بطل الحجارة …وفتية الكهف..!!*
بقلم/ ضيف الله الشامي
ترددت كثيرا عن الكتابة عن الشهيد البطل/عيسى العكدة ( أبو قاصف) وذرفت عيوني لموقفه العظيم والشجاع واختلفت مع زملائي كثيرا هل استشهد حينها أم كتبت له النجاه وكنت ادعوا الله له بالشهادة حبا فيه وله .
كتبت له النجاة ومثل موقفه آية في البطولة والشجاعة والإقدام وعظمة الجهاد في سبيل الله..
تهافت الجميع إليه لزيارته وشرف السلام عليه والتقاط الصور التذكارية معه وتنافس الكثير على تكريمه وذلك مبلغ الفخر وهو يستحق أكثر من ذلك التكريم وتلك الأوسمة .
نعم ..كنت تمنيت له الشهادة في سبيل الله بالرغم مما كنت أقرأ في قسمات وجهه ونظرات عينيه من قوة العلاقة بالله والثقة به وكأنها تمتمة بالتسبيح والاستغفار لله أن لا يصيبه الغرور والعجب والخيلاء..
وبالفعل كلما حاولوا ان يكلفوه بعمل يراه كبيرا ويصر عليهم أعيدوني الى الجبهة فلست جديرا بالقيادة فأنا مجاهد في سبيل الله فقط.
ولعظمة إيمانه بالله ومكانته العالية عند الله وصدق اخلاصه فقد نال التكريم والوسام الارقى وهو الشهادة في سبيل الله والارتقاء اليه.
وما المرحلة الفاصلة بين معركة الحجارة ومعراج الشهادة الا آية من آيات الله لنا نحن لننطلق في نفس المسار وننال أوسمة الشرف الأعلى وما أشبه هذا الموقف بموقف أصحاب الكهف الذين عادوا إلى الحياة وتسابق الناس اليهم من حكام ومسؤولين ورعية ليرى فيهم البعض نماءا لتجارته والآخر تعزيزا لمكانته ، فكانت إرادة الله هي العليا ليكونوا آية للعالمين كما تخلد ذكرهم في كتاب الله الكريم فعادوا الى كهفهم ليستغفروا الله ويقفوا بين يديه راجين منه أن ينزع من قلوبهم العجب والغرور وأن يمنحهم وسام القبول والرضى بين يديه فتقبلهم الله قرابين عظماء .
وهكذا عاد البطل الشهيد ابو قاصف إلى نفس الميدان والجبهة التي خرج منها آية عظمى عاد اليها مدبرا عن الدنيا باحثا في منهاج السعادة والفوز الأبدي ليجدد العروج النهائي والابدي الى الله سبحانه وتعالى..