبسبب الاعمال العدائية التي تمارسها تلك القوى وأخذت تتفاقم ضد الدولة والنظام السياسي.. وضد ارادة الشعب اليمني الابي
وفيما يلي نص الحوار:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين المعبود بحق لا إله إلا هو الفرد الصمد..والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله الرسول الصادق الأمين وخاتم الأنبياء والمرسلين عليهم السلام أجمعين.
الإخوة المواطنون الأعزاء..
الأخوات المواطنات العزيزات..
المؤمنون والمؤمنات في كل أرجاء المعمورة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..يطيب لي ونحن نستقبل عيد الأضحى المبارك? أن أتوجه إليكم بأطيب التهاني وأجمل التبريكات بهذه المناسبة الدينية العظيمة والغالية على كل مسلم ومسلمة مهنئا?ٍ ومباركا?ٍ لحجاج بيت الله الحرام بتوفيق الله وعونه لهم على أداء فريضة الحج وإقامة هذا الركن من أركان الإسلام وعلى ما تجشموه من عناء ومشقة في سبيل نيل رضاء الخالق عز وجل وغفرانه? متمنيا?ٍ لهم حجا?ٍ مبرورا?ٍ وسعيا?ٍ مشكورا?ٍ والعودة الحميدة بإذن الله إلى أوطانهم? كما اسأل الله أن يعيد هذه المناسبة الدينية العظيمة على الأمة العربية والإسلامية بالخير والي?ْمن والبركات وعلى شعبنا وبلادنا وقد انفرجت كل الأزمات التي يعاني منها.. وتحقق لبلادنا كل ما تصبو إليه على دروب النهضة والتنمية والتقدم والرفاهية.
الأخوة المؤمنون..
الأخوات المؤمنات..
إن هذه الفريضة العمرية المهمة والتي هي الركن الخامس من أركان ديننا الإسلامي الحنيف تنقل الإنسان المسلم من محيطه الضيق إلى الرحاب الواسعة في محيط الأمة الإسلامية الواحدة لتحقيق الإدراك الملموس والعميق بوحدة الأمة الإسلامية.. وعظمة تكويناتها المتعددة في قلب الآصرة العقيدية الواحدة والعروة الوثقى التي لا انفصام لها وحقيقة الترابط بين الوحدانية لله سبحانه وتعالى.. ووحدة الأمة الإسلامية تحت هذه المظلة الإيمانية الواسعة.. في أقطارها المتوزعة في جميع قارات العالم على امتداد كوكبنا الصغير.. كما إن الحياة الدينية الصحيحة ليست هي الطقوس الكهنوتية والمتزمتة وأعمال المغالاة والتكفير وإنما هي في الوسطية والاعتدال وحسن التعامل وسمو الأخلاق.. وذلك ما بي??ِنه النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم بقوله: (الدين المعاملة) وقوله: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فالحياة الدينية هي التي يعيشها الإنسان على فطرته الربانية وطبيعته الإنسانية في علاقته التعبدية الخالصة لله سبحانه وتعالى وفي معاملاته الأخوية والإنسانية مع الآخرين أيا?ٍ كانوا دون إدعاءات أو وصاية أو تسلط على الآخرين والإملاء عليهم بما لم ينزل من عند الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم? فإن الدين الإسلامي الحنيف من الوضوح والبساطة والعقلانية في العقيدة والشريعة وفي الإيمان والقيم والأخلاق والسلوك ما أه??ِل?ِه لأن يحقق الانتشار العظيم في كل قارات العالم.. حتى جاء وقت فشت فيه بين أهله الشعوبية والعنصرية والكراهية والبغضاء نتيجة الصراعات السياسية والخلافات المذهبية وسياسات التعالي والتكفير وإلغاء الآخر.. والتنكر لجوهر الدين وكل ما ب?ِل??ِغنا به النبي الصادق الأمين.. في أكمل الرسالات السماوية? وهو ما يتطلب اليوم العودة اليه وإلى المنابع الصافية فيه.. والتمسك بالإيمان الصادق الصحيح الذي هو حصانة للإنسان وضمانة لكل المجتمعات وقوة في بناء الأمة الوسطية الواحدة.. قال تعالى: {و?ِك?ِذ?ِل?ك?ِ ج?ِع?ِل?ن?ِاك?ْم? أ?ْم??ِة?ٍ و?ِس?ِط?ٍا ل?ت?ِك?ْون?ْوا ش?ْه?ِد?ِاء?ِ ع?ِل?ِى الن??ِاس? و?ِي?ِك?ْون?ِ الر??ِس?ْول?ْ ع?ِل?ِي?ك?ْم? ش?ِه?يد?ٍا} (البقرة: 143) صدق الله العظيم
الإخوة المواطنون الأعزاء.