هناك فرق!!!
بقلم/ حميد دلهام
رغم التقارب الشديد والتشابه شبه التام والى حد التطابق ، بين النظام الصهويني الغاصب في تل تبيب وبين بعض الانظمة العربية ، خصوصا نظامي المحمدين – ويؤسفنا حملهما لهذه الاسم الطاهر والعزيز على قلوب المسملين- رغم ذلك التشابه والتماثل ، الا أنها تبقى بعض الفروق والتباينات التي يمكن رصدها بسهولة في هذا المنحى…
على عكس التوقع ، وفي قائمة السلبيات ، تأتي تلك التباينات ، و بنتيجة عكسية سلبية تجعل تلك الانظمة ، هي الأسوأ والأبشع والأكثر سوداوية على الاطلاق….
لو تجاوزنا أكبر تلك الفروق، المتثمل في عدد المجازر والمذابح والجرائم المروعة، التي ارتكبها نظاما المحمدين ضد الشعب اليمني ، والتى تفوق في بشاعتها كبرى مجازر العدو الصهوني ضد الشعب الفلسطيني – صبرا وشاتيلا- لو تجاوزنا ذلك الى مسألة داخلية بحته ، تتعلق بمسؤلية أي نظام أمام شعبه ، ومدى إلتزامه بالمعايير الإنسانية المجردة ، التي تعتبر علامة فارقة تميز أي نظام عن غيره، لو تجاوزنا الى هذا المنحى ، سنجد أن الصهيوني المحتل الغاصب في تل أبيب سيكون أكثر تفاخرا بمنجزات نظامه في هذا المجال ، من اي مواطن في الرياض أو ابوظبي وفي نفس المجال..
ملف الأسرى..لا أقول أسرى الجانب الآخر، وما يلاقونه من سوء المعاملة والتجاوزات غير المقبولة، والتى لا تخطر على بال ، من قبل تلك الانظمة الظالمة المستبدة، فذلك أمر معلوم ، وواقع مؤلم ، وحال يعرفه القاصي والداني ولا يستطيع انكاره احد..
الحديث هنا يتعلق بأسرى سعوديين وإماراتيين ، يجري التعامل مع ملفهم وقضيتهم الانسانية من قبل أنظمتهم ، بكل تجاهل ولا مبالاة ، بكل برود و كأن أمر اولائك الأسرى لا يعني أحد ، لا من قريب ولا من بعيد…
حتى تلك الحالة الإنسانية المعبرة التي عرضتها قناة المسيرة، لذلك الأسير السعودي المنهك ، لم تلقى أي استجابه من قبل سلطات بلاده، ولم تحرك فيهم أدنى ذرة لضمير أو إنسانية ، والسؤال هنا ماذا لو كان ذلك الأسير هو شاليط؟؟ ، وما هو حجم ونوع التحرك الصهيوني تجاه موقف كهذا.. ؟؟
بلا شك سيكون هناك موقف وتجاوب، وسيضطر ذلك الكيان الغاصب الى تقديم تنازلات كبيره، وسيسعى الى عقد صفقة تبادل كبرى حتى يتمكن من استعادة أسيره، لماذا ؟؟ لانه نظام يحترم مستوطنيه ويشعر بالمسؤلية تجاه من انتخبه ،، و أن لم يكن من باب الاحترام فهو من جانب الخوف منه..و في سبيل المحافظة على المستقبل السياسي…
نقول هذا بكل مرارة ، وبكل حزن ، لأن السجل المزري والموغل لتلك الأنظمة في مجال الاستهانة بشعوبها قبل الآخرين ، يجعل المراقب يقدم أعداء اعداء الأمة والانسانية ، على أنظمة تعتبر نفسها عربية وتعرفون نخوة العربي وإسلامية_ وتعرفون ما اوجبه الاسلام على الحاكم تجاه شعبه_ ، أليس هذا محزن !!! مقرف!! باعث للشعور بالأسى والمرارة؟؟؟
كم يطبل الاعلام السعودي ، ويسعي الى تقديم الملك ولي عهده في صورة الملائكة ، وكم يكثر الحديث عن مبادارات خادم الحرمين الانسانية ، في حين تثبت كل الوقائع ، أنهم مجرد شياطين ، وأكثر طواغيت الارض ظلما واستبدادا واستهانة بكل ما هو أخلاقي وإنساني، وما جريمة خاشقجي المرعبة منا ببعيد…