على بعد 1 كيلومتر من معقل “النصرة”.. شجرة ميلاد وزينة وأعياد
بقلم: فرح سرحان
لا خوف من قذائف غدر، أو تفجيرات، او رصاص طائش هذا العام، فسورية تستعد لاحتفالات ميلاد السيد المسيح، بكل أمان.
أشجار الميلاد اكتست بزينتها والشوارع أُضيئت، شرفات المنازل زُينت، والكنائس تستعد لرفع أصوات القداديس فيها، دمشق آمنه، حلب كفكفت جراحها هذا العام، حمص اللاذقية طرطوس مروراً بالسويداء ذات الفرح المضاعف بعد عودة مخطوفيها، سوريا بأكملها تنتظر ميلاداً مختلفاً هذه السنة.
المدنيون من مسيحيين ومسلمين يتشاركون التبريكات ومظاهر الاحتفال، فالدماء التي سالت على هذه الأرض كانت غالية، نزفت لتشع فرحاً لإخوانها، فبهذه البلاد ليس هناك فرق بين مسحي ومسلم، الكل يتشارك مظاهر الفرح والحزن وحتى الاحتفال.
التحضير للاحتفال لم يقتصر على الأماكن الأمنة فقط، مدينة السقيلبية، والتي تقع على بعد كيلو متر فقط من مواقع المسلحين والتي تعد خط النار المباشر معهم، ستضيئ شجرتها لهذا العام، المقاتلين المحليين فيها انقسموا إلى قسمين، قسم كان في مواقع القتال يراقب الجبهة ويؤمن الحماية، وأخر كان يزين شجرة الميلاد.
الأب ديميتريوس راعي كنيسة مدينة السقيلبية السورية، قال ” “نريد أن نناشد من غادرنا: عودوا، بلدنا جميل. ونريد أن نناشد العالم بأسره ونقول إن سوريا ليست دولة ميؤوسا منها، سوريا بلد ناجح ومتحضر لكل مواطنيه بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والعقائدية”.
بعد سبع سنين من الظلام وبفضل تضحيات الجيش السوري أضواء الميلاد هي الأجمل هذا العام، أعادت لأذهاننا احتفالات أبناء الطائفة المسيحية، قبل الأزمة السورية وما جرت على البلاد من قتل ودمار، ولعلها تكون بداية خير للسوريين جميعاً.