جرذان العصر
اشتهرت اليمن في غابر الزمان بملكتها بلقيس وبسد مأرب. فالملكة بلقيس تكاد تكون أول من حكم اليمن بطريقة ديموقراطية فلم تكن لتتخذ حكما الا بعد ان ترجع الى مجلس الشورى الخاص بها في ذلك الوقت.
أما سد مأرب فقد كان له الفضل بعد نعمة الله سبحانه وتعالى على ان ينعم اهل اليمن في ذلك الوقت برغد الحياة حتى اضحت اليمن بفضله تعرف بأرض الجنتين فما الذي حدث للهذه الحضارة وكيف اندثرت وشتت اليمنين في كل بقاع الارض. تذكر كتب التاريخ بأن الجرذان كانت وراء انهيار سد مارب مما ادى الى اندثار تلك الحضارة. من وجهة نظر شخصية ارى ان الفساد الذي كان مستشري في النظام في تلك الحقبة كان العامل الرئيسي في ذلك الانهيار فقد كان اليمنيون في ذلك الوقت من امهر الشعوب في البناء و التشييد حتى انهم بنوا لملكتهم بلقيس قصرا متعدد الغرف تدخل اشعة الشمس الى غرفه بالترتيب على مدار السنة كل يوم في غرفة فمن يستطيع ان يشيد مثل هذا المبنى بهذا الفكر العالي ليس صعبا عليه صيانة سد اخذت الجرذان تعبث في جدرانه ولكن يبدو ان اجدادنا الاوئل انغمسوا في الفساد وملذات الحياة ونعيمها في ذلك الزمان مما شغلهم عن العناية بذلك السد العظيم فما كان الا ان انهار ملكهم بسبب جرذان ذلك الزمان.
مر الزمان وتعاقبت على اليمن ممالك وأمم بعد قوم بلقيس حتى جاء زمن الحاكم الصالح الذي اعاد بناء سد مارب من جديد واعاد توحيد اليمن كما كانت على مر العصور يمن واحد ودخل باليمن الى العصر الحديث. ومرة اخرى ظهر الفساد و الجرذان معا من جديد للنيل من اليمن الحديث لكن في هذه المرة ظهرت الجرذان بصورة مختلفة عن تلك التي كانت عليها عند الانهيار الاول للسد.
جرذان هذا العصر ظهروا تحت مسميات واشكال متعددة جرذان اسلامية, جرذان سياسية, جرذان صحفية, وجرذان عسكرية تعددت صورهم و اشكالهم لكن هدفهم واحد اسقاط السد الجديد.