مرحى بالأحرار صناع المجد والانتصار
وحدهم الأسرى والشهداء يستحقون منا جميعا?ٍ نحن الفلسطينيين ومن الأمة العربية والإسلامية جمعاء كل تقدير?ُ ووفاء? وكل حب?ُ وصفاء? بهم نفخر ونعتز? ونرفع الرأس عاليا?ٍ ونتيه أمام العدو بكل عزة?ُ وكبرياء? فهؤلاء الذين أساؤوا وجه الإسرائيليين? وهم الذين أرونا فيهم يوما?ٍ أسودا?ٍ كريها?ٍ عليهم? أبيضا?ٍ محببا?ٍ إلينا? تطلعنا إليه زمنا?ٍ طويلا?ٍ? وظننا أن بيننا وبينه أمدا?ٍ بعيدا?ٍ? فعجل الله لنا بالفرج? وكتب لنا النصر? وبشرنا بما تتوق إليه نفوسنا? وتتطلع إليه قلوبنا? وترنو إليه عقولنا? فأعاد إلينا وإلى الوطن أسرانا وأبطالنا الأماجد? رؤوسهم مرفوعة? وقاماتهم ممدودة? وخطاهم حثيثة? وأصواتهم عالية? وتكبيرهم وتهليلهم تسمعه الجوزاء?ْ في عليائها? شكرا?ٍ لله أن من??ِ عليهم بنصره? وأكرمهم بالحرية والعودة? فأهلا?ٍ وسهلا?ٍ بمن حمل البندقية وسار على درب الشهداء? فاليوم أشرقت الأرض بنور ربها? وازينت السماء في أبراجها? وأضاءت فلسطين كل بيوتها وأزقتها وشوارعها الضيقة والفسيحة? احتفاءا?ٍ بكم? وابتهاجكم بقدوم? وفرحا?ٍ بعودتكم? فأهلا?ٍ وسهلا?ٍ بكم تعيدون إلينا البسمة والأمل? وتمدوننا بالقوة والفرح? وتزودونا بالعزم والمضاء? تشحذون هممنا? وتستفزون قدراتنا? وتنهضون بمقاومتنا? فأنتم من سبق على الدرب? ومن خط الطريق إلى المجد? قد شققتم طريقكم بكل كد?ُ? وقددتم من الصخر سلاحكم بأيد?ُ? وتكبدتم قبل غيركم من العدو كل ظلم?ُ وحقد? فأنتم أمراؤنا وقادة مقاومتنا? أنتم سلف المقاومة الصالح? وخلفها الواعد? ومن جاء بعدكم كان لكم تبع?َ ومدد? فاليوم إلينا وإلى صفوف المقاومة تعودون? وفي عين الشعب تسكنون? وفي قلوب أبنائه تقيمون? تحضون بالمكانة الأجل التي تستحقون? والقدر الأعز الذي به تكرمون.
مرحى بالأسرى الأحرار الذين طال انتظارنا وذويهم لهم? مرحى بهم في أرض الوطن? وبين أهلهم وأسرهم? وأهلا?ٍ وسهلا?ٍ بهم يشقون صمت أمتنا? وليل زماننا? ويمزقون ملابس الحداد? ويستبدلون الآهة بالفرح? والبكاء بالزغرودة? والنواح بالأغاني والأهازيج? ويسقطون بطلتهم البهية الرايات السوداء ويرفعون مكانها رايات?ُ خضر?ُ وبيارق نصر? إنها والله فرحة?َ عظيمة? ويوم بهجة?ُ وزينة?ُ? ويوم عرس?ُ للأمة مهيب? نشهد فيه الحدث الأكبر? ونعيش خلاله إحدى علامات العودة والنصر? إنه يوم?َ من أيام الله قد سبقته أيام?َ خالدات? تحرر فيها أسرى ومعتقلون سابقون? فاليوم يلتحق بسابقه من الأيام التي فرح فيها الفلسطينيون? واستعادوا فيه أبناءهم وأسراهم? فهو يوم?ْ فرح?ُ يذكرنا بأيام فرح?ُ سبقت? وذكريات عزة?ُ مضت? فلهذا اليوم شبيه? وله ند?َ ومثيل? فهو ليس يوما?ٍ يتيما?ٍ لا سابق له? بل هو امتداد?َ لأيام?ُ عزيزة?ُ كانت فرحتنا فيها ملء سمع الدنيا وبصرها? وهو يوم?َ له أيام?َ أخرى قادمات? نحرر فيهن من بقي في الأسر? ومن سكن من بعدهم في السجون وخلف القضبان? فهذا يوم?َ موصول?َ بماضيه ومتطلع?َ بأمل?ُ إلى مستقبله? ويخطئ العدو كثيرا?ٍ إن ظن أن هذا اليوم يوما?ٍ يتيما?ٍ أبترا?ٍ.
اليوم يستعيد أسرانا البواسل ذكرياتهم في مخيماتهم وبلداتهم وقراهم? ويعيشون ماضيهم المشرق في ظل مستقبل?ُ واعد بالأمل? فيزورون الأماكن التي كانوا فيها? والمواقع التي خاضوا فيها معاركهم? والمناطق التي هاجموا فيها جنود العدو? وتلك التي زرعوا فيها العبوات الناسفة? وغيرها التي اشتبكوا فيها مع جنود الاحتلال الإسرائيلي? يستذكرون الماضي بكل آماله وآلامه? ولكنهم يستذكرونه بلا ندم? ويقفون عليه بلا حزن?ُ ولا أسى? فهم يتطلعون إلى أيام?ُ أخرى تكون لهم فيها مع العدو ووقفات ونزلات? ومعارك?َ واشتباكات? إذ ما أوهت السجون عزائمهم? ولا فت??ِت القضبان في عضدهم? ولا أضعف السجن يقينهم? ولا نال العذاب من إرادتهم? ولا أسكت السجان أصواتهم? ولا أقعدهم الغياب? ولا أيأسهم ضيق الزنزانة وصدئ أبوابها السميكة? كما لم تبكهم إجراءات السجون وعقوبات السجان? وعزل الإدارة? والحرمان من الزيارة? فكما كانوا في السجون أسود?َ رابضة? فهم في خارجه نسور?َ جارحة? وصقور?َ تحط من السماء? لا يعجزهم نقص?َ في الرجال? أو حاجة?َ إلى السلاح? فيقينهم قوة? وعزمهم جيش? وإرادتهم مدد? وماضيهم معين? وغدهم وعد?َ من الله بالنصر والغلبة لا يخلفه.
بعض أسرانا يعودون اليوم إلى الوطن بعد طول غياب? ويستعيدون حريتهم التي فقدوها سنين طويلة? ويخرجون من ظلمة السجون إلى نور الحياة? ومن ضيق المعتقلات إلى فضاء الكون? ومن عتمة الزنازين وقسوتها إلى حضن الوطن وحنينه? إنهم اليوم يتركون البرش والمقاش والكانتينة والزنزانة والقيد وأشياء أخرى كثيرة كانت سلطات السجون قد عودتهم عليها? يتركونها ويتخلون عنها إلى عاداتهم الأصيلة? وتقاليدهم الموروثة? ولكنهم إذ يغادرون السجن فإنهم لا ينسون أنهم تركوا وراءهم إخوة?ٍ أسرى? قد طال القيد في أيديهم? وسكنت الأغلال فيهم عمرا?ٍ طويلا? ولم يقدر لهم أن يكونوا معهم اليوم في عرس الحرية ومهرجان النصر? يحزنهم أنهم يغا