احتجاجات السودان.. قد تكتمل
بقلم / محمد شومان
من الممكن القول إن الاحتجاجات التي يشهدها السودان الآن بسبب تردّي الأوضاع المعيشية للمواطن السوداني والتي وفقاً لتقارير إعلامية هي الأسوأ.
علي عكس ما كان متوقّعاً لم تكن الاحتجاجات التي يشهدها السودان موجة أو أزمة عابرة كان من المفترض أو من المتوقع لها أن تنتهي بعد وقتٍ قصيرٍ من اندلاعها بالقياس مع سابق الاحتجاجات التي شهدها السودان سابقاً ، مثلاً في عام 2013 عندما خرج المئات من المُحتجّين في العاصمة السودانية الخرطوم ومدينة أم درمان في تظاهرات دعا إليها ناشطون احتجاجاً على قرار الحكومة رفع الدعم عن المحروقات آنذاك وما وصفوه بقمع الاحتجاجات التي وقعت في شهر سبتمبر وسقط خلالها قتلى وجرحى.
من الممكن القول إن الاحتجاجات التي يشهدها السودان الآن بسبب تردّي الأوضاع المعيشية للمواطن السوداني والتي وفقاً لتقارير إعلامية هي الأسوأ.
منذ إعلان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تعليق العقوبات الاقتصادية الأميركية على الخرطوم المفروضة منذ 20 عاماً، والاقتصاد السوداني الأعنف والأقوى منذ تولّي الرئيس عمر البشير مقاليد الحكم هناك.
استمرار الاحتجاجات في المدن السودانية على هذا المنوال المختلف تماماً عن الاحتجاجات السابقة في السودان حتى في ما يتعلّق بردّة الفعل التي واجهت بها السلطات الحاكمة وحكومة البشير تلك الاحتجاجات ، وهي لاتختلف كثيراً عما تعاملت به الأنظمة العربية المنهارة في دول الربيع العربي يدفع للتساؤل حول مستقبل تلك الاحتجاجات والنتائج التي قد تأتي بها.
أغلب المعطيات والمستجدّات الواردة من الساحة السياسية في السودان تؤكّد تماماً أن الحراك الأخير هناك يختلف تماماً عن سابق تلك الاحتجاجات ، ونتائجة ستأتي مختلفة تماماً عن توقّعات البعض ، وربما تأتي بما هو أبعد من تلك المطالب التي نادى بها المحتجّون في الساعات الأولى للاحتجاجات.. في ما يلي بعض تلك المؤشّرات:
– ارتفاع حصيلة قتلى الاحتجاجات التي بدأت الشهر الماضي إلى 24، بحسب ما أعلنت السبت لجنة تحقيق شكّلها النائب العام السوداني بالمقابل، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن ما لا يقلّ عن 40 شخصاً قتلوا في التظاهرات بينهم أطفال ورجال إسعاف.
-ظهور عسكريين إلى جانب المتظاهرين في بعض المدن: فظهرت لقطات نُشِرت على شبكة الأنترنت لفِرَق من الجيش بأكثر من منطقة ومنعت الشرطة من التعامل العنيف مع المتظاهرين، بل في بعض الأحيان حمت المتظاهرين، في عطبرة والقضارف. بل إنه في ظنكلة، جزء من الشرطة انضمّ للمتظاهرين ، كذلك ما تداوله مستخدمو الشبكات الاجتماعية من صوَرٍ قيل أنها لقائد الفرقة الثانية مشاة في مدينة القضارف اللواء الركن محيي الدين أحمد الهادي وهو يقف في صفوف المتظاهرين، وهو ما يعني أنه يوفّر لهم الحماية.
-إعلان الحكومة السودانية عن زيادةٍ جديدةٍ في رواتب الموظفين بالدولة، استجابة للتظاهرات التي اندلعت منذ أسابيع احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية. وأن الحكومة قرّرت تطبيق زيادة الأجور التي وعد بها الرئيس عمر البشير، اعتباراً من هذا الشهر، كما وعد بالعمل على تحسين الخدمات في مختلف المجالات مثل دعم السكن.
– مهاجمة صحيفة إماراتية رسمية نظام الرئيس السوداني عمر البشير ، واصفة السودان بأنه ضحيّة مشروع “إخواني” منذ عام 1989 انتهى به إلى “كوارث”، رغم ما بدا خلال السنوات الأخيرة من تقارُب بينه وبين أبوظبي عندما استضافت صحيفة الإمارات اليوم (تصدر عن مؤسّسة دبي الرسمية للإعلام) رئيسة تحرير صحيفة “التغيير” السودانية المُعارِضة “رشا عوض”، التي زعمت أن هناك محاولات تركية قطرية لدعم “الإخوان” في السلطة.
– إعلان “حركة العدل والمساواة” هي إحدى حركات التمرّد في دارفور، وهي حركة ثورية انشقّت عن “حركة تحرير السودان” في عام 2001، وتقاتل القوات الحكومية في دارفور وقف التفاوض مع الحكومة.