حمود .. في حجة الوداع
أسهمت تداعيات الثورة السلمية أوائل هذا العام إلى إرجاع حمود عباد إلى
منصب وزارة الأوقاف والإرشاد , بعد أن عمل وزيرا الشباب والرياضة وعاد حمود بعد سنوات سمان إلى المكان الأسمن الذي يعشقه ,وقد أظهر مواهبه الخطابية والتي اكتسبها خلال انتمائه لحركة الأخوان المسلمين ” الإصلاح” فضلا عن إيصاله إلى عضوية الأمانة العامة لحزب المؤتمر الحاكم قبل التعددية السياسية , إلا أنه تنكر لفضائل الأخوان علية , وظل متمسكا بموقعة في الحزب الحاكم الذي قفز به إلى قيادة وزارة الأوقاف , وهذا الموقع المغري باستثماراته الضخمة , وتنظيمه لمواسم العمرة والحج ..الخ , وبالمقابل فقد قدم حمود خدمات ظاهرة وباطنه لنظام علي صالح ولعل آخرها ما أوردة الإعلام من رعايته لأعمال البلطجة ضد المتظاهرين السلميين في الحديدة , وبعد أن توعدته القوى الثورية بالمحاكمة على تلك الأعمال , توارى عن الأنظار قليلا ليشتغل حمود بهدوء وصمت في ذمار , بل انه اشترط على بعض مقيمي الفعاليات المناهضة للثورة السلمية عدم ذكر اسمه أو الإشارة إلى رعايته لتلك العمليات , حتى لا يغضب المعارضة وتحديدا الإصلاح الذي يحن حمود بالعودة إليه بفعل المتغيرات القادمة في موازين الحكم , في الوقت الذي لم يخسر حمود القيادات المؤثرة في المؤتمر الحاكم وعمد هذا العام على توفير منح مجانية لها للحج على حساب الوزارة والوكالات التي تسير في فلكه , وطعم المنح المجانية ببعض العناصر الهاشمية في محاولة لكسب ود هذه الشريحة التي ساهم بقدر كبير في التحريض ضدها أثناء حروب صعدة المؤسفة , كما انتدب العديد من المحسوبين على التيار الإسلامي السني ومنه الإصلاح ليقوموا بدور الموفوجين والمرشدين للحجيج !!
موسم الحج لهذا العام فرصة لحمود لترميم علاقاته مع من أغضبهم لعلة يسهم في الحفاظ على مستقبلة في هذا المكان !! بيد أن الأحداث والمتغيرات والتحالفات والخارطة السياسية المستقبلية تنبأ عن خسارة حمود وأمثاله لموقعهم كما سيخسر صالح وعائلته للحكم بأركانه , حتى لوتمسك حمود بتلابيب الكعبة المشرفة واقسم كعادته وناح على الجاه والمال فستلفظه , كما لفظة التاريخ , وعلى حمود وأمثاله أن يدركوا أنها حجة الوداع الأخيرة في كنف ودفئ السلطة التي لن تعوض , ويجب أن يشعر هؤلاء وخصوصا معدي الفتاوى السلطانية أن دماء وأموال المسلمين حرام كحرمة هذه الأيام والمكان الطاهر , التي هي بالنسبة لهم أيام للفيد والمغانم والترضية , وسيطبق أبناء اليمن هذه النداء المحمدي في خطبة الوداع له علية السلام عما قريب ويثبتوا أن دماء وأموال اليمنيين هي حرام كحرمة شهرنا هذا .
alsharafy74@gmail.com