رئيس الجمهورية مدين باعتذار للشعب اليمني
عند ارتكاب الأخطاء الكبيرة فان الاعتراف بالخطاء هو بداية الطريق الصحيح , ومن المملكة العربية السعودية كان رئيس الجمهورية قد ألمح أكثر من مرة إلى فساد حزب المؤتمر الشعبي العام وأسلوب أدارة قيادات الحزب والوزراء في الحكومة , وهو ما لم يلمح به أبدا أثناء تواجده في اليمن , بل كان مدافعا مستميتا عن حزبه ووزراء حكومته لدرجة أني أتذكر جيدا كلماته عندما قال : إن الفساد يبدأ بالموظفين الصغار بمعنى أن بعض الوزراء والمسئولين والقيادات الكبيرة هم الشرفاء الأبرياء من ممارسة الفساد.
– ولكن رئيس الجمهورية وفي يوم عيد رمضان المنصرف وأثناء لقائه بأبناء الجالية اليمنية في السعودية قال بالحرف : إن المأخذ على النظام السياسي أنه يحمي ويدافع عن الفاسدين وهم عبئ على الدولة فليرحلوا وليرحل أمثالهم من الفاسدين , وهذه الجملة بحد ذاتها ومن فأه رئيس الجمهورية اعتراف رسميا بوجود نواة حديدية من الفساد حول رأس الدولة , وهذا الاعتراف بداية تصحيح الخطأ العظيم بحق الشعب اليمني من حماية ودفاع عن المفسدين في دولته , فهل يستطيع رئيس الجمهورية السير في الطريق الذي عابده?َ له صاروخ النهدين حتى النهاية ويكفر بذلك عن الفساد الذي شكل اللبنة الأساسية للجرائم التي ارتكبها سواه في حق الشعب اليمني سواء علم به أم لم يعلم به من ظلم وجور وتهميش لفئات عديدة من المواطنين , وطال أثره كل أفراد الشعب اليمني مما ألت إليه حالتنا جميعا في كل أرجاء اليمن الحبيب , وأول كسر النواة الحديدية الفاسدة التي حول رئيس الجمهورية هي اعتذار رئيس الجمهورية بصفته علنا?ٍ للشعب اليمني قاطبة , ولن أقول اعتذار لكل مواطن يمني فردا فردا?ٍ , لان في ذلك مشقة , كما يجمع جمهور علماء المسلمين أن المشقة ترفع الحرج , ولا ضير أن يعتذر رئيس الجمهورية لشعبه العظيم الذي خرج المستقلين فيه والأغلبية وبعض الحزبيين إلى الشوارع مناصرة له بعد أعلان انه على قيد الحياة في المملكة السعودية , كما أن اعتذار رئيس الجمهورية يزيده شرفا?ٍ على شرف , فخادم القوم سيدهم كما قالت العرب قديما , كما أن احترام الشعب اليمني خيرا?ٍ ويزيد من حبه , ورئيس الجمهورية خير من يعلم أن احترام الرجال وتقديرهم خيرا?ٍ من حب النساء ودموعهن (من حكم العرب) , فهل يشاهد الشعب رجالا?ٍ ونساء?ٍ شجاعة رئيس الجمهورية على أرض الوطن كما كان خارجها , أم أن النواة الحديدية الفاسدة حول رأس الدولة أقوى من الشعب والرئيس ? الشعب الذي يساند الحق , ليصنع الشعب مرة أخرى ثورة جديدة وخاصة أن الرئيس في خطابه أنف الذكر, قال : أن الشعب يعرف كل الفاسدين جيدا وقد كشف كل حيلهم , ويعرف كذبهم ووجوههم وكيف يتصنعون … الخ من خطابه , فهل يعتذر الرئيس لشعبه الصابر العظيم أم سينصهر داخل النواة الحديدية للفساد مرة أخرى وينتظر صاروخ أخر ينقذه من المفسدين وممن حوله ?.
Althulaia72@gmail.com