الحوثي يضع مبادرة لإحلال السلام.. هل سيخرج تحالف العدوان من الوحل الذي سقط فيه
بقلم / محمد ناس *
ليست هي المرة الأولى التي يطلق فيها أنصار الله مبادرة لإيجاد حلول سلمية كتحرك يمني جاد ومسؤول من قبل ‘‘القوى الوطنية’’ بغية التوصل إلى حل سياسي يوقف الحرب العبثية التي تستهدف المدنيين العزل.
فقد أطلقت مبادرات سابقة عملت دول التحالف بقيادة أميركية على إفشالها كالوفد الوطني في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة أو التي يطلقها رئيس الثورية العليا “محمد علي الحوثي” من خلال وثيقة السلم والشراكة التي توافق عليها جميع مكونات العمل السياسي في اليمن وأيدها مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي، كما أجهض تحالف العدوان جولات التفاوض التي شهدتها سويسرا والكويت من خلال وفد المفاوضات اليمني.
وقالت دول التحالف في تصريحات سابقة إنها لن توقف عدوانها إلا بعد أن يستعيد اليمن استقراره وأمنه، وهنا الفضيحة، إذ كيف يستعيد الشعب اليمني أمنه ووحدته في ظل قصف مدمر ونار حارقة تصبها طائرات السعودية وشركائها في العدوان ؟!
إذاً لقد أثبتت التجارب طيلة الثلاث سنوات ونصف من الحرب المفروضة أن أنصار الله ليسوا دعاة للحرب ولا صناع أزمات و إنما فرضت عليهم من قبل تحالف العدوان ‘‘الأميركي السعودي’’ لأسباب باتت واضحة تتعلق بأمن الكيان الصهيوني ومصالح الولايات المتحدة من خلال موقع اليمن الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر ومضيق باب المندب ولأسباب عديدة أخرى يمكن أن نفصلها في سلسلة مقالات قادمة أخرى.
لقد جاءت مبادرة 31 أغسطس الذي أطلقها رئيس اللجنة الثورية العليا من أجل إبداء حسن النية والتأكيد على مبدأ السلام، وأتت في ظل رفض السعودية تصدير نفطها عبر مضيق باب المندب، وإدعائها أن الملاحة الدولية غير أمنة.
مد الشعب اليمني يده رغم الجراح الكبيرة ليثبتوا للعالم والمعتدي أنهم ليسوا ‘‘صناع أزمات’’، وهذا دليل كبير على أن الشعب اليمني يبحث عن السلام، فهل سيخرج تحالف العدوان نفسه من الوحل الذي سقط فيه!؟
كيف سيقرأ تحالف العدوان مبادرة 31 أغسطس؟
إذا ظن المحور الأمريكي المتمثل بالسعودية أن هذه المبادرة مؤشر انهزامية فسيكون قد أخطأ التقدير، لأنه منذ بدء إعلان الحرب على اليمن ليلة 26 مارس/آذار 2015م والتي استخدمت فيها دول التحالف ‘‘القوة العسكرية’’ لم تحقق أيا من أهدافها حتى هذه اللحظة، ولم يجن التحالف أي مكسب من اتصعيداته العسكرية وآخرها إشعال جبهة الحديدة بغية إخضاع اليمنيين للجلوس على طاولة مفاوضات وإملاء شروط عليهم، إذ أتت الرياح بما لا تشتهي طائراته وفشل فشلاً ذريعاً إعلاميا وسياسيا وعسكريا.
وأدت سياسة إفشال المبادرات إلى منع ‘‘دول التحالف’’ من الحصول على أي مكسب سياسي أو عسكري، وبالتالي كلّ هذه الأمور أدّت إلى فشل السعودية والإمارات في تحقيق أي إنجاز كان سياسياً، أو عسكرياً.
وأصبحت أحلام إعادة اليمن إلى الفلك السعودي عبر تحقيق “إنجازات” ميدانية أو عسكرية أو سياسية أشبه، بـ” حلم إبليس في الجنة” في ظل الواقع اليمني وطبيعة المعركة وعجز الطيران عن تحقيق المهمة، واستحالة شن حرب برية ناجحة في ظل وجود هذا الحشد من القوى اليمنية المستعدة للمنازلة.
في الختام فإن السؤال الذي يبحث لنفسه عن إجابة قد تكون صعبة المنال في ظلّ الظروف الحالية هو: هل ستبادر دول التحالف للسلام وتستفيد من تجارب الأربع سنوات السابقة، وخصوصا في ظل اقتناع المجتمع الدولي أن الحل في اليمن سياسي وليس عسكري؟
وإن لم تستجب للمبادرة فيا ترى ما الذي ينتظر دول التحالف على أيدي اليمنيين؟
ناشط بحريني