توظيف جماعات إرهابية أهوازية في حرب نيابة ضد إيران
شهارة نت – تحليل
انظروا الى الصورة أعلاه جيداً.. الرجل الذي يضع نظارة على عينيه يدعى يعقوب حرّ التستري، المتحدث باسم ناشطين هاربين من إيران تعتبرهم طهران جماعة إرهابية تعمل لصالح المملكة السعودية.
يعقوب حرّ التستري رفض تهمة ارتباط جماعته (حركة النضال) بالسعودية أكثر من مرة، لكننا نجده في الصورة وهو يصافح سلمان بن عبد العزيز، ملك السعودية، الذي فرضت الدنمارك مؤخراً عقوبات على نظامه بسبب قتله الصحفي جمال خاشقجي والحرب الدموية التي تشنها السعودية على اليمن.
وبالطبع هذه الصورة مأخوذه من تسجيل للتلفزيون السعودي الرسمي لاحد القصور الملكيه في الرياض.
وفيما يلي خلاصة تقرير نشرته صحيفة Politiken (السياسة) الدنماركية الواسعة الانتشار عما تسمّيه بجماعه “رينغستد” (أسم مدينة دنماركية يقطنها هؤلاء الارهابيون) التي تقود ما يسمى بـ “حركة النضال” وعلاقاتهم المميزة مع المملكة السعودية:
وفقا لما يراه الخبراء، من الممكن ان نشهد أزمة دبلوماسية بين الدنمارك وإيران والسبب هو جماعة رينغستد التي تحظى بعلاقات مميزة وخاصة مع السعودية، التي تستخدم في الشرق الأوسط مع إيران في أكثر من مجال وموقع.
الصور المنشورة عن قصر الملك السعودي تعود الى أيلول/ سبتمبر 2016 الموافق لموسم الحج، حيث يفد الى الديار المقدسة ملايين المسلمين، وحيث يقوم الملك السعودي باستضافة بعض الخواص كضيوف على الحكومة السعودية.. وفي قائمة ضيوف سنة 2016 نشاهد اسم يعقوب حرّ التستري كناشط وشخصية سياسية!.
وفي شريط فيديو ايضاً نشاهد عدداً من الخدم بملابس ذهبية واسعة وهم يقومون بخدمة الضيوف قبل وصول الملك سلمان وتقديم القهوة لهم، وفي آخر الفيديو نرى يعقوب حرّ في آخر صف من الرجال وهو يصافح الملك السعودي ويتحدث اليه.
وحول هذا الموضوع يحدثنا السيد علي واعظ، رئيس مركز الابحاث في مجموعة الازمة في الجمهورية الاسلامية الإيرانية، ويقول: لا يمكن أن يحدث مثل هذا الأمر بمحض الصدفة، فـ”حركة نضال الأهوازية” ومعها بعض الجماعات الكردية المناوئة لإيران تمت دعوتها من قبل السلطات السعودية.
لقد أعلن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في سنة 2016 استراتيجية جديدة في مواجهة إيران، وهي تشديد وايجاد النزاعات القومية والمذهبية بين مكونات الشعب الإيراني، ولم يمض وقت طويل على ذلك التصريح حتى وصلت الأموال الى الجماعات الإيرانية المعادية للنظام الاسلامي، ومن تلك الجماعات “حركة النضال” التي تمكنت دفعة واحدة من تأسيس قناة تلفزيونية في الدنمارك.
والاتصال بين حركة النضال والسعودية يضعف من احتمال عدم وجود علاقات بينهما، هذا ما يقوله “أغرشو مدسن” أستاذ جامعة كوبنهاغن وأستاذ اللغة السابق في أكاديمية الدفاع السعودية. فلا أحد يستطيع الدخول الى قصر الملك سلمان وهو أمر واضح جداً من الناحية السياسية، فالملك سلمان لم يلتق ضيفه “الدنماركي” من بين كل هذه الجماعات بنحو الصدفة! .
وكما يرى أغرشو مدسن، هذا يدل على أهمية جماعة النضال بالنسبة للسلطات السعودية. يعقوب حرّ التستري يتحدث بنفسه عن هذه القضية، ويقول: في سنة 2016 كنت من الضيوف القادمين من أوروبا للمملكة السعودية.. ويضيف: ان وزارة الاعلام السعودية هي من دفع نفقات السفر، لكن التستري نفى الدعم المالي السعودي المستمر لجماعته.
ويقول يعقوب حرّ التستري ايضاً: انه أمر طبيعي، فلو نظرنا الى موسم الحج سنجد ان وزارة الدفاع السعودية تدعو كثيرين كضيوف للمشاركة فيه، والأمر لا يرتبط بالدعم أو عدم الدعم، وهذا ما يحصل في كل عام.
ويضيف: النظام الإيراني غير مسرور من وجودنا في السعودية ويتصور إننا ارهابيون!!
ويرفض التستري وجود أية علاقات بين جماعته الإرهابية والنظام السعودي.. ويستمر قائلاً: نحن نقيم علاقة صداقة مع أي جهة تدعمنا!!.
وحسب رأيه الأخير فان “جماعة النضال” التي ينتمي إليها مستعدة للارتباط مع أي نظام يعترف بها، لكنه يدعى رفض أية سلطة سياسية واقتصادية للدول الاخرى على جماعته، ويؤكد: إننا جماعة علمانية نتحدث مع الآخرين فيما يهمنا ولا نطلب من الاخرين دعمنا!.
حبيب جبر متزعم المجموعة الارهابية والسعوية
جماعة “رينغستد” يتزعمها شخص يدعى حبيب جبر.. ومن خلال رصد نشاطه على “تويتر” يتضح ارتباطه بالسعودية.. فمن 107 تغريدات له منذ سنة 2012، بارك 21 مرة للسعودية في مناسبات مختلفة، كما انه وضع خمسة مواضيع حول أخبار جماعته في الاعلام الرسمي السعودي، وفي أربعة منها تبيّن أهمية النظام السعودي بالنسبة لجماعته (النضال).
وفي 13 أكتوبر/ تشرين الاول الماضي، تحدث حبيب جبر في تغريدة عن الاعلام والشائعات التي تنال من السعودية على خلفية ما نشره الاعلام التركي بشأن قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول.
وفي تغريده اخرى بارك حبيب جبر للسعودية اغتيالها لرئيس المجلس السياسي الاعلى في اليمن، صالح الصماد، حيث تجري حرب بالنيابة بين إيران والسعودية هناك (على حدّ وصف الصحيفة).
یظهر ان الاستثمار على على جماعة “رينغستد” في السعودية كبير.. فالتلفزة الرسمية السعودية قامت بتغطية الأنشطة الإرهابية لجماعة النضال التي تتخذ من الدنمارك مقرراً لها.
الأنشطة التويترية لجماعة النضال تم دراستها وتحليلها من قبل الخبيرين أحمد الراوي وجاكوب غروشك، واتضح ان 70% من تغريدات هذه الجماعة يجري التعليق عليها ودعمها من السعودية!.
وفي خبر مصور آخر بثته جماعة النضال على اليوتيوب نجد يعقوب حرّ التستري يقطع كيكة على شكل اليمن بالعلمين السعودي و”الأحوازي”، لكنه يؤكد ان ذلك لا يدل على ارتباط بين جماعته والسعودية، ويقول: ان السعودية لها سياسة خاصة، لقد كانوا النظام الأول الذي دعم الجماعات الأحوازية!.
ويضيف: ومع الأخذ بهذا الأمر نشرت وزارة الخارجية السعودية صورة على تويتر تجمع الملك عبد العزيز آل سعود والشيخ خزعل الكعبي آخر أمراء محافظة خوزستان في عهد الدولة القاجارية.
جماعة النضال تقيم مؤتمراً في كوبنهاغن، وسوف يكون تحت إشراف الشرطة الدنماركية (المقال نشر قبل عقد المؤتمر في 24/11/2018) وفي هذه الاثناء فان العلاقات الدنماركية ـ السعودية تمر بأزمة حقيقية بسبب تصريحات وزير الخارجية الدنماركي فيما يتعلق بوقف تصدير السلاح للسعودية على خلفية قتلها للصحفي خاشقجي وحربها على اليمن…
وفي نفس اليوم الذي صرح به وزير الخارجية كان السفير الدنماركي يعود الى طهران بعد ثلاثة أسابيع استدعي فيها إثر اتهام إيران بمحاوله اغتيال رئيس جماعة رينغستد، ولم يثبت ذلك.. لكن مع ذلك على الشرطة الدنماركية توفير الأمن لمؤتمر جماعة النضال في كوبنهاغن!.
ويعتقد البروفيسور فالينغ بدرسون من جامعة كوبنهاغن وأحد الباحثين في الشأن الإيراني، أن جماعة النضال لها علاقات خاصة وسرية مع السعودية والأمر يرتبط بالحرب على إيران في الشرق الأوسط.
من جانبه، يقول علي فلاح: واضح ان إيران والسعودية في حالة حرب إعلامية واسعة، استخدمت فيها بكثرة وقوة وعلى نطاق واسع أوراق العقيدة والمذهبية… لكن الجديد في الأمر هو ان احد الطرفين يسعى الى احداث تغيرات في الحدود الجغرافية للدول الأخرى من خلال تدخلاته… بينما هناك ترغيب للمصانع الدنماركية بالدخول الى السوق الإيرانية.
ويضيف علي فلاح ان السعودية تدعم سياسياً ومالياً جماعة إيرانية معارضة أخرى تدعي مجاهدي خلق (منظمة مجاهدي خلق التي بدأت نشاطها اليساري في عهد الشاه، خرج قادتها بعد الثورة الاسلامية من السجون ولكنهم سرعان ما بدأوا باغتيال قادة الثورة وابناء الشعب، ثم بعد فترة وجيزة من الحرب العدوانية على ايران من قبل صدام حسين وقفوا مع صدام وقاتلوا الشعب الايراني.. وهم مدانون في ايران بقتل نحو 18 ألف شخص نتيجة اعمالهم الارهابية.. اليوم يجري احتضانهم من قبل السعودية وأمريكا وأنظمة أخرى ويتركز وجودهم بعد ان فروا من العراق بعد سقوط صدام ـ حيث يتهمهم العراق بالمشاركة في قمع انتفاضة 1991 الى جانب القوات الصدامية وقتل مئات الالاف من العراقيين ـ في فرنسا وألبانيا تحت رعاية المخابرات الاميركية والسعودية!). اضافة الى ذلك تاسيس قناة تلفزيونية باسم “إيران انترنشينال” مقرها في بريطانيا وتبث بالفارسية وممولة مالياً من السعودية، حسب صحيفة الغارديان البريطانية.
وليست هذه المرّة الوحيدة التي تقوم فيها جماعات انفصالية إيرانية بايجاد قنوات اعلامية مدعومة بالكثير من الأموال لانتاج مضامين تأزم الوضع الداخلي الإيراني وتهاجم النظام هناك، وكقاعدة يتضح بعد فترة أن هذه القنوات الاعلامية مرتبطة بالنظام السعودي!.
وعندما سُئل يعقوب حرّ التستري عن الدعم المالي والعلاقة بين تنظيمه والسعودية اجاب: كما يقول الفيلسوف كارل بوبر، اذا كنا غير سياسيين، سنحصل على كل ما نريد ونصل إليه..
ويضيف: ما أريد قوله هو ان هذا هو طريقنا وهذه هي حربنا، واننا من الناحية الاقتصادية مستقلين تماماً!!.. نحن علمانيون ولا نتحدث إلاّ فيما يتعلق بالأحواز… لا يوجد دعم متبادل بيننا (التنظيم الإرهابي والسعودية) ولن نكون تبعاً لاحد.