الكورد من اجل ديمومة العراق
قال رئيس الوفد الكوردستاني الى بغداد السيد فاضل ميراني اثناء لقاءه رئيس مجلس النواب العراقي:
( اننا سنظل نصون وحدة الوطن من اجل ديمومة العراق )
ومن جانبه أكد رئيس البرلمان العراقي:
( إن لكل الأطراف حق المشاركة في صنع القرار السياسي والاقتصادي والاستراتيجي? لان العراق وطن للجميع? وان الكورد هم ثاني أكبر القوميات وشريك أساسي في اتخاذ كافة القرارات التي تحدد مصير البلاد. )
قرأت وسمعت ذلك في نشرات الأخبار وعاد بي التاريخ الى بدايات القرن الماضي? حينما اختار الكورد الاتحاد مع العراق دون تركيا في مسألة الموصل? التي منحها الكورد هويتها العراقية حتى يومنا هذا? في استفتاء سكانها حول التبعية لدولة تركيا او المملكة العراقية في الربع الأول من القرن الماضي? وكانت حينذاك تضم معظم إقليم كوردستان الحالي? ومنذ ذلك التاريخ وطيلة ما يقرب من قرن من الزمان ناضل الكورد من اجل الحرية والديمقراطية ليبقى العراق وطن الجميع? دون استئثار من عرق أو قومية أو حزب أو مذهب? فالكل في بلاد الرافدين صنعوا تاريخ هذه البلاد وناضلوا من اجل مستقبلها وحريتها? وأن يعيش الجميع فيها بنفس الأطوال والدرجات والمستويات? التي حاولت معظم الأنظمة التي حكمت العراق أن تنال منها وتعمل على إلغائها وتهميشها? والتي وصلت ذروتها الى الإبادة الجماعية للسكان باستخدام أكثر الأسلحة تحريما منذ اندلاع ثورة أيلول عام 1961م في كوردستان العراق? حينما أحرقت الطائرات عشرات القرى بقنابل النابالم? وما أعقب ذلك من عملية تطهير عرقي واسعة استخدمها النظام السابق في محافظات نينوى وكركوك وديالى? وأخيرا تلك الحرب الرهيبة التي أطلق عليها زورا وبهتانا اسم الأنفال لكي تقضي على خمسة آلاف قرية بمن فيها من بشر وحيوان ونبات? وتحرق واحدة من أجمل مدن كوردستان والعراق بالأسلحة الكيمياوية في حلبجة.
لقد أثبتت التجارب والسنين منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى يومنا هذا? إن كل تلك الأنظمة انهارت وتساقطت أمام إصرار ونضال الكورد وأشقائهم العرب وبقية مكونات البلاد من اجل الحرية والديمقراطية? ومن اجل تلك المعادلة الموزونة التي لخصها التصريحان الأخيران لرئيس الوفد الكوردستاني السيد فاضل ميراني والسيد رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي.
حقا انها معادلة العراق الموزون الذي تشترك فيه كل المكونات وفي مقدمتهم الكورد والعرب الشريكان الرئيسيان في انشاء العراق وديمومته وتطوره وبقائه.
kmkinfo@gmail.com