إعادة بناء الثدي جراحة تُعيد الأمل إلى السيدات
شهارة نت – ابو ظبي
عرضت مواطنة عربية في الأربعين من العمر إلى صدمة كبيرة عند تشخيص حالتها بسرطان الثدي في مراحله المتقدمة، لتواجه أصعب صراع في حياتها. وجاء اكتشاف المرض لدى السيدة مريم عند زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات الدورية، لتجد نفسها مصابة بسرطان الثدي منذ ستة أشهر، ولتتضاعف محنتها بعد اقتراح جرّاح الثدي استئصال الثدي لديها، وبتر كامل منطقة الثدي لعلاج المرض. ورغم أن آلام المرض كانت كافية، إلا أن استئصال الثدي فاقم من معاناة السيدة، قبل أن يخبرها أخصائي جراحة الثدي بإمكانية إجراء جراحة إعادة بناء الثدي في مستشفى كوزمسيرج، والذي أعاد إليها الأمل، حيث تُساعد هذه الجراحة في إكمال علاج سرطان الثدي وتعزيز ثقة المريضة إلى حد بعيد.
وقالت الدكتورة دورا إيفانجيليدو، استشارية جراحة تجميل الثدي وجراحة إعادة بناء الثدي في مستشفى كوزمسيرج: “عندما راجعتنا السيدة للاستشارة حول جراحة إعادة بناء الثدي، بدا عليها التوتر والعصبية، قبل أن تتلاشى هذه المخاوف عندما تم إعلامها حول الجراحة، لتختار إجراءها طواعية بدون تردد”.
ويتم اللجوء إلى جراحة إعادة بناء الثدي، أو ما ما يُدعى أحياناً إعادة ترميم الثدي، عادة بعد الخضوع إلى جراحة استئصال الثدي، لتحسين شكل الثدي أو إعادة تشكيله. وتتيح هذه الجراحة لمريضات السرطان إمكانية إستعادة الثدي لمظهره الطبيعي وتعزيز ثقة المريضة. وتُعتبر هذه الجراحة من أهم الإجراءات التي تخفف من أثار جراحة بتر الثدي، وقد أثبتت العديد من الدراسات مدى جدوى هذه العملية في تحسين مزاج السيدات وإعادة ثقتهن بأنفسهن. ويمكن إجراء جراحة إعادة ترميم الثدي في مراحل لاحقة أيضاً من جراحة استئصال الثدي، إلا أن التوجه في الغرب حالياً نحو إجرائها وقت عملية استئصال الثدي، لمنح نتائج جمالية أفضل، وتعزيز نسبة رضا المريضات، وإزالة فترة الإحباط البدني والنفسي اللاحقة لجراحة بتر الثدي. فعند إجراء الجراحتين معاً، لن تستيقظ المريضة بعد الجراحة لتجد نفسها في حالة تشوه وبتر في الثدي. وتشير الاحصائيات إلى أن 7 من بين كل 10 سيدات في المملكة المتحدة يخترن إجراء جراحة إعادة الترميم فوراً، وهذا ما يمكن إجراؤه هنا في دبي أيضاً، بسبب وجود قانون إلزامي يجبر الأطباء على إعلام المرضى مسبقاً.
وتُعتبر جراحة إعادة بناء الثدي باستخدام الغرسة أكثر أنواع جراحات ترميم الثدي شيوعاً واستخداماً حول العالم. وقالت الدكتورة دورا: “عند اختيار هذا النوع من الجراحة، يتم استخدام غرسات لإعادة بناء شكل الثدي المرتفع، ولكن يمكن استخدام الأنسجة من ذات المريضة بدلاً من الغرسات. وتُعتبر هذه الجراحة إجراءً روتينياً حيث تستغرق عادة أقل من ساعة، تُضاف على فترة جراحة استئصال الثدي. وتحرص الدكتورة دورا على إعلام السيدات حول خيارات جراحة إعادة الترميم، وتشدد على أهمية استشارة أخصائي جراحة تجميلية ذو خبرة في جراحات إعادة ترميم الثدي حالما يتم تشخيص سرطان الثدي.
ورغم توفر فرصة العلاج للشابات العربيات، إلا أن القليل منهن يدركن مدى إمكانية إجراء جراحة إعادة ترميم الثدي، والخيارات العديدة الأخرى المتاحة لهن. وأظهرت الأبحاث بأن نحو 23 بالمائة من السيدات يعرفن القائمة الواسعة من خيارات إعادة ترميم الثدي المتاحة لهن، و22 بالمائة منهن على دراية بجودة النتائج المتوقعة من جراحة إعادة ترميم الثدي.
ونظراً لعدم دراية الكثير من السيدات بالمعلومات والخيارات المتاحة خلال الصراع بعد جراحة بتر الثدي، جاءت مبادرة اليوم العالمي لجراحة إعادة ترميم الثدي لتوعية السيدات والعامة بخيارات إعادة ترميم الثدي. وأقيمت الدورة الأولى من هذه الفعالية في كندا عام 2011. وتحرص الدكتورة دورا، والتي شاركت بصفتها سفيرة في اليوم العالمي لجراحة إعادة ترميم الثدي في روما 2014، تحت رعاية السفارة الكندية، على ترويج الوعي بهذه الجراحة لدى السيدات في دولة الإمارات. ويأمل الأطباء العاملون في الدولة بأن يتحول اليوم العالمي لإعادة ترميم الثدي إلى حدث سنوي يُحتفل به في دولة الإمارات أيضاً.