الجزء الثاني
لأولادنا? أحلام نقية أصغر من خوذة المحتل.
يوما بعد يوم? تدفعنا الأحداث? في يقظة أكثر من يقظة? فنرفض النوم? نهرول يقظين كي لا يتكرر ما حدث من غفلة لخرائب وحزن الانتفاضة الشعبانية في تسعين الموت الجماعي. يوما بعد يوم تفتح كوتها الأيام لتلقي بنا خارج صفاتنا نضيع في دهاليزها الليلية بمحاذاة الليل و لا ضفة لنا سوى الظلام. أحيانا كنا نخدع الفراش فنتكور فيه لننفتح في تجوال من الأفكار? وأحيانا أخرى نتركه واجما بلا طيات تحركه الأقدام بلا حس .الجسد لا يطرق تلك الملاءات ولا يلامسها فما زلنا لم نكتشف بعد موقع الخلل? تتحرك أقدامنا بسكون يمينا ويسار بلا منطق تحت الأسرة الخامدة في حركتها الوانية القلقة ?إنها دواع الحرب دون شك.
تمر الأيام ولم أقرر الرحيل وأولادي? رغم إلحاح أحد أقاربي للالتحاق بهم .. إلى قرانا الآمنة. لا ادري يومها لماذا كنت رافضة ذلك? وكأن شيئا ما في داخلي كان يمنعني? أقنعت من بمعيتي أسبابي? وقد أسلمنا إلى قناعة إن ما كتب على اللوح يجري ولو كنا في قصور مشيدة? انه الرضا بالمقسوم . تقودني الأفكار من زوايا ألانعطاف إلى زوايا أتوقف عندها لضرورة حتمية عن كل ما يدور من حولنا? زوايا لا تدركها إلا النساء? وبغريزة المرأة اقتربت من بيتي أكثر وأنا التي كنت قريبة منه أبدا حين كان محاصرا?ٍ بالكوارث والأزمات والحروب المتكررة كما البيوت العراقية التي تجاورني في في حزنها المترع بالآهات نتجاورفي الفرح والنجاح والحب ايضا.كم اتذكر مدى قربي منه-بيتي- ساعة هروبنا إلى الجبال التي التحفناها مهادا لأولادنا حين كانوا في لفافاتهم البيضاء? حينها كنا نذوب فوق كفن الطين? وكم كنا نكسر باب المعتقل في برد الصقيع. لطالما كان الزمن غير مستقر ولطالما كنت واثبة الخطوة مثلهن –العراقيات- البواسل مثلما الموقف يتطلب إنها الحكمة –فكنت- ولا شئ غير ذلك . وكأن الأمور ألقت بعبئها علي مرة واحدة في ريعان العمرانذاك ?أتذكر وكم أخرى مثلي تزجي بدفاترها بذاك السواد الكحلي في حبر بوحه من الذكريات في قفار تلك المسالك التي ألقت بمنزلق تحت اقدام حياتنا? كنت أؤجل التفكير بالملل والضجر? لأنني ملزمة بأداء الكثير وقتها من الالتزامات تجاه ذلك البيت الذي بنيته مبكرا وأنا طالبة جامعية. لكنه زمن الحرب!
كنت أراقب الأولاد أكثر من ذي قبل وربما طيلة اليوم حتى صرت أكثر شبه بهم لغاية في نفسي يحتمها الظرف وإحساس لم أجد في قراءته إلا في ذلك الوقت الوذ بزواياه. أما الكبار من حولنا فقد تميزوا بالوطنية وصاروا جدارا منيعا لبيوتهم ? صممنا جميعا على السهر في تلك الليلة – ليلة الصدمة والترويع- كما أسموها? أحسست يومها بحمى تمتلكني? لأنني صرت أبذل جهودا مضاعفة برفقة القلق الذي أستبد بي? حتى كنت اهبط إلى سريري في آخر اليوم وانية ثقيلة تعشي الوساوس فكري.
الصغار لازالوا يتسللون إلى قلبي ? يراقبون? فأصغي إلى عيونهم البارقة بمنتهى الخوف بعيدا?ٍ عن سماوات مضببة فالكارثة تهددنا ولم يكن بوسعي إلا أن احتاط وبشدة بكل ما أوتيت من طاقة وشجاعة بتأن ضد ثورتي? شرعت قلبي مجلسا لهم ودفئا يحفهم كي يلوذوا اليه متى ما شاءوا وشاءت الأقدار ببرق رعدها? صار يعاودني نفس الشعور في خوف غامض وذاك كان يزيدني حيرة أرفضها فالوقت اقترب وكنت أبصر حينها منظرا واحدا..
هل سنشهد الموت لمن نحب?
كم مريعة وغضة تلك الأفكار? وكم أتذكرها ?
وكيف دفعتني إلى أن أكون أشبه – بالنمرة- التي تخاف على أولادها حتى صرت أتجول في أركان البيت في وجل كي لا أقف عاجزة أحاول أن أجد زاوية تكون أكثر أمانا للاختباء ساعة القصف الجوي لأضمهم? ولكي أحمي أحلامهم التي تلبستهم وتلك تكهنات ما يدور من أحلامي لهم وبهم. ساقتني خطاي إلى مخبأ – زاوية تحت سلم البيت الداخلي?- (ربما سيكون ساترا) ساعة الروع إذا قرع الموت بطبوله فوق سماء المدينة .فما زالت صور أفاعي الشر? وطغاة العالم الجديد تعاودني وأحداث التسعينيات من المنا المباح? أتذكرها جيدا و صرير طائراتها تلك. أسرعت كمن صفع? وضعت عددا من الوسائد ك(-ساترا?يحتمون به ) صغاري ساعة المحظور ? (لم يكن ذلك المخبأ سوى مكان مستطيل الشكل بعيد ا ومحمي بسقف إسمنتي ثان ليحمينا من شظاياهم الذكية ? لقنابلهم الغبية)
: أماه?
قالتها البكر الجميلة? وقد تدلى شعرها العسلي من خلف العالم متسائلة بعينين هلعتين?
قاطعتها ولم أشأ أن أطيل النظر في وجهها.
: نعم حبيبتي? تأكدي انه أأمن مكان لنا .
كنت أختلق النجاة دون تأكد لأقلص خوفها. رغم توجسي من الداخل وأنا التي أخاف أن افقد صبري? فالضغوط كبيرة من الخارج وعلي? أن حافظ على كل ما ينبض بالحياة من حولي سأمت خفق قلبي الشديد فان رجفة قاضية منه تكاد تنهي اجلي ..لولاهم? ولطالما كنت جاهدة أن لا يبدو ذلك أمام تلك الحد قات الناعمة وهي تتقافز فرحا في نهار الكون العائم بأكاذيب الديكتاتوريات التي طوقتنا من كل حدب وصوب في ألفيتنا الفاجعة المكرس