من يقف وراء الاعتداءات على المعسكرات
بعد أن تزايدت عمليات الإعتداء على المعسكرات سواء في أرحب أو نهم أو أبين أو غيرها تبادر إلى الأذهان تساؤلات عن من هي الجهة التي تقف وراء ذلك الإجرام وما الذي تهدف من خلال ذلك الفعل المدان.
وبعيدا?ٍ عن بصق الإتهامات في وجه أحد? فهناك ثلاث احتمالات قد لا تخرج عنها الحقيقة وهي:
الاحتمال الأول: أن حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) ومليشاته هي من تقف وراء استهداف رجال الأمن ومعسكرات الدولة ويرجح هذا الاحتمال? تباكي الإعلام التابع للمشترك على الذين سقطوا جراء صد العدوان على المعسكرات ونعت الدولة بالفاشية وبأنها تمارس جرائم حرب ضد الإنسانية في حين يهلل ويكبر ويضخم من فعل هؤلاء العدوانيين إذا ما قتلوا جنديا?ٍ أو أسقطوا طائرة ويصفهم إعلام المشترك بالرجال الشجعان.. وإذا ما كان هذا الاحتمال صحيحا?ٍ فهو يعني بأن المشترك وبقيادة حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) يمارسون انقلابا?ٍ عسكريا?ٍ للاستيلاء على السلطة ومن واجب الدولة إخماده بالقوة.
الاحتمال الثاني: أن من يعتدي على معسكرات الدولة ولا يعي معنى انهيار القوات المسلحة والأمن هم قبائل يريدون إسقاط النظام ولا تربطهم صلة في المشترك ومع أن هذا التبرير ضعيف نسبيا?ٍ كون القبائل حددت موقفها بوضوح سواء كانت مع أو ضد الدولة لكنه يعني في المحصلة النهائية أن الثائرين ضد النظام يقومون بانقلاب مسلح وأن الثورة السلمية المزعومة افتراء إعلامي ويعتبر دليل واضح وقوي على أن من لا ينتمي إلى أحزاب المشترك (مستقل) يقود ثورة مسلحة وانقلاب صريح وهذا ما يجب إخماده كونه يدعوا إلى سقوط النظام والأمن ويسعى للحكم عبر الانقلاب لا عبر الديمقراطية.
الاحتمال الثالث: أن من يقوم بذلك الفعل الإرهابي هم عناصر من تنظيم القاعدة ويعزز هذا الاحتمال اعترافات بعض قيادة القاعدة في اليمن بمشاركتها مليشيات الإخوان في استهداف المعسكرات وإذا ماصح هذا الاحتمال فهذا يستدعي من الدولة مواجهة هذه العناصر بالحزم والقوة واستئصالها ولو استدعى الأمر الدعم اللوجستي الخارجي? كما يتطلب من أحزاب المشترك إعلان موقف صريح تجاه هذه العناصر ووقوفها ومساندتها للدولة وإلا فهي راضيةعن
الإرهاب وتشجع على انتشاره.
كما وهو الأهم على الإعلام الذي يمجد فعل هؤلاء المعتدين ويتباكى على قتلاهم أن يكف عن ذلك وإلا فهو مدان ويجب محاكمته كونه ناطق ومروج للقاعدة وأفكارها الضالة وبشكل صريح وواضح.
هذه هي الاحتمالات الثلاثة ولا أعتقد أن يكون هناك تفسيرات غيرها ويجب على أحزاب اللقاء المشترك التعاطي مع تلك الاعتداءات من هذا المفهوم وأن تحدد الخيار الذي تراه قريب من أفكارها إذا ما أضافت تفسيرات أخرى فنحن على استعداد للقبول بها شريطة أن تكون مشفوعة بالموضوعية? لا تضليليه وخرافيه كما عودتنا أحزاب المشترك وهي تحلل وتقيم المواقف وفق ما يناسب توجهاتها الأيديولوجية وطموحاتها السلطوية? فبالأمس وبدون مقدمات وبكل وقاحة أدعت أحزاب المشترك بأنها من صنعت انتصار أبين على القاعدة في حين لم تعطينا إسما?ٍ واحدا?ٍ ممن خاضوا حربا?ٍ ضد القاعدة في أبين ينتمي لتلك الأحزاب أو ما تسميها الثورة? ليس هذا فحسب بل لقد صد?عت رؤوسنا وأجبرتنا على اليقين الكامل في أن لا قاعدة في أبين وأن ما يحدث هو من صنع النظام لكنها وبلمح البصر تكفر بإدعائها بشكل مفاجئ وبدون حياء من أنصارها قبل ممقتيها فقالت انتصرنا على القاعدة.. كما سبق لتلك الأحزاب أن أدعت بأن
76% من الشعب اليمني عبارة عن بلاطجة ومرتزقة يدفع لهم النظام مبالغ لتأييده? وذهبت في الوقاحة أبعد من ذلك وتمادت أكثر حتى أنها اتهمت الرئيس بالاعتداء على جامع النهدين وأدى إلى إصابته واستهداف كبار رجالات الدولة.
هذه الأمثلة وغيرها الكثير قد تدفعنا إلى احتمال أن يقول المشترك بأن الدولة هي من تستهدف المعسكرات وبأن النظام هو من أسقط الطائرات في أرحب ونهم وبأن من يعتدون على المعسكرات هو النظام وأنصاره? وبأن من قتلوا من أنصار المشترك والقاعدة داخل معسكرات أرحب ونهم وغيرها كانوا زوار للمعسكرات ولم يكن لديهم نوايا باحتلالها أو قتل الجنود المرابطين فيها وأن من قاموا بنهب العربات المدرعة هم هواة يريدون تعلم قيادة المدرعات لا أكثر.