ما هو هدف بومبيو في زيارته إلى دول غرب آسيا؟
شهارة نت – تحليل
تخضع زيارة وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي لمنطقة غرب آسيا إلى ظروف تواجه فيها الدول العربية وإسرائيل عددًا من القضايا المهمة. بادئ ذي بدء، كان الإعلان عن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا بمثابة صدمة كبيرة لحلفاء الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أن إسرائيل كانت في حالة من عدم الأمان، كما أن الأمن الإقليمي للكيان قد أصبح تحت المجهر بشدة. بالإضافة إلى ما سبق فإن ولي العهد بن سلمان أيضاً لا زال يعاني من عقوبات قتل خاشقجي. النقطة الأخيرة هي مشكلة الأكراد في شمال سوريا وإمكانية هجوم تركيا عليهم.
ولكن الأهم من ذلك، يبدو أن الرحلة ، بكل أبعادها وأهدافها، تدور حول تنفيذ مشروع ترامب البري يسمى “صفقة القرن”، والذي يستهدف القضاء نهائياً على القضية الفلسطينية. فيما يتعلق بهذه المسألة، يشير المراقبون الإقليميون إلى فتح العلاقات بين الأنظمة السعودية الصهيونية كأحد المحاور الأخرى لرحلة وزير الخارجية إلى المنطقة. على نفس المنوال، كتبت السيدة كارين إليوت هاوس في مقالتها لصحيفة وول ستريت جورنال: لا تفاجئوا إذا كان بنيامين نتنياهو سيتوجه قريباً إلى الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، ويلتقي محمد بن سلمان، وسيأتي “بامبو” إلى المنطقة لتوفير منصة الزيارة. هاوس، التي كتبت كتاب “تاريخ المملكة العربية السعودية وشعبها” ، في مقالتها: إن الهدف من رحلة بومبيو هو إظهار أن الولايات المتحدة لم توقف علاقاتها مع المنطقة، ولكنها تسعى إلى تحالف قوي ضد إيران وأنها سياسة تباطؤ وليس عدم إهتمام في الشرق الأوسط. إسرائيل والمملكة العربية السعودية حليفان موثوقان للولايات المتحدة، وكلاهما خائفان من إيران. في الواقع، قد تكون الزيارة المخططة لرئيس وزراء إسرائيل وولي العهد السعودي نقطة تحول في جهود حكومة ترامب لعزل إيران وكبحها. كما أن عدم اكتراث الدول العربية بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة قد أعطى ولي العهد تأكيدًا بأنه سيتواصل مع إسرائيل في الوقت المناسب. على المستوى السياسي، ستؤدي الزيارة إلى تشويش الرأي العام ووسائل الإعلام نتيجة للمشاكل التي يواجهها ترامب ونتنياهو وبن سلمان. قد تشهد زيارة نتنياهو لبن سلمان ترحيباً دولياً لولي العهد، الذي تم عزله تماماً بعد مقتل خاشقجي. على الرغم من أن الزيارة ستثير اهتمام ترامب ونتنياهو، إلا أنها ستحمل مخاطر على ولي عهد المملكة العربية السعودية، لأن تعاونه الواضح مع إسرائيل قبل قضية القدس سيؤدي بلا شك إلى معارضة من الأوساط السعودية.
كانت الزيارة العلنية لولي العهد ورئيس الوزراء الاسرائيلي، مثل رحلة أنور السادات وريتشارد نيكسون، رئيس الولايات المتحدة إلى الصين في عام 1972، وكذلك الاجتماع بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية، مستحيلة، لكن الحقيقة الجديدة ستزيل منطق المستحيل، لأن ترامب يحب المظاهر والخيال الجذاب حيث يفكر هل يشاهد زيارة نتنياهو وبن سلمان من شاشة التلفزيون أو يطير إلى الرياض للمشاركة فيها.