رجال الله..والعيد في الجبهات
بقلم الشيخ:/ عبدالباسط سران
للعام الرابع على التوالي يقضي رجال الله وجنوده من أبناء الجيش واللجان الشعبية أيام عيد الأضحي المبارك، مرابطين في الثغور( الجبال والسهول والوديان والسواحل)، متصدين بكل بسالة واستبسال لأكبر عدوان كوني تشهده أرض اليمن وشعبه، وضد ثورته واستقلاله، ومع ذلك لايزال الكثير من رجال اليمن يتوافدون للنفير إلى الجبهات لمقاتلة أعداء الله، من الغزاة وأذنابهم من دول تحالف العدوان، فنحن أمة تثق بالله، وقد رأينا تجلي تأييده ونصره في ميادين الجبهات، لما أيد به المقاتلين المؤمنين من أبطال الجيش واللجان الشعبية في البر والبحر والجو، وما تحقق من انجازات عسكرية نوعية أذهلت العدو قبل الصديق، وما حدث ويحدث في جبهات ماوراء الحدود وعلى طول جبهات القتال في الداخل وخاصة في الساحل الغربي غير بعيد عن ذلك، ومازال شعبنا المؤمن الأبي الصابر الوفي الواثق بالله يرفد جبهات القتال بقوافل الكرم والجود، ويسند كافة الجبهات بالمال والرجال، مستمداً من الله الصبر والثبات واليقين، واثقاً بنصرالله.
ففي كل ميادين الشرف والبطولة من باب المندب جنوباً إلى جبهات ماوراء الحدود (جيزان ونجران وعسير) شمالاً يحقق رجال الله من أبطال الجيش واللجان الشعبية -بفضل الله- إنجازات نوعية، مابين دحر لزحوفات وقنص لرؤوس النفاق، إلى أقتحامات نوعية مظفرة أو تطهير لمواقع قوى العدوان، إلى قصف صاروخي بالستي مدمر على مواقع مهمة واستراتيجية في عمق العدو السعودي، وداخل معسكرات المنافقين، وصولاً إلى إنجازات استراتيجية يرتب لها رجال الله في جبهات ماوراء الحدود.
وطالما تمادي العدو في غيه، ستكون فاتحة نصركبير-ليس لليمن وحسب- بل للمنطقة بكلها، إننا لانستطيع أن نوجز إنجاز يوم واحد في صفحة واحدة، فمابالكم بأيام وليالي، ولكننا من واقع الفخر والاعتزاز بما يحققه الله على أيدي جنوده، من يمثلون قوته وبأسه على أعدائه في هذه الأرض، أردنا أن نغترف قطرة من بحر مايجري على أيديهم، من ضربات منكلة لأعداء الله، وفي ذلك(فليفرحوا) وفي ذلك شفاء لـ(صدورقوم مؤمنين)، فمن جبهات الساحل الغربي إلى بقية جبهات الداخل عموماً، هنالك صمود أسطوري وثبات يسطره رجال الرجال من الجيش واللجان الشعبية من أبناء اليمن الشرفاء، فقد جسدوا أروع صورالملاحم والثبات، ففي صرواح التاريخ والحضارة جرعوا العدو السم الزعاف.
فما حدث قبل فترة وجيزة من انتكاسة للعدوان لايزال عالقاً في الأذهان، فبينما العدو يعلن انتصاراته الوهمية في الساحل الغربي من خلال بعض الصور والفيديوهات المزيفة والمفبركة، ومن خلال تضخيمه للدعاية السياسية والعسكرية، والترويج للانتصارات الدونموشتيه المكثفة على مواقع التواصل الإجتماعي، سواء في أوساط اذنابه من المرتزقة أو القوات المتحالفة معه والمشاركة في العدوان، ماهي إلاَّ سويعات فقط، أعقبت تلك الهالة الإعلامية الكاذبة وفقاعة تلك الإدعاءات من قبل اعلام ذلك العدوان (الصهيوسعودي اماراتي)حتى فاجأهم أبطال الجيش واللجان بضربات حيدرية أفقدتهم صوابهم وطارت منها أفئدتهم، ضربات أحرقة ألياتهم ومدرعاتهم التي يعتبرونها فخر الصناعة الامريكية والتي سقطت خانعة عاجزة تحت أقدام رجال الله من أبطال الجيش واللجان الشعبية، وتم دحض اكاذيبهم التي اعلنوها بالسيطرة على مدريات تهامة والوصول إلى مطار الحديدة، بعدان دغدغوا بهامشاعر قاداتهم واذنابهم بذلك النصر الزائف، والتي تلاشى بعد أن أظهرت كاميرات الاعلام الحربي موثقة من أرض المعركة حقيقة ماجرى ويجري، وعرضها لجثث واليات الصرعى من المرتزقة والذين تركهم العدوان في صحراء الساحل.الغربي، تنهشها الكلاب، بينما اولياءهم يعاقرون الملذات في فنادق وملاهي الرياض، والقاهرة وتركيا.
أما في جبهات ماوراء فهي أكبر من أن نتحدث عنها، فعدسات الإعلام الحربي هناك تبث كل يوم لنا ماينسينا جراحنا وآلمنا، من خلال تلك المشاهد التي تثلج الصدور لمايقومون به من عمليات نوعية، جعلت العدو السعودي الجبان يعيش في حالة من الهيستريا اليومية، فيرتد حقده على قصف الأطفال، وما حدث في محافظة صعدة وبتحديد في مدينة ضحيان من مجزرة بحق طلابها والتي تعتبر -أم المجازر-في قصف العدوان لباص الطلاب وسط سوق المدينة، والتي تجاوزت في جرمها كل المجازر السابقة من قتل للنساء والاطفال في بيوتهم، وقصف للمدارس والجامعات والمعاهد، ودورالعبادة وقاعات العزاء والاسواق والجسور والمزارع والمصانع، ولازال مسلسل اقتراف الجرائم مستمراً.
لكن على أيدي أبطالنا من الجيش واللجان الشعبية المرابطين في الثغور، والذين يقضون كل أوقاتهم فيها على مدار سنين العدوان، سواء في أعياد أو غيرها، تاركين ذويهم وأهلهم سيكون إنقاذ شعبنا، فهم والله في أقدس مهمة وفي اقدس موقف وفي أعظم مكانة قربة إلى الله، فهم يدافعون عن الاطفال والنساء والشيوخ، وكرامة أبناء الوطن.
لقد اختارهم الله لهذه المهمة فكانوا جديرين بهذا الاختيار، وكما قال السيد القائد/ عبدالملك الحوثي -حفظه الله ورعاها-:(المعركة في الساحل الغربي كما قلنا سابقاً ونقولها اليوم هي معركة إمريكية بامتياز، جنودها مرتزقة، لأن الامريكي لايريد لجنوده أن يقتلون، يريد إن يكون المرتزقة هم الفداء الرخيص لجنوده.) أو كما قال:( أهم نقطة في هذه المعركة هي التماسك والاطمئنان والثبات والحذر من الارباك أهم نقطة هي هذه وهذا التكتيك سيسقط بالتماسك والثبات والصمود والتعاون من الجميع سيفشل، هذا التكتيك تكتيك صبياني)..فبوركت سواعدكم ايها لابطال الميامين وسددالله رميكم، نسأل الله أن يرحم شهداءنا الأبرار وأن يشفي جرحانا، وأن يُفرج عن أسرانا، إنه سميع الدعاء.