نائب الرئيس السودانى: القذافي وعلي سالم البيض وراء إنفصال جنوب السودان
كشف النائب الأول للرئيس السوداني على عثمان طه عن أن كلا من العقيد الليبى معمر القذافى ورئيس اليمن السابق”على سالم البيض” أول من وضع اللبنة الأولى فى طريق انفصال جنوب السودان .
وقال طه خلال لقاء ساخن ليلة أمس ” الثلاثاء” بالقاهرة ? قدم له السفير كمال حسن علي والمستشار الاعلامي بابكر حنين?مع ممثلي بعض الأحزاب السياسية والخبراء والصحفيين والاعلاميين المهتمين بالشأن السودانى إن أول شحنة سلاح حصلت عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان فى عهد زعيمها الراحل جون جارانج كانت من العقيد الليبي معمر القذافى وأن ثانى الشحنات كانت من اليمن الجنوبى” السابق” فى رئيسه عهد على سالم البيض الذى حكم اليمن الجنوبى خلال الفترة من 1986 وحتى عام 1990.
وقدم المسئول السوداني الرفيع العزاء إلي مصر حكومة وشعبا في أحداث ماسبيرو ? التي قال أنها آلمت بلاده كثيرا ? مؤكدا تضامن السودان الكامل مع مصر خلال هذه المرحلة المهمة من تاريخها ? ومشددا علي أن مصر كانت وستظل مركز الاشعاع والريادة لعالمها العربي.
وأكد علي أن ما يجري بها يلقي بظلاله وانعكاساته عربيا واقليميا ودوليا كما اعتبر بأن ما تشهده الولايات المتحدة ودول أوروبية من اضطرابات وحركات هو من نتاج ما جري في مصر خلال وعلي اثر ثورة 25 يناير.
وألمح طه إلى وجود محاولات أجنبية خبيثة قال إنها مازالت تسعى إلى تمزيق أوصال العالم العربى تحت دعاوى الديمقراطية وحقوق الانسان معتبرا أن العالم العربى ضعف عندما غاب دور مصر خلال الحقبة الماضية .
وحذر طه من استمرار محاولات التدخل الأجنبى فى شئون العالم العربى قائلا “نحن فى السودان عندما تركنا وحدنا سهل إالتهام جزء عزيز من أرضنا وهو فى ذات الوقت جزء من الوطن العربى ويمس الامن القومى المصرى ” فى إشارة الى انفصال جنوب السودان .
وحول الثورات العربية التى بدأت بتونس ومصر مرورا بليبيا اكتفى على عثمان طه بالقول إن للحكومات والانظمة أجلا مكتوبا تماما مثل ما للانسان أجل مكتوب .. ولكن بعض الأنظمة والحكومات لاتريد القبول بذلك ظنا منها أنها ستخلد على ظهر الارض .
وأكد نائب الرئيس السودان أزلية العلاقات التى تربط مصر والسودان معترفا بأن السودان يتأثر بكل مايحدث فى مصر سلبا وايجابا وستبقى هذه القاعدة مستمرة مستقبلا .
وردا على سؤال حول مايسمى بالثورة المضادة فى مصر ووجود فلول تسعى لاحداث الفوضى قال طه إننا فى السودان نقدر وندعم الثورة المصرية محذرا فى نفس الوقت مما يسمى بالفلول لانهم من وجهة نظره يستخدمون أساليب أشد مكرا ودهاء.. كما أنهم يتخفون وسط المواطنين ودعا طه الأحزاب والقوى السياسية فى مصر الى عدم تبديد جهودها فى الانشغال بالجدل الدائر حول الدستور أولا أو الانتخابات أولا مشيرا الى أن على هذه القوى والاحزاب أن تسعى الى حد أدنى من الاتفاق حتى يمكن التفرغ لمواجهة ما يتهدد مصر من أخطار خارجية .
وقال إن العالم العربى ينتظر ما ستسفر عنه الثورة المصرية من نتائج خاصة فى مجال تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية وذلك لأن العالم العربى كله يتأثر دائما بما يحدث فى مصر .
وأوضح على عثمان طه أن زيارته الحالية لمصر تأتى بهدف التحاور مع النخبة “لأننا ندرك حجم مصر ومدى تأثيرها عربيا وإقليميا ودوليا “.
وشهد اللقاء حوارا ساخنا وتعليقات من جانب الحاضرين من رموز الأحزاب والقوي السياسية والصحفيين? حيث أعرب البعض عن قلقه لما يجري علي أرض السودان ? فيما لم يخف آخرون عدم ارتياحهم لبطء الاصلاحات ? وعدم تمثيل الأحزاب والقوي السياسية هناك ? بجانب التأكيد علي أهمية توحد الشمال .
كما ذهب البعض الي ضرورة تجاوز أنشودة الحديث المكرر واستمرار العزف علي مقطوعة العلاقات التاريخية بين السودان ومصر ? وأهمية البحث عن الصيغة التي تحقق التلاحم والانصهار بين الشعبية عبر حركة التجارة والمشروعات المشتركة?وما يحقق مصالحهما معا ? واقامة علاقات علي أرضية سليمة وأسس تتمثل في التعليم الرفيع والتطور التكنولوجي?والاحتكام إلي الديموقراطية واحترام الحريات وحقوق الإنسان.