جائزة نوبل لـ «توكل» وليس للمرأة اليمنية
> بالرغم من أن العالم السويدي الفريد نوبل روائي وكاتب مسرحي فهو أيضا?ٍ من اخترع الدمار لهذا العالم..
نوبل الذي أحس بالمأساة التي صنعها أو اخترعها أو أوجدها لهذا العالم
وأراد أن يكفر عن سيئته بايجاد هذه الجائزة التي تحمل اسمه «جائزة نوبل
للسلام» وذلك عندما أوصى بان تذهب نصف تركته التي كسبها من سلاحه المدمر والفتاك لصالح السلام والعمل من أجل السلام وتسيده في العالم..
نوبل كانت نواياه سليمة ولم يكن قصده أن تتحول جائزته إلى لعبة يتم
المتاجرة بها سياسيا?ٍ كما يحدث اليوم? واعتقد أنه لو كان حيا?ٍ وعائشا?ٍ
وهو يرى كيف يتم التلاعب بجائزته ويتم توظيفها سياسيا?ٍ والمتاجرة بها
لخرج للعالم أجمع وأعلن إلغاءها تماما?ٍ..? ولأعلن تأسفه عن تخصيصه لهذه
الجائزة كما تأسف بعد أن قدم للعالم الدمار!..
جائزته المقترنة باسم «السلام» أصبحت تمنح لتجار الحروب ومن يقترفون
الآثام والمآسي بحق الشعوب وبحق الانسانية? ويتم وضع حيثيات لا تستقيم
ولا تنسجم مع الواقع ومع الشخصية أو الانسان الذي أعلن عن فوزه بها
كشمعون بيريز ورابين الاسرائليين اللذين منحا هذه الجائزة في سنوات سابقة تحت اسم «السلام» ومعروف للعالم أجمع من هما شمعون بيريز ورابين اللذين مارسا واقترفا أبشع الجرائم الانسانية بحق شعبنا العربي المرابط في فلسطين? وفي لبنان وغيرهما!..
ويكفي هنا للاستدلال على هذه المتاجرة الواضحة بهذه الجائزة وباسم
«السلام» أن أعلن الكثير ممن تم اعلان فوزهم بها رفضهم القاطع لاستلامها كالروائي الكولومبي الشهير جابرييل غارسيا ماركيز الذي أعلن عن خجله من حمل هذه الجائزة في الوقت الذي يحملها مرتكبو المجازر في فلسطين? وأيضا?ٍ الكاتب الساخر برنادشو وجان بول سارتر واليهودي مردخاي وهم الذين أعلنوا رفضهم لهذه الجائزة لأنها ابتعدت عن أخلاقياتها وآدابها التي وضعها الفريد نوبل قبل مماته ولارتباطها بالصهيونية العالمية ومآسيها..
لقد أصبح ارتباط جائزة نوبل «للسلام» وبشكل كبير بالعمل الاستخباراتي
التابع للصهيونية العالمية الذي تقوم على رعايته اليوم الولايات المتحدة
الأمريكية..? وأصبحت سلعة يمكن منحها في كثير من الأحيان لمن يكون له
ارتباط وثيق بهذه الدائرة الاستخباراتية? أو يتاجر بقضايا وطنه من أجل
نيل ثقة ورضا الإدارة الأمريكية..
اقول ذلك لأصل إلى الحديث عن هذه الجائزة التي أعلن عن توكل كرمان بالفوز بها مع شخصيتين أخريين للعام 2011م..
حيثيات قرار لجنة نوبل قال إنه تم منح الجائزة لتوكل كرمان «تقديرا?ٍ
لجهودها من أجل سلامة المرأة وحقوقها ومساواتها بأخيها الرجل» وهي
الحيثيات التي استقبلتها المرأة اليمنية خاصة والشعب اليمني عامة باستغراب كبير كونهم يعلمون من هي توكل وما الذي قدمته «لنفسها» ولم
تقدمه للمرأة اليمنية وسلامتها وحقوقها ومساواتها بأخيها الرجل!!..
قد تكون توكل أحسنت كثيرا?ٍ توظيف قضية نساء وأبناء الجعاشن..? والتعبير عن التنديد والاستنكار بحق ما تتعرض له بعض «اليمنيات» لاسيما العاملات في المجال الصحفي وأيضا?ٍ لرصدها «الانتهاكات» التي تتعرض له المرأة في انحاء متفرقة من اليمن..? ومن ثم بيع كل ذلك للمنظمات الدولية بقليل من الخداع والتدليس والكذب وكثير من المال المدنس!..
لست حاقدة على توكل كما قد يعتقد البعض ولكنها الحقيقة التي تعرفها
المرأة اليمنية أولا?ٍ والشعب اليمني ثانيا?ٍ..
الحقيقة التي تعرفها المرأة اليمنية والمتبوعة من قبلها بالكثير من
التساؤلات الملحقة بعلامات التعجب التي لا نهاية لها..
ما الذي قدمته توكل كرمان فيما يخص سلامة المرأة اليمنية ونيل حقوقها
ومساواتها بأخيها الرجل?!..
ماذا كان موقف ودور توكل كرمان ومنظمتها «صحفيات بلا قيود» التي تعمل دون أي مسوغ قانوني من قضية زواج الصغيرات?!..
ماذا كان موقفها من المرأة التي خرجت في أحياء جامعة صنعاء تستنكر
الانتهاكات التي تمارس ضدها ومنعت عنها حقوقها بالعيش بحرية وأمن وسلام وكرامة?!..
ما هو موقفها من نساء كثيرات طالبن باسترداد حقوقهن المسلوبة من أصحاب الشركات الوهمية لتوظيف الأموال ولم يجدن من يتحدث عنهن وبتضامن معهن ويعمل على استرداد أموالهن?!..
ما كان موقفها من الكثير من النساء اللاتي تم الاستغناء عن أعمالهن في
كثير من الشركات والمؤسسات ورفض اعطائهن مستحقاتهن القانونية ونهبها?!..
ما موقف توكل من الطالبات اليمنيات الملتحقات بجامعة صنعاء والمطالبات بحقهن في التعليم المغتصب واستئناف التعليم والذي أصبح محرما?ٍ وممنوعا?ٍ من قبلها وحزبها والمتحالفين معها?!..
ما موقفها ودورها من المتاجرة الواضحة بالأطفال من الجنسين في ساحات
الاعتصامات وانتهكت براءتهم وطفولتهم الآمنة?!..
أي سلام هذا الذي منحت هذه المرأة جائزته وهي من عبرت عن احتقارها
وامتهانها لشريحة واسعة وكبيرة من أبناء هذا الشعب من الجنسين المعبرين عن حقهم وارادتهم الحرة والرافضين لكل أنواع «الزحف» والفوضى و