بعد مخاص 9 أشهر.. ولادة متعسرة للحكومة في لبنان
شهارة نت – بيروت
بعد مخاص استمر لتسعة أشهر، ولد ذاك الطفل المنتظر مشوهاً، فلم تعرف ماهي تلك المشاعر أهي “فرحة” بقدومه أم أن هذه الولادة تُوجب “الحزن” والتزام الصمت.
فبعد مخاض عسير لـ 9 أشهر وفي الأسبوع الأول من الشهر التاسع ولدت وتشكلت الحكومة اللبنانية الثلاثينية برئاسة سعد الحريري، تخللته مناورات وضغوط ومطالب وتنازلات واهتزاز في تحالفات نتيجة التجاذب على الأحجام والحقائب “الدسمة”.
حيث أصدر الرئيس اللبناني ميشيل عون مرسوماً بتشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الدين الحريري، مع احتفاظه بعدد من الوزراء بحقائبهم الوزارية، ودخول وزراء جدد إلى الحكومة، هذه الحكومة اللبنانية التي تتكون أساساً من قوى سياسية تعبر عن طوائف وديانات وتوجهات سياسية تتقاسم فيما بينها الحقائب الوزارية، وينقسم عدد المقاعد في البرلمان بين المسيحيين والمسلمين، ويجب أن يأتي كل من الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان من خلفية دينية محددة.
وللمرة الأولى تميزت الحكومة الجديدة التي تضم 30 وزيراً، عن سابقاتها بوجود أربع نساء فيها، والأهم أن إحداهن هي من تسلم حقيبة الداخلية، لتكون بذلك حكومة وحدة وطنية جديدة وأول وزيرة للداخلية في تاريخ البلاد والعالم العربي.
وفي أول بيان وخطاب لرئيس الحكومة رسمياً سعد الحريري قال: “ينتهي اليوم الأسبوع الأول من الشهر التاسع على تأليف الحكومة، وهي فترة طويلة “تنذكر ولا تنعاد ان شاء لله”، المهم اننا توصلنا لتشكيل حكومة على صورة لبنان 2019، وبعد شكر فخامة الرئيس على ثقته والتأكيد على انني باق معه كفريق واحد وقلب واحد لخدمة البلد، يقتضي الواجب الاعتذار من كل اللبنانيين على التأخير، خصوصاً من جيل الشباب الذي انتظر فرصة لتصحيح الأوضاع. قد لا يكون هناك ما استدعى هذا التأخير فهناك الكثير من القضايا والملفات أهم من الحصص وتوزيع الحقائب”.
هذا وإنه من المنتظر أن تسعى حكومة الحريري إلى تأمين قروض ومعونات دولية يبلغ حجمها 11 مليار دولار، حسب توقعات الخبراء.
إحدى النقاط الشائكة الرئيسية كانت تتمثل في كيفية تمثيل حلفاء حزب الله من الطائفة السنية، الذين يعارضون رئيس الوزراء السني، في الحكومة، وقد تم منحهم في نهاية المطاف منصبا واحدا في الحكومة، بينما حصل حزب الله على مقعدين.
وبين أبرز الشخصيات في الحكومة علي حسن خليل، الذي احتفظ بحقيبة المالية، وجبران باسيل، الذي استمر وزيرا للخارجية كما كان في الحكومة السابقة، وكلفت وزيرة المالية السابقة ريا الحسن، بوزارة الداخلية، كما ضمت التشكيلة الوزارية الجديدة، بجانب وزيرة الداخلية هناك فيوليت خير الله الصفدي وزيرة لشؤون المرأة، والإعلامية مي شدياق وزيرة دولة لشؤون التنمية الادارية، وندى البستاني خوري وزيرة للطاقة.
وكانت القائمة الكاملة لوزراء الحكومة اللبنانية الجديدة بحسب الإعلان، الذي صدر بعد اجتماع الرئيس اللبناني بالحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري:
سعد الدين الحريري رئيسا لمجلس الوزراء
غسان حاصباني نائبا لرئيس مجلس الوزراء
أكرم شهيب وزيرا للتربية والتعليم العالي
علي حسن خليل وزيرا للمالية
محمد فنيش وزيرا للشباب والرياضة
جبران باسيل وزيرا للخارجية والمغتربين
وائل بو فاعور وزيرا للصناعة
ريا حفار الحسن وزيرا للداخلية والبلديات
سليم جريصاتي وزير دولة لشؤون رئاسة الجمهورية
الياس بو صعب وزيرا للدفاع الوطني
جمال الجراح وزيرا للاعلام
يوسف فنيانوس وزيرا للأشغال العامة والنقل
اواديس كيدانيان وزيرا للسياحة
ألبير سرحان وزيرا للعدل
محمود قماطي وزير دولة لشؤون مجلس النواب
منصور بطيش وزيرا للاقتصاد والتجارة
جميل صبحي جبق وزيرا للصحة
كميل ابو سليمان وزيرا للعمل
ريشار قيومجيان وزيرا للشؤون الاجتماعية
مي شدياق وزير دولة لشؤون التنمية الادارية
حسن اللقيس وزيرا للزراعة
محمد شقير وزيرا للاتصالات
عادل أفيوني وزير دولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات
فادي جريصاتي وزيرا للبيئة
غسان عطالله وزيرا للمهجرين
حسن مراد وزير دولة للشؤون التجارة الخارجية
صالح الغريب وزير دولة لشؤون النازحين
محمد داوود داوود وزيرا للثقافة
فيوليت خيرالله وزيرة دولة لشؤون تأهيل الاجتماعي والاقتصادي للشباب والمرأة
ندى بستاني وزيرا للطاقة والمياه
وسيواجه رئيس الوزراء سعد الحريري المدعوم من الغرب الآن تحديا كبيرا خلال ولايته الثالثة في إجراء الاصلاحات اللازمة لوضع المالية العامة على مسار مستدام والحصول على مليارات الدولارات من التمويل اللازم لدفع النمو الاقتصادي الضعيف.
وكانت قد بدأت النقاشات حول تشكيل حكومة وحدة وطنية عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت في السادس من أيار الماضي عام 2018 وهي الأولى منذ تسع سنوات، أما الآن فسيواجه الحريري في ولايته الثالثة تحدياً كبيراً في إجراء الاصلاحات اللازمة لوضع المالية العامة على مسار مستدام والحصول على مليارات الدولارات من التمويل اللازم لدفع النمو الاقتصادي الضعيف والذي جعل البلاد وكأنها تقف على حافة الهاوية.