أيها الوطنيون العرب استيقظوا نتنياهو يتجول في عواصمكم!
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم “مثل عربي”
رغم اننا نبهنا بوضوح تفصيلي متعب لمن يقرأ حقيقة لم تعد الان خافية ابدا بل اصبحت مجسمة وبلا رتوش او تمويهات? وهي ان ما يجري منذ مطلع هذا العام انما هو تنفيذ دقيق لمخططات اسرائيل وامريكا وايران وبقايا الاستعمار الاوربي? وان تفجير الاحداث استند على? وانطلق من? عذابات الجماهير العربية التي انهكتها الديكتاتوريات والفساد لعدة عقود باستغلال واضح جدا لواقع سيء لم يعد يحتمل? وبعد تدريب مخطط لزمر من الشباب العربي البسيط الوعي على كيفية (تشكيل الشبكات وتنظيم التظاهرات واسقاط الانظمة بطرق سلمية لصالح ما يسمى بالديمقراطية الليبرالية? وهو ما كشفت عنه الويكيليكس وغيرها? وتلك زمر غير مسيسة اصلا وتعاني من الحرمان والظلم فضيعتها ثقافة الانترنيت وزادت غضبها على الانظمة? نقول رغم ذلك فاننا نرى البعض من الوطنيين العرب? ومن كافة التيارات? مازال يتمسك بمقولة بائسة وفقدت بريقها الاولي وهي ان الفصل الحالي هو (ربيع العرب) منكرا حتى الان حقيقة فرضت نفسها بالوقائع والبراهين المادية وهي انه فصل شتاء نووي مدمر بصورة لم يسبق لها مثيل لهويتنا وحقونا كعرب كما هو في الواقع المعاش? هذا البعض ينكر هذه الحقيقة وكأنه لا يريد ان يرى حقيقة ما يحدث ويريد اثبات رأيه الذي اطلقه في بداية احداث كانت غامضة ويسمح غموضها بالوقوع في خطأ التقويم السريع غير الصحيح رغم ان هذا الخطأ جر الامة كلها من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي الى كوارث لم نشهد مثلها من قبل في عصرنا الحديث!
نحن حراس وحدة الامة وهويتها ومقاتليها الاصلب عودا الذين قاتلوا ومازالوا يقاتلون امريكا وخلفها الصهيونية منذ عام 1991 وحتى الان نقول بكل وضوح وبلا لف او دوران اننا الان في مرحلة مفصلية خطيرة تهدد بتمزيق الوطنيين والقوميين العرب وعزلهم والغاء دورهم بصورة حاسمة بسبب الاختلاف حول تشخيص ما يجري? وذلك احد اهم اهداف امريكا واسرائيل وايران وبقايا وفلول النظام الاستعماري الاوربي التي استيقظت في ربيع بني صهيون الحالي? ويجب الانتباه لذلك الهدف الخطير? وهو ما الزمنا بالتحمل والصبر لعدة شهور كانت زاخرة بكل ما يعذب الضمير المضطر لعدم البوح بكل ما لدينا وتجنب التصريح بكل اراءنا? اما الان وبعد ان تصاعدت الاحداث ووصلت لنقطة الخطر المميت التي حذرنا منها منذ اكثر من ثمانية شهور فان الواجب يقتضي توجيه نداء لهؤلاء الوطنيين لاعادة النظر والانتباه لمعاني ونتائج ما يجري وتحمل مسؤوليتهم الوطنية والقومية والاخلاقية بشجاعة مناضل يعترف بخطأ الحسابات ويتراجع عن العناد حفاظا على موقفهم وتاريخهم الوطني والقومي.
لقد تكررت صدمتي وتعمقت بسبب توصيف هذا البعض للمرحلة وانا اسمع الاخبار تنقل معلومات عن عدد الضحايا العرب الذين يقتلون برصاص عرب اخرين وليس برصاص امريكا او اسرائيل او ايران? كما كان الحال حتى بضعة شهور وكما مازال مستمرا في العراق? وفي هذا اليوم قررت ان اكتب خارج السياق التسلسلي الزمني لدراستي الموسومة (اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود)
بعد ان سمعت الاخبار عن مصر وسوريا وليبيا وتونس واليمن فقط? ولنترك الان بقية الاقطار العربية التي تواجه مشاكل مصطنعة كغيرها? وهي اخبار مرعبة وكارثية بكل مقايسس هذه الاوصاف? ففي مصر قتل 36 مصريا وجرح عشرات يوم 9/10/2011? والبعض يقول ان عدد القتلى اكثر من 25? وجرح المئات اثناء اشتباكات مسلحة بين شباب اقباط والجيش المصري? وفي سوريا وفي نفس اليوم قتل عدد اكبر وهو 37 سوريا من المعارضة المسلحة وغير المسلحة ومن الجيش الذي اصبح رسميا وعلنيا هدفا للقتل والهجمات بعد الاعلان رسميا عن تأسيس جيش سوري اخر? وهذا العدد من السوريين لم يقتل اثناء تحرير الجولان? وبالطبع فان عدد الجرحى السوريين اكبر بكثير!
وفي ليبيا تتوسع دائرة الكارثة المأساوية في سرت وبني وليد وغيرهما بتحول الاحتلال الى عملية استنزاف بشري للشعب الليبي بعد بدء الاستنزاف المالي? فيهج?ر سكان مدن كاملة ويقتل المئات اسبوعيا من الليبيين وصار الحدث الليبي حربا اهلية كلاسيكية وليس عملية اسقاط نظام? وشرع الغرب الاستعماري بالتعتيم على المقاومة الوطنية الليبية المسلحة الباسلة التي انطلقت لمقاومة الغزاة الاستعماريين تماما مثلما حدث في العراق! والاخطر من كل ما تقدم في ليبيا هو تحريك النزعة الانفصالية لدى بعض البربر هناك فقد برز هذا التهديد بعد احتلال النيتو لطرابلس ورفع علم قيل انه للبربر من قبل المئات في تظاهرات علنية? وتحدث البعض من هؤلاء عن (المظلومية) تماما كما حدث في العراق بعد غزوه.
ولابد من ملاحظة ان ليبيا حتى غزوها كانت لا تعاني من (مشكلة البربر)? وكان التركيز ينصب على الجزائر والمغرب? اما الان فان ليبيا دخلت فتنة البربر? وتشكلت في تونس بعد اسقاط رئيس النظام السابق هيئة بربرية للحصول على الحقوق ايضا رغم ان البربر لم يكونوا مضطهد