فعلا?ٍ مصر أم الدنيا
خلال رحلتي لاستلام جائزتي في القاهرة كواحد من الشاب العربي المتميز في المجال الفني من بين 21 دولة عربية وحضوري أول مؤتمر عربي أفريقي وتغطية بعض زيارة العمل والترفيه التي أخذت 18 يوم في أماكن متعددة وتحت ظروف متنوعة كنت سعيدا?ٍ بشكل كبير بتعرفي على مصر “أم الدنيا الحقيقية”.
كصحفي يمني ومصور وناشط يمني سافر لمجموعة دول حول العالم ? لم أشعر بسحر يجذبني لبلد كما شعرت في مصر حيث شاهدت مصر من مناظير متعددة. تجربتي هناك لن تنسى أبدا?ٍ وأريد أن أعرض عليكم أكثر ما شدني هناك ? لقد وجدت مصر متنوعة بحضارات عريقة قديما?ٍ وحديثا?ٍ ووجود أكبر شبكه للمجالس الثقافية العالمية وشركات الطيران وممثلين للدول والسفارات في مصر كونها وجهة الدول العربية والعالمية ومقصد للجميع بغض النظر عن توجهات وخلفيات المتواجدين فيها ونمط حياتهم ولكن مصر تلبي مطالب الجميع.
مصر أحبها الغربيين وعاشوا فيها كوطن اصلي حيث وفرت متطلبات حياة الغني والفقير ومتوسط الدخل فتجد فيها ما يناسب الجميع ووفرت التسلية للجميع فان أردت الصحراء وجدتها وان أردت الحضارة والمعاصرة والتسلية والسياحة وعبق التاريخ والتنوع السكاني وتنوع نمط الحياة وتقبل الأخر والحريات ستجدهم جميعا?ٍ? لقد كانت للحضارة المصرية التأثير الكبير والأسطوري على العالم فس?ْرقت أثارها التاريخية لتكون من أسس المتاحف العالمية في الغرب وتم إنتاج الكثير من الافلام الوثائقية والعلمية والخيالية عن الحضارات التي عاشت بمصر وكانت سبب في الثراء الإنساني للمصريين.
مصر لم يتم تسميتها حديثا بل حافظت على اسمها على مر التاريخ ولم تنشأ كبعض الدول حديثا بل كانت أساس لتأسيس دول أخرى مثل السودان التي قسمت إلى شطرين حيث كانت الأطماع من المستعمرين قديما وحتى حديثا?ٍ على احتلال مصر والحصول على موقعها الرابط بين الشرق والغرب والعرب وإفريقيا ومواردها الرائعة وارتباطها بالبحر الأحمر ولكنها الآن تزهو ربوع مصر بحرية وسيادة مصرية وتقاد بأبنائها.
الإسكندرية الوجهة الرائعة مثل شرم الشيخ وغيرها من الأماكن التي يزورها سكان العالم بكثرة سنويا فكانت الإسكندرية كمدينة عدن بالنسبة لليمنيين في الأوقات الرائعة خلال ألسنه فبها هواء رائع ومنعش وبها هدوء وتطمئنينه وتنظيم كبير وقلة زحمة وبها خدمات سياحية مريحة ومنظر الغروب فيها ساحر للعيون كم نرى في عدن.
مصر اجتمع بها قديما وحديثا علماء الدين والأدباء والمتعلمين في كافة مجالات الحياة ووجدت فيها دور النشر والكتب التعليمية الموسعة والجامعات ذات السمعة الجيدة وتنوع الحضارات ونمط الحياة المختلفة وشملت ممثلين لكافة شعوب العالم في اروقتها وفي كافة تفاصيل معيشتها.
المصريين من أكثر الشعوب العربية ثقافة وإطلاع على اليمن وتاريخها وثقافتها ومشاكلها السياسية ويشعرون باليمنيين بقوة كونهم مرتبطين بهم قديما وحديثا وكون اليمنيين موجودين بكثرة في مصر والسعودية فهناك علاقة مباشرة بين اليمنيين والمصريين في مصر والسعودية. لقد صدمت انه في اي مكان توجد فيه سوء في سيارة أجرة أو مقهى أو عند مركز شرطه أو سينما كنت أجد المطلعين بشدة عن اليمن خاصة وان دور الصحافة والإعلام المرئي والمسموع مسلطه الضوء بكثب على الأحداث في اليمن .
لقد تميز المصريين دوما بطريقتهم الخاصة في الحديث باللغة العربية فانتشر أسلوب الحديث المصري اعلاميا وكان مفهوما لدى كل العرب فنجد اليمنيين بشكل كبير جدا يفهمون المصريين وبسهوله ولكن انعدام البرامج الإعلامية اليمنية الخارجية تكون حاجز لفهم المصريين لليمنيين بالشكل الكافي ولكنهم يتابعون أخبارنا ويشاركونا فرحنا وحزننا ويشاركونا الأنشطة الثقافية وساهموا معنا في ثورتنا سابقا?ٍ وحاليا?ٍ ولديهم في اليمن الكثير من الذكريات ونصب القبر المصري لأروح الشهداء المصريين الأبرار في اليمن يمن العراقة والأصالة.
يتميز المصريين بالكرم بالرغم أن بعضهم يمروا بظروف مادية صعبة للغاية وهناك عالم يعيش تحت خط الفقر وأطفال شوارع وفتيات تنام مع أولادها في الشارع كظاهرة لم اقابلها في حياتي على الإطلاق بالرغم انه في اليمن نجد الزواج المبكر ولكن لم أجد الإنجاب المبكر جدا كما وجدته في مصر ولم اجد فتيات على الإطلاق ينمن في الشوارع اليمنية.
المصريين يعملون ليل نهار رجال ونساء كبار وصغار للحصول على حياة أفضل فمنهم من يعمل أكثر من وظيفة ليوفر متطلبات الحياة ليعيش واسرته حياة كريمة كون نسبة الدخل في مصر جدا منخفضة مما ساعد على نشر الفساد والرشاوي بشكل خاص والعمولات في كل مكان. لم ولن يقبل المصريين الذل ولكن في ظل نظام دكتاتوري ناهب لخيرات البلاد عاش البعض تحت خط الفقر بفارق كبير وواضح مما أنشى ما يسمى بالبلطجية والحرمية والنصابين المحتالين على زوار مصر وتجار الحشيش حيث لم يكونوا موجودين سابقا?ٍ في مصر ولكن الفقر والنظام الظالم والدكتاتوري سبب في ظهور صور سيئة للمجتمعات سوى في مصر أو حتى في اليمن.
الكبت السياسي والثقاف