بعد طلبه عدم البث.. السيسي يعترف عن التعاون الوثيق مع الاحتلال الإسرائيلي
شهارة نت – وكالات
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، عمق ومتانة العلاقات بين مصر وإسرائيل ،عبر مقابلة أجراها مع قناة “سي بي إس ” الأميركية ، وأن التعاون في أفضل حالاته هذه الفترة وخاصة في شبه جزيرة سيناء.
وقال السيسي خلال مقابلة بُثّت الأحد مع برنامج “60 دقيقة” على شبكة “سي.بي.إس” الإخبارية الأمريكية: إن القوات الجوية (المصرية) تحتاج في بعض الأحيان للعبور إلى الجانب الإسرائيلي وإن ذلك هو السبب في وجود تنسيق واسع مع الإسرائيليين.
وفي حديثه عن وجود سجناء سياسين في مصر ، نفي السيسي خلال المقابلة ، وأكد على أن السلطات تتعامل فقط مع الأصوليين والمتطرفين مضيفاً أنه لايستطيع أن يطلب من المصريين أن ينسوا من سقط من الجيش والشرطة والمدنيين .
وتعهد السيسي بهزيمة المتشددين في سيناء واستعادة الأمن بعد سنوات من الاضطرابات، وبالمقابل يشن إسلاميون متشددون هجمات منذ سنوات في شمال سيناء الذي يفتقر إلى البنية الأساسية وفرص العمل وعلى النقيض، تمتد المنتجعات السياحية على الساحل الجنوبي للمنطقة على البحر الأحمر.
وتخوض قوات الأمن المصرية معارك مع إسلاميين متشددين في المنطقة التي تمتد من قناة السويس شرقا إلى قطاع غزة وإسرائيل منذ عام 2013.
لماذا طالب السيسي عدم بث المقابلة مع محطة”CBS” الأمريكيّة؟
أن يعطي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مقابلة مع محطة تلفزيون “سي بي إس” الأمريكية بالصوت والصورة ويتحدث فيها عن تعاون مكثف مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة “الإرهاب” في سيناء، ويؤكد في الوقت نفسه عدم صحة الأنباء التي تؤكد وجود 60 ألف سجين سياسي في المعتقلات المصرية، وينفي وجود سجناء سياسيين من الأساس، فهذا أمر طبيعي، ولكن أن يطلب من سفيره في واشنطن التدخل لدى المحطة لعدم إذاعة المقابلة، فهذا أمر غير طبيعي .
وان طلب السيسي من سفيره في واشنطن التدخل لدى المحطة لعدم إذاعة المقابلة، فهذا أمر غير طبيعي ، و يشير إلى ثلاث نقاط أساسية تحتم علينا، أو أي شخص اخر خبير في شؤون الإعلام والسياسات الشرق أوسطية التوقف عندها:
الأولى: عدم وجود خبراء ومستشارين حول الرئيس السيسي يعرفون الخريطة الإعلامية الغربية، والأمريكية خاصة، واليات عملها، واستقلاليتها عن حكومتها، والجرأة والمهنية التي يتمتع بهما العاملين فيها، أو أنهم لا يعرفون رئيسهم، فمثل هذه المقابلة لا يمكن أن تتم دون تنسيق من قبل هؤلاء.
الثانية: عدم القدرة على إخفاء الحقائق عن الرأي العام، سواء كان عربيا أو غربيا في ظل ثورة المعلومات الحالية التي تسود العالم، ووجود وسائل التواصل الاجتماعي التي يصعب السيطرة عليها، واستطاعت في ظل مساحة الحرية المتوفرة أمامها، أن تتجاوز وسائل الإعلام التقليدية بمراحل.
الثالثة: عندما يقدم أي مسؤول عربي على إعطاء مقابلة أو تصريح لمحطة تلفزيونية أو صحيفة غربية، فإن هذه المقابلة وما ورد فيها من معلومات باتت ملك المحطة، وليس ملك المسؤول، أي أنها مثل الرصاصة عندما تخرج من فوهة البندقية فإنه لا يمكن إعادتها أو التحكم بها.
المحطة التلفزيونية الأمريكية ستبث هذه المقابلة مع الرئيس السيسي كاملة يوم الأحد المقبل، وبدأت فعلا في التمهيد لهذه الخطوة ببث فقرات منها بالتقسيط المريح لها، ومشاهديها، وغير المريح للسلطات المصرية حتما، لأن ما قاله الرئيس السيسي لا يخدم حكومته، سواء الشق المتعلق بالتعاون مع “إسرائيل” في سيناء، والسماح لطائراتها بقصف تجمعات تنظيم “الدولة الإسلامية” أو “داعش”، وربما يخدم ما قاله هذا التنظيم الإرهابي في نظر البعض، والشيء نفسه يقال أيضا عن نفي وجود معتقلين سياسيين، في وقت لا تتوقف وسائل الإعلام المصرية عن نشر أنباء الاعتقالات والمحاكمات، وإصدار أحكام بالسجن المؤبد، أو الإعدام في حق المئات، أو الالاف منهم.
السيطرة على الإعلام المصري شيء، والتعاطي مع الإعلام الأجنبي شيء اخر، مختلف تماما، والحقائق من الصعب التعتيم عليها في هذا الزمن الذي أصبح الإعلام هو السلاح الأهم في زمني السلام والحرب، لأنه بات يضع أجندات السياسي وليس العكس.
هناك “مثل” مصري يتردد كثيرا على ألسنة الأشقاء في أرض الكنانة يقول “لا تنام جنب القبور حتى لا ترى كوابيس مزعجة”.. نترك الباقي لفهمكم.