فيما عين أردوغان على سوريا.. حرب “النبتاغون” والأتراك بأرض الحياد
شهارة نت – تحليل
تركيا وأمريكا تعودان إلى الساحة العربية مجدداً كمتنازعين من النوع الشرس.. أما أرض النزاع فهي أيضاً سوريا.. قبل عام وفي نفس التوقيت من السنة أعلنت تركيا معركتها “غصن الزيتون” في سوريا ضد الأكراد، لتعلن مؤخرا نيتها القيام بمعرك أخرى جديدة في سوريا ضد الأكراد أيضاً الذين تعتبرهم الخطر المحدق بها والذين تدعمهم بشكل كامل الولايات المتحدة.
في العام الماضي وفي شهر كانون الأول تحديداً أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عملية عسكرية وأسمتها بـ “غصن الزيتون” والتي استمرت فترة طويلة، اليوم وبعد أن أعلنت أنقرة عن حربها مجدداً ضد الفئة التي تدعمها واشنطن، أطلقت الأخيرة تصريحاتها وتحذيراتها لأنقرة بشكل مباشر، مجددة دعمها للأكراد وحمايتهم.
وحذرت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، قبل أيام قليلة، تركيا من شنّ أيّ هجوم ضدّ القوات الكردية في شمال سورية، وقال البنتاغون “إن أي هجوم سيكون “غير مقبول”.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الكابتن شون روبرتسون، وفق ما أوردت “فرانس برس”، إنّ “إقدام أيّ طرف على عمل عسكري من جانب واحد في شمال شرقي سورية وبالأخصّ في منطقة يحتمل وجود طواقم أميركية فيها، هو أمر مقلق للغاية”، مضيفاً أنّ “أيّ عمل من هذا القبيل سنعتبره غير مقبول”.
وفي الوقت ذاته، أكد البنتاغون أنّ “أميركا ملتزمة بأمن تركيا الحدودي، لكن قوات سورية الديمقراطية تظل شريكاً ملتزماً ضد تنظيم داعش”.
أما “وحدات حماية الشعب الكردية” التي شعرت بالقوة بعد التحذيرات التي وجهتها واشنطن لتركيا من أجلهم، ردت على تهديدات أردوغان بالقول إن أي عملية تركية ستؤثر على المعركة ضد تنظيم “داعش”، حيث تمثل وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الأبرز في “قوات سوريا الديمقراطية”، المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، في شمال شرق سوريا”.
كما أعلنت “الإدارة الذاتية الكردية”، النفير العام في مناطق سيطرتها شمال شرقي سورية، واستنجدت بالحكومة السورية، للوقوف في وجه تركيا، في حال إقدامها على عملية عسكرية شرقي نهر الفرات، ودعت للوقوف ضد “السياسات الاستعمارية للدولة التركية”.
من جهته، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، رفض بلاده تدريب الولايات المتحدة المقاتلين الأكراد في سورية والمنضوين ضمن “قوات سورية الديمقراطية”، جاء ذلك في تصريح على هامش مشاركته في حفل بمناسبة يوم القوات المسلحة البوسني، في سفارة سراييفو لدى أنقرة، وأضاف “لا نسمح ولن نغض الطرف بأي شكل من الأشكال عن إنشاء ممر إرهابي جنوبي تركيا، بما فيها منطقة شرق الفرات (شمال سورية)”، مضيفاً “أنّ بلاده ستواصل الحفاظ على حقوق شعبها في البر والبحر والجو، وفقاً للقوانين الدولية وبنفس المستوى من العزم الذي كانت عليه دائماً”.
وتحاول تركيا من خلال التهديدات، أن تخرق القانون الدولي وتناقض مبادئ الناتو، كونها تستهدف منطقة لا تشكل خطراً عليها، ومنذ أكثر من 7 أعوام عملت تركيا على إدخال المسلحين الأجانب والأسلحة إلى سوريا، وكانت تسعى لإضعاف سوريا وتدميرها، عدا عن مخططها بالسيطرة على العديد من الأراضي السورية وتتريكها هي ومواطنيها السوريين، ودليل ذلك ما قامت به العام الماضي في مدينة عفرين بسوريا لاحتلالها من ثم توجيه انظارها على منبج السورية أيضاً، وكان الجيش التركي، استهدف الشهر الماضي، مواقع ونقاطا تابعة لـ “قسد” في عدّة مناطق بشرق الفرات، ومنها محيط عين العرب المعروفة باسم “كوباني” وتل أبيض، أما واشنطن والتي لا تقدم الدعم العسكري للأكراد عن حسن نية، وإنما تخطط لما هو أكبر وأعمق من ذلك في سوريا.