الأقصى في خطر.. والمجتمع الدولي يكتفي بالصمت
شهارة نت – تقرير
المسجد الأقصى في خطر… استهداف إسرائيلي متصاعد واقتحامات يومية لباحاته ينفذها المستوطنون بأعداد كبيرة تحت حماية قوات الاحتلال في محاولة لفرض أمر واقع بخصوص تهويد الحرم القدسي وفرض سلطة الاحتلال عليه لكن تلك الاقتحامات تواجه بتصد وصمود فلسطينيين لإحباط محاولات الاحتلال ومستوطنيه.
نحو 30 ألف مستوطن اقتحموا المسجد خلال عام 2018 وفق إحصائيات نشرتها دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى في القدس المحتلة بزيادة 17 بالمئة عن عام 2017 وهذه الأرقام لا تشمل قوات الاحتلال ما يعني أن عدد المقتحمين قد يصل إلى ضعف هذا الرقم.
خطر آخر يتهدد المسجد الأقصى يتمثل بالأنفاق وحفريات الاحتلال في أسفله وفي محيطه والتي أدت إلى إحداث تشققات وهدم في جدران وأرضيات ومباني المسجد وتصدعات وانهيارات أرضية في مباني القدس القديمة وبلدة سلوان جنوب الأقصى وتدمير كثير من الآثار فوق الأرض وتحتها في محاولة لتهويد محيط الأقصى وتغييب المعالم الحضارية العربية والإسلامية فيه بما يخدم المخطط التهويدي للمسجد.
عشرات الكنس اليهودية أقامها الاحتلال أسفل الأقصى وفي محيطه بهدف خنق المسجد ومحاولة تهويده يضاف إلى ذلك مواصلة الاحتلال الاستيلاء على الآثار والأراضي المحيطة بالأقصى لتنفيذ مخططاته الرامية إلى تغيير الطابع الإسلامي للمنطقة وتهويدها فضلا عن وجود مراكز لقوات الاحتلال في محيط الأقصى وداخله إضافة إلى جسر حديدي معلق عند باب المغاربة يسمح بإدخال آليات عسكرية كبيرة للاحتلال كما يستمر الاحتلال بالعمل على تهويد منطقة ساحة البراق بالكامل.
ويواصل الاحتلال منع المصلين الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى حيث لا يسمح لغير أبناء القدس المحتلة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 بدخول المسجد كما يمنع في كثير من الأحيان من هم دون ال50 عاما من دخوله ومن أخطر المؤءشرات في هذا السياق إعلان الاحتلال مؤخرا عن إجراءات عدة للتضييق على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 في دخول الأقصى تمهيدا لمنعهم بشكل نهائي.
ولا يكف الاحتلال عن التدخل في عمل دائرة الأوقاف الإسلامية من خلال منعها من تنفيذ أعمال الصيانة والترميم في الأوقات المناسبة وعرقلة مهامها والتضييق على موظفيها واعتقالهم إضافة إلى إبعاد رموز الدفاع عن الأقصى من الشخصيات الفلسطينية التي تدعم الفلسطينيين في مواجهتهم للاحتلال في باحات الأقصى ولا سيما خلال الاقتحامات.
ويستمر الاحتلال بإبعاد المقدسيين خارج مدينتهم وخاصة في الأحياء المحيطة بالمسجد الأقصى والتي تشكل حزام أمان ودفاع عن الأقصى إضافة إلى استهداف حراس الأقصى والمصلين والمرابطين فيه بالتنكيل والتضييق والاعتقال والإبعاد كما أغلق الاحتلال عشرات المؤسسات والهيئات الفلسطينية العاملة في القدس والأقصى.
وفي تصريح لمراسل سانا حذر وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني يوسف أدعيس من مخاطر تزايد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على المسجد الأقصى المبارك داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وقال أدعيس.. إن سلطات الاحتلال تعمل جاهدة على تسهيل اقتحامات المسجد الأقصى التي أصبحت تتم بشكل يومي وخاصة بعد انسحاب “إسرائيل” من منظمة اليونيسكو ما يعني تزايدا في الانتهاكات التي تمارس من عصابات المستوطنين الأمر الذي يمس بالمسجد الأقصى وقدسيته ومكانته الدينية والحضارية.
واستنكر أدعيس ممارسات قوات الاحتلال بحق موظفي الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة معتبرا أن عملية الاعتقال الأخيرة لعدد منهم تأتي في سياق تمرير انتهاكات جديدة وتنذر بخطورة كبيرة على مدينة القدس المحتلة لكن كل تلك المخططات لن تمر أمام صمود الشعب الفلسطيني.
بدوره أوضح مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى عزام الخطيب أن كل المؤشرات والإحصائيات تدل على تصاعد وتيرة انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه بحق الأقصى المبارك لكن ذلك لن يثني الفلسطينيين وخاصة المقدسيين عن الحفاظ على قدسية هذا المسجد وهويته الإسلامية مؤكدا أن أي مساس بالمسجد الأقصى هو اعتداء صارخ على كل مسلم في جميع أنحاء العالم.
من جانبه أشار مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر إلى أن الاحتلال يعمل على تفريغ المسجد الأقصى من خلال إبعاد الفلسطينيين الذين يتصدون للمستوطنين ويمنعونهم من اقتحامه وهو يحاول المس بمكانة المسجد الأقصى بهدف تهويده بشكل كامل مؤءكداً أن عام 2018 كان الأصعب على مدينة القدس والأقصى.
وزارة الخارجية الفلسطينية أكدت أن المستوطنين صعدوا من وتيرة اقتحاماتهم للأقصى في الفترة الأخيرة وسط تزايد الدعوات العنصرية لتهويده وارتفاع وتيرة حفر الأنفاق أسفل المسجد ومحيطه والتهديدات بهدم أجزاء واسعة منه داعية المجتمع الدولي إلى التصدي لمحاولات تهويد المسجد وهدمه ووقف مخططات الاحتلال العنصرية واعتداءاته التي تعد خرقا سافرا للقرارات الدولية واعتداء صارخا على الواقع التاريخي والقانوني القائم.
كما أدانت الحكومة الفلسطينية تجول مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أمس في البلدة القديمة بالقدس المحتلة وبالأنفاق التي يحفرها الاحتلال أسفل المسجد الأقصى مؤكدة أن خطوته الاستفزازية تمثل دعما للاحتلال في حربه المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني ومشددة على أن القدس المحتلة بما تضم من مقدسات إسلامية ومسيحية أرض عربية منذ فجر التاريخ وهي عاصمة فلسطين ما يتطلب من المجتمع الدولي وقف اعتداءات الاحتلال وتطبيق القوانين الدولية التي تقضي بإزالة الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.