الثلث المعطَّل في الاسلام … المسؤولية
بقلم / حمير العزكي
استطاعت قوى الضلال والطغيان من خلال لحى البلاط وعمائم الانبطاح من فقهاء التضليل وعلماء السلاطين ان تحصر الاسلام في جانبين أساسيين هما العبادات والمعاملات، معطلة للجانب الثالث الأهم وهو جانب المسؤوليات الذي تسبب تعطيله في افراغ الجانبين الاخرين من معانيهما ومن ثم تحييد تأثيرهما على حياة الفرد والمجتمع إلى الدرجة التي تحولا فيها من فكر ومنهج ومسار إلى فقه ومسائل وآراء وكل ذلك نتيجة تغييب فكر المسؤوليات في الاسلام.
وهذا ماجعل ثلث الاسلام معطلا في الحركة العامة للمسلمين فغاب الجهاد و غاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتلاشى الشعور بواجب اقامة الحق واقامة العدل في الارض وهذا ما اوصل المسلمين إلى ما هم عليه اليوم وحتى عند شعور الامة بحاجتها لتفعيل هذا الثلث المعطَّل سرعان مابادر اعداؤها وطواغيتها لانتاج فكر مشوه وصناعة نماذج بشعة تقدم المسؤولية في الإسلام على خلاف ماهي عليه في القرآن وفي مسيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وذلك لصرف الامة عن مسؤولياتها وحتى عن مجرد التفكير فيها.
لذلك لم يكن بدعا ولا عبثا ولا ترفا حديث السيدالقائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي حفظه الله اليوم عن المسؤولية كمَعلَم رئيسي من معالم حركة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وذلك في إطار حديثه عن الهجرة النبوية في ذكراها ال1440 بل هو حديث حاضر دوما في محاضراته وخطاباته لما لموضوع المسؤولية في الإسلام من أهمية بالغة وكذلك لاحتياج الامة الاسلامية لمعرفة مسؤوليتها التي يفرضها عليها انتماؤها للإسلام واستشعارها والقيام بواجباتها.
إن مجرد الانتماء إلى الاسلام يجعل الفرد ملزما بحمل مبادئه وقيمه العظيمة وبالتالي حين تحمل قيم الحرية والعدالة ستجد المتسلطين المستبدين والظلمة والمجرمين تلقائيا في مواجهتك وحين تسعى إلى اقامة الحق ونصرة المستضعفين ستجد المضلين الضالين والطواغيت المستكبرين في مواجهة مباشرة معك وهنا تتجلى مسؤوليتك في الدفاع عن مسؤولياتك السابقة والمواجهة مع من يستهدفها ويحاول القضاء عليك وعليها.