السعودية تخشى من الحجاج الإيرانيين
فرضت السلطات السعودية طوقا?ِ امنيا?ٍ شديدا?ٍ في منطقة الشعائر المقدسة بمكة المكرمة تفاديا?ٍ لحدوث شغب او فوضى في موسم الحج في ظل إتساع ظاهرة التسلل لاداء مناسك الحج? وافتراش الحجيج الطريق بسبب ارتفاع تكاليف الاقامة في الفنادق والشقق.
وقال الأمير خالد الفيصل (أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية) أن “السعودية لن تسمح بأي شيء يعكر صفو الحج أو يكدر خواطر الحجاج”.
وأوضح إنه “سيتم تطبيق أنظمة حازمة وإجراءات صارمة لضبط النظام والأمن”? مشيرا?ِ الى استعانة المملكة بمجموعة من الخبراء الاختصاصيين في جميع المجالات ذات العلاقة بالحج? وستكون مهمتهم تحديد مواطن الخلل والقصور في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
واعترف الفيصل بوجود مشاكل حقيقية تسعى ادارته لحلها على ارض الواقع من بينها “تسلل الحجاج” الذين لا يحملون تصاريح نظامية إلى داخل مكة المكرمة والشعائر المقدسة? وكذلك “افتراش الحجيج على الطرق”? معربا?ِ عن أمله في أن يتم التحكم فيهما بشكل أفضل هذا العام بإجراءات حاسمة لضبط المخالفين? وصولا?ِ إلى القضاء بالكامل على تلك المشاكل في الأعوام المقبلة.
وتخشى السعودية من تعكير صفوة الحج بعد تعاظم استهداف استقرارها? اذ تتخوف من حدوث عمليات إرهابية من متشددي القاعدة الذين يستخدمون قاعدتهم في اليمن لاستئناف الهجمات? واذكاء السخط بين الاقلية الشيعية بأصابع ايرانية لاشاعة الفوضى والاضطرابات وتقويض استقرارها على خلفية الثورات الشعبية التي تجتاح العالم العربي.
وتعد أكبر معضلة تواجهها الأجهزة الأمنية والخدمية السعودية هو التسلل لأداء الحج دون الحصول على تصريح? حيث يتسلل الكثير من الحجاج وخاصة?ٍ المقيمين إلى مكة المكرمة عبر المنافذ المؤدية إلى الشعائر? إضافة?ٍ إلى قاطني مكة ومن يقيمون بها? إلى جانب المعتمرين الذين يمددون بقاءهم إلى الحج رغم عدم حملهم التصاريح? وهؤلاء المتسللون يضطرون لافتراش الطرقات وتحت الكباري نتيجة عدم وجود أماكن تؤويهم? مما يتسبب في إعاقة الحركة وإحداث إرباك كبير للجهات المعنية? بل ومزاحمة الحجاج النظاميين.
وتشير الإحصاءات المعلنة لأعداد الحجاج ارتفاع عدد الذين يحجون بلا تصريح? ليصل الرقم إلى قرابة المليون حاج? كما اعادت المديرية العامة للجوازات العام الماضي اكثر من 90 الف شخص من المنافذ المؤدية إلى مكة لا يحملون تصاريح حج? كما تم القبض على 4500 مخالف لنظام الإقامة جرى تحويلهم إلى إدارة الترحيل.
وبلغ حجم النفايات التي تم رفعها من الشعائر ما يقارب من 5 آلاف طن? في حين بلغت إجمالي نفايات مكة ما يزيد على 50 ألف طن? وتكدست المخلفات في شوارع وطرقات الشعائر لتكشف خلل السلوك لدى بعض الحجاج في التعامل غير الحضاري مع المخلفات? إضافة?ٍ إلى التلوث البيئي والبصري.
ويؤكد عبدالواحد برهان سيف الدين (رئيس مجلس إدارة مطوفي حجاج الدول الأفريقية غير العربية) تعطيل المفترشين لانسيابية النقل الترددي وتوقفه أحيانا?ٍ نتيجة افتراشهم أجزاء كبيرة من الطريق الرئيسي الذي يربط “مزدلفة” بمشعر “منى”? إضافة?ٍ إلى افتراش ما يقارب عشرة آلاف حاج أسفل جسر الملك فيصل.
ونقلت صحيفة “الرياض” السعودية عن بعض الخبراء مطالبتهم بحل التسلل والافتراش بطرق فعاله? حيث يرى البعض ضرورة الاستفادة من سفوح الجبال في منى لإنشاء مبان تستوعب الكثير من الحملات التي ضاقت بها مساحة مشعر منى? وإنشاء دور ثان في مخيمات منى لتستوعب الكثير من الحملات وتتيح المجال أمام الجهات التنظيمية للاستفادة من المواقع الجديدة التي يمكن إضافتها إلى المشعر? بالإضافة إلى التهيئة لحملات منخفضة التكاليف للحد من الافتراش.