قراءة في البعد الاستراتيجي لسيناريو قيام الإمارة الإسلامية الثلاثة في إقليم شرعب
إن كان بروز متغير التفاف معظم أبناء الشعب اليمني بمختلف أطيافه وتياراته وشرائحه وراء قيادة التيار الوحدوي صاحبة الشرعية الدستورية الوحيدة? التي أعلنها عالية مدوية وواضحة بلا رتوش في جمعة التسامح الموافق 25/3/2011م? قد حسم الجزء الأكبر والمهم من فصول المعركة المصيرية الفاصلة بشقها المعنوي أكثر منه المادي الدائرة رحاها بين التيارين الوحدوي والانفصالي للمرة الثانية والأخيرة منذ العام 2004م? في تطور جذري مفاجئ قلب الطاولة كلها رأسا على عقب لصالح التيار والمشروع الوحدوي.
فإن متغير إعلان الجماعات الإرهابية والخارجة عن النظام والقانون المتحشدة في محافظة أبين بعشرات الألوف ومن خلفها مكونات التيار الانفصالي الستة? ممثلة بـ(المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك? مجلس الحراك السلمي لتحرير الجنوب? القيادة الانفصالية في الخارج? حركة التمرد الحوثية? تنظيمات القاعدة? مضافا إليها آلاف العناصر التي ما زالت جزء من السلطة ولم تكشف عن نفسها بشكل علني)- بصفة عامه- وحزب التجمع اليمني للإصلاح وتيار الأخوان المسلمين منها- بوجه خاص? عن التأسيس لأول إمارة إسلامية لهم في اليمن? كان هو الخيار العملي الوحيد المتاح أمامها للرد السريع على ما أصابها من نكسة خطيرة جدا بهذا الشأن ضمن إطار إستراتيجية التيار الانفصالي المتبعة? سيما أنها كانت تعد العدة لمثل هذا اليوم منذ سنوات مضت? في تطور جذري مفاجئ أخرجها- بشكل كلي- عن العمل بصمت ودفعها بقوة إلى واجهة الأحداث الرئيسة في الزمان والمكان غير المناسبين- كما يظن الباحث- كي تعلن أنها قد أصبحت مستعدة لخوض أول معاركها المصيرية الفاصلة مع دول المحور الأمريكي- الغربي وحلفائها على أرض اليمن– استنادا- لما تسنى لها أن تحشده من إمكانات وموارد معنوية ومادية ضخمة? وقطف أول أهم ثمارها التي يغلب عليها الطابع المعنوي أكثر منه المادي.
باعتبارها تضم أخطر وأهم العناصر والجماعات والتنظيمات الإرهابية في العالم- بحسب المصادر الغربية- والتي أعلنت الولايات المتحدة باسم المجتمع الدولي في نهاية العام الماضي عن نيتها واستعدادها رفع قيمة المعونة والدعم العسكري والأمني الذي تقدمه لليمن في الخمس سنوات القادمة إلى 2.1 مليار$ في اتجاه رفع مستوى وجاهزية منشاتها ووحداتها العسكرية والأمنية إلى المستوى المنشود? في إشارة واضحة ودلالات صريحة أن الحرب العالمية ضد قوى الإرهاب التي تتخذ لها من اليمن موطنا أساسيا وملاذا أمنا أو ممرا أمنا وأماكن استراحة مؤقتة قد وضعت أخر اللمسات عليها وإن رحاها ستدور قريبا.
إلا أن بروز متغير العمليات العسكرية الطاحنة التي خاضها المجتمع الدولي بأيدي يمنية كفوه? والتي دارت رحاها في بعض مناطق محافظة أبين وصولا إلى تحرير الجزء الأكبر والمهم من مدينة زنجبار وتتويج كل ذلك بعملية عسكرية فريدة من نوعها انتهت بفك الحصار وتحطيم الطوق الفولاذي المفروض على معسكر اللواء 25 مش- ميكا لما يقارب الـ100 يوم- بوجه خاص- بتاريخ 11/9/2011م? في أول فصل من فصول اندلاع إرهاصات معركة كسر العظم الدائرة رحاها بين مكونات التيارين الوحدوي والانفصالي التي تم تحديد إحداثياتها الزمنية والمكانية- مسبقا- ضمن إطار إستراتيجية التيار الوحدوي المتبعة بهذا الشأن منذ حادثة محاولة اغتيال قيادات الدولة في جامع النهدين- على أقل تقدير- قد شكل المحدد الأكثر بروزا في حدوث تغييرات جذرية ?ْيعتد بها في إستراتيجية التيار الانفصالي المعدة لهذا الشأن في إطار التغييرات التكتيكية الحاصلة في أهم أولوياتها الرئيسة? من خلال تغليب مبدأ الانسحاب من محافظة أبين والاختفاء التكتيكي المخطط لها على مبدأ المواجهة المصيرية المتوقعة والمحتملة التي استعدت لها كثيرا نوعا ما-أولا- والسعي الحثيث وراء إعادة توزيع قدراتها? بما تتضمنه من إمكانات وموارد في عدة أقاليم ومناطق جغرافية منتخبة? تشمل الشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط? كي يصعب إحكام الطوق عليها ومحاصرتها? وفي نفس الوقت للحيلولة دون انقطاعها عن البيئة الحاضنة والمولدة لها- ثانيا- وهو الأمر الذي اتضحت بعض أهم معالمه الرئيسة في الإعلان الثاني للجماعات الإرهابية والخارجة عن النظام والقانون عن تأسيس الإمارة الإسلامية الثانية في أرحب.
ومن هذا المنطلق تبرز أهمية تناول هذا الموضوع تحت هذا العنوان تحديدا? باعتباره واحد من أهم المواضيع الرئيسة الواجب ايلائها نوعا من الدراسة المتعمقة? كي نستطيع أن نستشف من خلالها بعض أهم المعالم الرئيسة المحددة لإستراتيجية التيار الانفصالي? من أجل مواجهتها.
ومما لا شك فيه أن استمرار تنامي حالات التصعيد السياسية والشعبية والعسكرية المنفلتة وغير المنطقية التي تعيشها البلاد وكلا من محافظتي صنعاء وما حولها وتعز منذ الانتصار الساحق الذي حققه الجيش في أول معاركه العسكرية المخطط لها مع الجماعات الإرهابية والخارجة عن النظام والقانون المنتمية للتيار الانفصالي بتاريخ 11/9/2011م? بالمق