ماوراء مسرحية نتنياهو على حدود لبنان الجنوبية
شهارة نت – تحليل
اطلاق مايسمى بعمليات “درع الشمال” من قبل الاحتلال الاسرائيلي ياتي في وقت تم الاعلان فيه ان العملية تهدف الى الكشف عن الانفاق التي اقامها حزب الله اللبناني في تلك المنطقة بهدف شن هجمات مباغتة ضد القوات الصهيونية.
ومثلما اكدت وسائل اعلام مختلفة وكذلك عدد من الصحفيين الموجودين بالقرب من المنطقة انهم لم يلحظوا اي تحرك او عمليات حقيقية للقوات الصهيونية على الحدود اللبنانية، لذا يعتقد ان الاعلان عن وجود عمليات تحت مسمى “درع الشمال” ماهي الا مناورة سياسية ودعائية يهدف الكيان الصهيوني من تفعيلها هو حرف انظار الراي العام عن قضية ملف الفساد المالي الذي تورط فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي.
الاعلان عن انطلاق عمليات “درع الشمال” في هذا الوقت كان باعثا لسخرية واستهزاء عدد من المحللين الذين قيموا العملية بانها لاتخرج عن كونها مسرحية جديدة تضاف الى جملة المسرحيات عديمة الفائدة التي لفقها نتانياهو ضد ايران وحزب الله اللبناني.
نتانياهو يعلم جيدا انه يواجه تهديدا حقيقيا يتمثل بوجود حزب الله اللبناني، وقد حاول مرارا ان يتغلب على هذه المشكلة عن طريق اثارة الحروب ضد لبنان، وبالطبع في كل مرة هو حصد الخيبة والخسران.
وعلى هذا الاساس وبعد كل حالات الفشل التي مني بها نتانياهو لاسيما خلال الايام الماضية توصل الى هذه النتيجة انه وقبل ان يقدم على اتخاذ اي قرار سيسعى قبل ذلك الى كسب دعم الراي العام العالمي.
المزاعم الاخيرة التي اطلقها نتانياهو بشان نشر حزب الله لصواريخه بالقرب من مطار بيروت وكذلك خطوته الحالية من اطلاق عملياته الجديدة ضد مايسمى بانفاق حزب الله هي ايضا لاتخرج عن هذا الاطار.
المطلعون على القضايا الاستراتيجية يدركون تماما ان “اسرائيل” عاجزة عن خوض حرب عسكرية في فصل البرد القارص اضافة الى ذلك فإن نتانياهو يواجه هذه الايام مشكلة عويصة يطلق عليها “التفكك الحكومي” ويكفي ان يرتكب خطأ صغيرا حتى يعلن احدهم الانسحاب من حكومته لكي ينهار مشروعه بالكامل.
وحتى اللقاء الذي جرى يوم امس بين نتانياهو وبومبيو في بروكسل والذي تناول موضوع المواجهة مع ايران اضافة الى مساندة بولتن لمسرحية نتانياهو ومحاولة اضفاء الشرعية على العملية لكونها تأتي في اطار مواجهة “اسرائيل” لايران واعوانها هي تكشف ابعادا اخرى من عملية “درع الشمال”.