كيان دول البحر الأحمر وخليج عدن.. “إسرائيل” الهدف والغاية
بقلم / إبراهيم شربو *
استقبلت الرياض كبار رجالات الدبلوماسية في ست دول عربية مطلة على البحر الاحمر وخليج عدن؛ وهي الأردن ومصر والسودان وجيبوتي والصومال واليمن والسعودية. ليهنئ وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الملك سلمان وولي عهده وولده محمد وبعد الاجتماعات التي اجراها وزراء خارجية هذه الدول بتأسيس الكيان الذي يعكس رؤيتهما لتعزيز التنسيق في المنطقة حسب تغريدات الوزير الجبير.
الجبير اعتبر تأسيس الكيان تعزيزا للأمن والاستقرار والتنمية والاستثمار. لكن السؤال هنا عن أي أمن يتحدث الجبير، هل كان البحر الاحمر قبل التأسيس مرتعا للقراصنة وقطاع الطرق. أم كان مسرحا للصراعات العسكرية والحروب؟ وعن أي استقرار وتنمية يتحدث؟ وأي نوع من التعاون ومع من؟ ألم تكن السعودية المسيطر الأبرز على أغلب البحر الأحمر، والجزء المتبقي منه تحت حماية دول تابعة بشكل أو بآخر للرياض؟
السبب الذي دعا السعودية لتأسيس مثل هذا الكيان يمكن لمسه من خلال إعادة القراءة والتعمق في قضيتين مهمتين تدخلت فيهما السعودية وتتعلقان بالبحر الأحمر مباشرة. وهما الحرب المفروضة على اليمن منذ قرابة الأربع سنوات. وقضية جزيرتي تيران وصنافير المصريتين.
اتفاق جزيرتي تيران وصنافير الذي انتقلت بمضمونه سيادة الجزيرتين من السيادة المصرية إلى السيادة السعودية؛ تضمّن حرية مرور “إسرائيل” في المنطقة، جاء ذلك في وثيقة تسلمتها “إسرائيل” تضمن التزام الرياض بالاستمرار في مبادئ اتفاق السلام بين تل أبيب والقاهرة الموقع عام 1979.
أما الحرب على اليمن والاحتلال السعودي الاماراتي لباب المندب أي المدخل الجنوبي للبحر الاحمر. فقد جاء استكمالا لمشروع الحماية الاسرائيلية في البحر. جميعنا يذكر ما أعلنته “إسرائيل” من قلق من احتمال سيطرة القوات اليمنية المشتركة (أنصار الله) على باب المندب وخشيتها على سفنها التجارية التي تعبر المضيق، لتبدأ الرياض حربا أبادت بها البشر والحجر من أجل الحؤول دون سيطرة أنصار الله على عدن وباب المندب.
مع تأسيس الكيان الجديد بزعامة الرياض، تزامنا مع سيطرة السعودية والامارات على المدخل الجنوبي للبحر. فإن اتفاق الرياض وتل أبيب، ولو كان غير مباشر، على حرية التنقل الاسرائيلي من خلال الحدود الشمالية للمملكة. يحوّل البحر الاحمر ملعبا للعنتريات الاسرائيلية. كما بات أمن كيان الاحتلال الاقتصادي والعسكري مؤمنا بشكل كبير.
إذا، فالكيان الجديد، وعلى الرغم من استثناء “إسرائيل” مع أنها تحتل أرضا مطلة على البحر. وعدم إدخالها في كيان الدول السبع. إلا أن السبب الرئيس لتأسيس هذا الكيان بات واضح المعالم. وبتنا متأكدين من قرب إعلان الرياض للطرف الأبرز في قضية التعاون والتنسيق وهو الكيان الصهيوني. لكن متى وكيف سيكون ذلك. يبقى قيد الظروف التي ستتكشف لاحقا دون ريب.
- إعلامي سوري