توكل: امرأة وجائزة
لعل من جماليات جائزة نوبل? وبالخصوص في فرعها للسلام? أنها تأتيك في خياراتها بالمدهش المفاجئ اللامتوقع. كان هواة استباق الإعلان يكتبون – بروفايل – وائل غنيم? فذهبت نوبل إلى توكل كرمان. كانوا يتحدثون عن ترشيح ذكوري فقالت نوبل إن (للمرأة ثلث الرجل) وهي تذهب لثلاث نساء في سابقة استثنائية. كنت أقرأ بعض مقاطع الحراك السعودي حول أسبوعنا المثير للمرأة? فإذا اليمنية من جوارنا تقفز إلى استوكهولم وللغرابة: أخبروها بفوزها بالجائزة وهي تقود سيارتها في دوار – كنتاكي – ففهمت أيضا?ٍ أن قيادة السيارة ليست لديهم قصة صراع ساخنة. قرأت اسمها على شاشة – العربية – في خبر عاجل فأن??ِبت نفسي على ضعف المتابعة لأنني لم أسمع باسمها من قبل ولم أشاهدها على شاشات التلفزة في تسعة أشهر كانت فيها عشرات الفضائيات تتسابق على كل جواز سفر يمني. قرأت سيرتها الذاتية فوجدت: ناشطة تنتمي لحزب الإصلاح وذهبت إلى (you tupe) فشاهدتها في حوار وقد نثرت شعرها ولبست أحلى ما في دولابها وهي تتحدث منتصف أيام الثورة على الشاشة الفرنسية الناطقة بالعربية. يمنية تنثر شعرها في باريس وتلبس حجابها حين تعود لحزب الإصلاح في العاصمة اليمنية. تتحدث في المقطع عكس حديثها تماما?ٍ حين تصبح أحد نبلاء نوبل. تدين عنف المعارضة وتدعو للحوار حتى التبس لدي الأمر في لغتها التي تقترب من لغة عبده الجندي? نائب وزير الإعلام في السلطة المجيدة. تصيبني هذه المفارقات بالدهشة: هل استعصى علي فهم قواعد – نوبل – أم أنني عجزت عن فهم مواقف الناشطة اليمنية. أنتهي من مشاهدة لقائها مع التلفزيون الفرنسي فيكبر عندي حجم علامة الاستفهام: هل اتصلت نوبل بها بالخطأ أم كان لدى اللجنة العتيدة لخبطة في ترتيب أرقام الجوال? هل كانوا يقصدونها بالضبط أم أنني لم أفهم كل ما يجري?