على الطريقة الأمريكية .. بشاعة التعذيب في السجون الاماراتية بعدن
شهارة نت – تقرير
كشفت وسائل اعلامية أمريكية عن معلومات جديدة بشأن المعتقلات السرية التي تديرها الإمارات في عدن.
وعلى الرغم من وجود تقارير دولية سابقة تؤكد تورط الولايات المتحدة الأمريكية في جرائم التعذيب التي تجري في تلك السجون الا أن موقع “دايلي بيست” الأميركي الذي نشر تقرير حول السجون السرية في عدن حاول اخفاء جانب من الحقيقة بشأن المشاركة الامريكية في السجون.
التقرير اشار الى عمليات صعق بالكهرباء واعتداءات جنسية وتخويف بالكلاب، تتم في تلك السجون.
ونقل الموقع الأمريكي صور يتذكرها يمنيان خلال وصف معاناتهما في معتقل إماراتي في عدن جنوبي اليمن.
يقول اليمني الأول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، ويشير إليه الموقع باسم سلفاتور، إنّه خضع لاستجواب من قبل شخصين أحدهما إماراتي، والثاني ويدعى “جون” يتحدث الإنكليزية بلكنة أميركية، مشيراً إلى أنّه لم يتمكّن من التأكد من ذلك، نظراً إلى كونه يبقى معصوب العينين في المعتقل.
اعترف سلفاتور، للموقع، بأنّه كان عنصراً في تنظيم “القاعدة” قبل عشرين عاماً، مستذكراً خضوعه سابقاً لاستجواب من قبل أميركيين، ومرجّحاً عودة هؤلاء لممارسة مهنتهم القديمة بالتوازي مع الدعم الأميركي لتحالف العدوان السعودي الإماراتي، الذي تدخل في اليمن منذ مارس/ آذار 2015.
يقول سلفاتور أن المستجوب الإماراتي، وبعد انتهائه من طرح الأسئلة، يأمر زملاءه وأحدهم باسمه المستعار “هتلر” “بفعل اللازم” وبدء عمليات التعذيب، مضيفاً “هتلر كان يكهربني. ثم يقوم بتعريتي من ملابسي وضربي ضرباً مبرحاً”، مرجّحاً أن “جون كان يشرف على عملية الاستجواب، بينما يقوم الإماراتي بطرح الأسئلة وإعطاء أوامر التعذيب”.
أما المعتقل السابق الثاني واسمه عبد السلام ناصر الحسني، فتحدّث لـ”دايلي بيست”، عن تورط أميركيين بعمليات التعذيب في المعتقلات الإماراتية في اليمن، مشيراً إلى أنّه سمع معتقلين آخرين يتحدثون عن ذلك أيضاً.
و كشف موقع “ذي إنترسبت”، بأنّ أفراداً عسكريين أميركيين يتولون عمليات في السجون اليمنية.
ويقول الرجلان إنّهما رأيا أميركيين يرتدون زياً عسكرياً، عليه شارات العلم الأميركي، يتجولون في معتقل “قاعدة التحالف”، في حين يذكر الحسني أنّه رأى أمثال هؤلاء أيضاً في سجن “بئر أحمد”، في عدن.
ولفت “دايلي بيست” إلى أن القيادة المركزية الأميركية لم تجب عن أسئلته بشأن هذا التقرير، كما لم ترد سفارة واشنطن في الإمارات على أسئلته، بينما رفضت وكالة المخابرات المركزية “سي آي إيه” التعليق مطلقاً.
ويصف الحسني وسلفاتور صوراً من “التعذيب الشنيع” الذي تعرّضا له على أيدي الإماراتيين، بالتزامن مع استجوابهما، بعضه وقع رغبة منهم في التعذيب فقط.
فبعد أسبوعين، توقف الإماراتيون عن استجواب الحسني، لكنهم لم يتوقفوا عن ضربه وتهديده، وفق ما يقول لـ”دايلي بيست”، مضيفاً: “كانوا يجيئون إلى زنزانتي، ويعلّقونني بمشنقة من السقف من يدي ويقومون بضربي. في بعض الأحيان كانوا يسحبونني من الزنزانة ويركلونني في أعضائي التناسلية. ما زلت أعاني من أوجاع جراء ذلك. من دون أن يوجهوا إلي أي أسئلة”.
وتحدّث الحسني وسلفاتور عن وسيلة تعذيب يستخدمها الإماراتيون تسمى “الفتّاحة”، لتعذيب المعتقلين في أعضائهم التناسلية، مشيراً إلى أن بعض هؤلاء تعرّضوا حتى للاغتصاب.
يصف المعتقلان السابقان، للموقع، كلبة داخل “قاعدة التحالف” كان الحراس الإماراتيون يستخدمونها لتهديد المعتقلين، ويلبسونها معطفاً ذا فراء أشقر، ويلقبونها باسم “شاكيرا”.
يقول الحسني عن الكلبة “شاكيرا” إنّها “كانت ضخمة، بحجم حمار. يستخدمونها للتخويف. ويقولون: إذا لم تتحدث، فسوف نفلت عليك الكلبة”، مستذكراً قيام “شاكيرا” ذات مرة بعضّ أحد المعتقلين، وتمزيق جلد صدره وبطنه.
بدوره يقول سلفاتور عن الكلبة “شاكيرا”: “كان يجلبونها إلى قربك لدرجة تجعلك تشعر بأنفاسها إلى جانبك. تشعر كما لو أنّها ستأكلك من غضبها. كانت طريقة للتخويف. لم تعضني أنا، لكنها عضت معتقلين آخرين”.
وكان تقرير أعدّه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في سبتمبر/ أيلول الماضي، قد وجد أن معتقلين تعرضوا لعمليات تعذيب جنسي من قبل أفراد إماراتيين في أحد السجون باليمن.
كذلك ذكر تقرير لوكالة “أسوشييتد برس”، في يوليو/ تموز2017، أن الولايات المتحدة “تقدّم أسئلة إلى الإماراتيين وتتلقى نسخاً من استجواباتهم” في سجون باليمن.
وقالت المحامية جينيفر جيبسون في جمعية “ريبريف” الحقوقية، أن “روايات سلفاتور والحسني تؤكد عمق الأسئلة غير المجابة، حول تورّط الولايات المتحدة في مجمع سجن وحشي يديره شركاؤها في الائتلاف” السعودي الإماراتي.
وقدّم أعضاء في الكونغرس، يوم الأربعاء الماضي، مشروع قرار أمام مجلسي النواب والشيوخ، لإجبار الولايات المتحدة على وقف الدعم للتحالف في اليمن.
التورط الأميركي بعمليات التعذيب في سجون اليمن، بالنسبة لسلفاتور، وفق ما يذكر لـ”دايلي بيست”، “لا يمكن أن يكون موضع خلاف”، خاتماً بالقول: “الأميركيون هناك 100 بالمائة. لماذا يعصبون أعيننا؟ كي لا نقول شيئاً… بحيث لا نكون قادرين على فضحهم”.