قصيدةُ الخُلْد
شعر / حسن المرتضى
قــصيــدةٌ غـــادرتْ في داخــلــي السّــجْـــنا
قــصــيدةٌ مــنْ دمِ الشــــهــداءِ لا تــفْــنى
قـــصيــدةٌ لا تــرى الأحــزانَ غــامــضـةً
هــل يـفهـمُ الــشّـعرَ مــن لم يعـرف الـحُــزْنا؟!
قــصيـدةٌ عـنْ سَـماواتٍ وَعَـنْ رُسُــلٍ
وَعَــنْ دَمٍ صَارَ وَحْيَاً… عَنْ دَمِ المَعْنى
عـن الشّهيْـدِ الّــذي صَارَتْ ملَامِــحُــهُ
قــصيدةً.. لـوحةً.. أقصــوصةً.. لـحْنا
عن الــذي صارَ معنى كلّ قــافيــةٍ
وصارَ وزْنـاً لــمن لم يمْـتلكْ وزْنـا
وللـذي ما لــهُ ليـلى ولا خَــطَرتْ
بِبالــهِ .. صارَ ليلى كلّ من غنّى
قصــيدةٌ من وصــاياهم قد اكتـملتْ
ولمْ تجــدْ غيرَ أبياتي لها سُكْنى
هـمْ بابُـها، سقـفُها، حيطانُها طُلِيتْ
مـن ضحكةٍ صـارت الأضـواءَ للمـبْنى
هـم مشـتلٌ للأماني في السّـما انـزرعوا
والأرضُ تهوي إليهمْ مسْكَناً.. حُضْنا
هـم مـن أضافوا إلى اللاشيء من دمِهم
شيئاً إلـى كلّ معنى كانَ مستـثــنى
من قبلِــهم لمْ نَكُــنْ إلا خُطىً عَبَرتْ
إلى المتَاهاتِ.. يا الله كم ضِعنا
مِنْ بعـدهمْ ما الذي لم يَتـركوهُ لنا؟
من بعدهم نحنُ ندري الآنَ من صِرْنا
نُصغي إلى روحِ عطْرٍ فاحَ من دَمِهمْ
كـأنّهُ الـوحيُ فازددنا به حُسـْنا
صوتُ السـماواتِ ما لاقـى له وَطنَاً
إلّا بشريــانِ من صاروا لهُ أذْنـا
فيـا شراييــن كل الأرضِ هل سَعـُدتْ
أرضٌ سـوى روضةِ الشـهداءِ أو تَهْنى؟
ويا أرائـكَ شعـري لا أراكِ لهم
إلا بــلاداً فرادى… ما لـها مثنى