الشذوذ الفكري يجسده الإصلاح
بقلم / د.يوسف الحاضري
(كيف يجعلون من الآخر مريضا ثم في نفس اللحظة يصبح إلها ثم يعود قديسا ثم يعود معتوها وهكذا )
يعرف مفهوم الشذوذ بأنه التصرفات عكس الفطرة والواقع الذي يجب ان تكون عليه ثم تسعى لتظهر انك لست عكس تصرفك فتفضحك تصرفاتك ثم تناقض تصرفاتك لفترة وجيزة لتناقضها في نفس اللحظة فتنقض واقعك الشاذ بأفعال أكثر شذوذا منها فتستمر في التنامي في الشذوذ دون حد معين حتى تشذ عن الخليقة السمحاء فلا يبقى وصف يصفه إلا وصف الله تعالى (أولئك كالأنعام “في بداية شذوذهم” ) ثم في مرحلة متطورة يصبحون (بل هم أضل ) .
لنوضح المسألة اكثر نعطيكم مثال عملي واقعي نعايشه يوميا خلال فترة طويلة ربما تتجاوز ال30 عاما ولكن سنكتفي بفترة العدوان الأمريكي السعودي على اليمن وهو “تصرفات حزب الإصلاح قيادة وجمهورا مع الوضع في اليمن وفي المحيط” حيث نجد انهم في شذوذهم متحدون ومتجاوزون لكل خطوطها الملونة جميعا ، فنراهم يعادون السعودية في تركيا ويؤيدونها في سوريا وينبطحون لها بدماءهم وارواحهم في اليمن ، فترى مقالاتهم كيف تصف السعودية بالشر المحض في تركيا ثم فجأة تصبح السعودية داعمة الحق في سوريا ثم تصبح اليد الإلهية الراحمة في اليمن ، لا يمكن ان نضع هذه “العجين” ضمن توصيف “انفصام الشخصية” فالأنفصام عندما تصف نفسك وذاتك وليس غيرك ، غير ان توصيفك لغيرك وبكل قواك العقلية فترسل أفرادك ليقاتلوا في سوريا تحت رآية من كانت قبل قليل الشر المحض في تركيا ثم تبذل روحك ودمك في اليمن فتسلم أراضيها للسعودية لتبقى تحت رحمتها عبدا ذليلا ترتاد سجونها السرية بكل إرادتك رغم انها بلدك فهذه قمة الإنحطاط العقلي والسفة الفكري والتي تصل بك إلى أن تكون أضل من الحيوانية كالحمير والبغال وقطيع الأغنام ولم يخطئ من أسماهم ب(الخرفان) .
تراهم ينهاولون على ضاحي خلفان بالمديح والشكر والتعظيم عندما يتكلم عن بشار الأسد ثم مباشرة يذمونه ويقدحون فيه ويصفونه بالمريض النفسي والمعتوة (وهو بالفعل كذلك ) عندما يتكلم عن أردوغان ليصل الأمر بهم إلى تقديسه وتبجيله “ولو نستطيع ان نأخذ لهم صورا تلك اللحظة سنجدهم يقبلون أحذية الموبايل رمزية الى احذية خلفان” عندما يتكلم عن أبو أحمد الحوثي أو مهدي المشاط رغم أن الشخص هو نفسه في كل منشور يكتبه ورغم ان الفارق الزمني بين منشوراته دقائق معدودة ، فكيف كان مريضا ثم اصبح إلها !!!
تسمع عضو مجلس شوراهم في الرياض كيف يمشع لنا حديثا كاذبا يرجعه للنبي ليفتي لسلمان بأن يقتل 24 مليون يمني حلالا زلالا هنيئا مريئا على سنة الله ورسوله، ثم في نفس الوقت نجد عضو شوراهم الآخر في أسطنبول كيف يقلب الدنيا رأسا على عقب إثر مقتل صحفي سعودي في تركيا مستخدما آية قرآنية بحرمة القتل وبأنه لا يحق لسلمان وإبنه إزهاق الأرواح بهذا الشكل ، وفي تلك اللحظة تجد اعضاء شوراهم الآخرين يدفنون أسرى يمنيين احياء كانوا أسروهم في جبهات القتال ويرموا بعضهم من أعلى قمم الجبال ويبيعون آخرين لسلمان وبن سلمان وهكذا.
ما يتميز به هؤلاء الشواذ فكريا عن المرتزقة العفافيش أنهم العفافيش كالحمار الذي يجري خلف الجزرة ولكن هؤلاء ربط لهم محمد بن زايد ورقة دولار بدلا من الجزرة فتحولوا كلهم في لحظة من وطنيين إلى واطيين ومن مدافعين عن الوطن وعرض الوطن إلى بائعين للوطن وعرض الوطن فنرى قبح أرتزاقهم وقذارة ذلهم وإنحطاط أخلاقهم وانسانيتهم كاملة غير مجزأة أو موزعة بين العواصم فتراهم كلمة واحدة من الرياض الى القاهرة الى الاردن الى بقية الأماكن التي تشردوا إليها وهؤلاء قد نصفهم ب (أولئك كالأنعام) اما الإصلاح فحدث ولا حرج والأكثر غرابة ان القطيع التابع لهم تجده يتكلم في الدقيقة الواحدة بثلاثة ألسن ما بين ذم ومدح وإجلال عن شخص واحد حسب ما تلقاه من قياديه المتواجدين في الرياض (لسان معين) والمتواجدين في أسطنبول (لسان مختلف عن السابق) والمتواجدين في مأرب وتعز (لسان ثالث) والمتواجدين في مناطق أخرى ألسنة اخرى لتجتمع كلها في عقول متابعيهم فيتلاشى الحياء منهم فيتبنون كل قضاياهم جميعا في آن واحد وسبحان الواصف لهم ( بل هم أضل ).