إغتصاب المهرة . إغتصاب الجنوب ؟
بقلم / فهمي اليوسفي
تتصاعد الازمة والتهديدات المتبادلة بين واشنطن وطهران من جراء قضية تصدير النفط
هذا التصعيد يفوح من خلال وسائل الإعلام لكنه يتزامن مع المستجدات الأخيرة بالساحة اليمنية من قبل امريكا بغض النظر عن الغطاء السعودي الذي تجلى للعيان بمحافظة المهرة على وجه التحديد والمتمثل بعملية نقل ترسانات عسكرية خفيفة وثقيلة حتى أنها حولت مطار هذه المحافظة للمهام العسكرية وكل ذلك يجرى في ظل الخلاف السعودي والأماراتي الذي نتج عنه خلاف بين أجندات الدولتين بالعمق اليمني طفى على السطح بعدن فأصبح كل طرف يوجه اتهام للآخر بعد أن مثل عبدربه منصور قيادة الأجندات السعودية مع حزب الإصلاح وكندم من نفيات الون الطيف السياسي المساند للعدوان .
التصعيد والأزمة بين هذه الأجندات أبرزها اتهام حزب الإصلاح الداعشي للإمارات بفتح سجون سرية وممارستها لتعذيبات جسدية واغتصابات جنسية تطال بعض اعضائه وبنفس الوقت يتعمد بالتعتيم على الدور السعودي وكأنه يعمل بفتوى تكفيرية تحرم الاحتلال الإماراتي وتجرم السجون السرية أو الاغتصابات الجنسية وتحلل أو تدعم الدور السعودية على ذلك .
هذا التصعيد بين الطرفين يتزامن مع إجماعهم في معركة الساحل الغربي .
يظل دور هذه الأجندات سلبيا او شركاء بكل جريمة تمس السيادة اليمنية من قبل ال سعود ونهيان بما فيهم حزب الإصلاح .
فوق هذا وذاك الدور الأخير للسعودية بمحافظة المهرة هو الأخطر من وجهة نظري ويحمل أهداف غامضة ربما النهاية تكون تمزيق الجسد الوطني ليتيح لقوى الأطماع الخارجية الاستحواذ على الأرض والثروة والإسراع ببناء قاعدة عسكرية إستعدادا لتوجيه ضربات استهدافية لإيران.
كل ذلك يجرى بشكل متزامن ومتسارع مع الأحداث التي تشهدها دول المنطقة .
إذا ما تقوم به الإمارات أو السعودية ببلدنا يعد عدوان واغتصاب وتمزيق للجسد اليمني ويستطيع القارئ لمحطات ومتغيرات الواقع قياس النهش السعودي والأمريكي باليمن ويندرج ضمن المشروع الصهيوني بالمنطقة يتضح من خلال ما ورد علي لسان انور عشقي في حال تم النظر لتهديدات واشنطن لطهران وموضوع حقل النفط بالربع الخالي ومشاريع السلام والتطبيع مع إسرائيل ..
ما تقوم به واشنطن والرياض بهذا المربع هو بإعتقادي معد سلفا منذ عقود مضت بل لازالت حلقاته متواصلة من حيث عملية الترتيب والتهئئة . فهناك مشاريع حملت في طياتها مطامع أمريكية سعودية بعضها قد إستكملت تنفيذها خلال العقود المنصرمة وجزء منها قيد التنفيذ .
تمثل الحلقة الأخيرة للسعودية بالمهرة إحدى الحلقات التي بلا شك تتم بالتعاون والتنسيق مع الناتو لكنها بالغة الخطورة على حاضر ومستقبل اليمن ودول المنطقة والتيارات المضادة للإمبريالية الداعمة للقضية الفلسطنية.
كل ذلك يدفع الكثير للتساؤل الي ماذا ستفضي عليه إستمرارية الدور السعودي والإمارات ومن خلفها الغرب في اليمن ؟
. الدور السعودي القائم في بلدنا يعتبر إغتصابا شاملا لبلدنا ارضا وانسان بحرا وثروة حتى للكرامة اليمنية الجمعية والفردية.
الغريب في الأمر أن دور الرياض خصوصا المستجد بالمهرة له طابع الغموض نظرا للتعتيم الدولي والإقليمي والداخلي بل للاسف تتناوله بعض وسائل الإعلام بسطحية بعيدا عن المعطيات المهمة المرتبطة بجوهر المشروع .
وتظل أسباب الغموض تستدعي الغوص بعمق للوصول لعمق الحقيقة. منها تفوق الرياض على إختراق موسسات اعلامية عبر الاجندات التابعة كانت داعشية أو عفاشية ممن يعتبرون الوطن لمن يدفع الكاش من خلال صمتهم أو تعتيمهم وتظليلهم ويصبح نقطة سوداء عليهم تؤكد شراكتهم بجرائم العدوان الخارجي على رأسها كيان سعود بل يصنف شراكة بعملية الاغتصاب لليمن ارضا وثروة ويبرهن بإنهيار أخلاقهم الوطنية ودعمهم للمشاريع الصهيونية.
الدور السعودي باليمن هو من كل المحافظات ففي المهرة لها أجندات بعضهم تتلمذ علي يد الاستعمار القديم الجديد كما هو الحال بسلاطين الجنوب ومنهم السلطان بن عفرير الذي يكن الحب والولاء للخارج على حساب تمزيق الداخل و يحمل جميلا لسعود نظرا للكاش موني سعودي وبحوزته اكثر من جنسية وحاصل على جواز الشذوذ وعميلا للخارج مع مرتبة اللاشرف ومن الطبيعي ان يحمل كل تلك الجنسيات منها انجليزية . عمانية . سعودية مع أن نجاح الرياض باستقطابه هو إحدى الحلقات لاغتصاب اليمن ولم يقتصر الدور المساند للسعودية فقط بهذا السلطان بل هناك اجندات وادوات متعددة تساندها منها العصابة التي يقودها عبدربه منصور وحزب الإصلاح ومافيته وجناح المؤتمر ومرتزقته ممن هم قابعين في الرياض إضافة لبعض الساسة الجنوبيون ممن هم على شاكلته الارتزاقية من داخل وخارج المحافظة خصوصا المسيسين منهم باعوم الذي بدأ يضع مشاريع مدعومة سعوديا من الباطن ومخرجاتها السرية تخدم الاغتصابات السعودية.
الغريب في الأمر أن هذا التحرك بالمهرة بعيدا عن التصعيد الإعلامي بينما يبرز تصعيدا اعلاميا ضد الإمارات من خلال تناول قضايا قشور تخدم بشكل غير مباشر الدور السعودي وتحديدا بالمهرة بل هناك تعتيم مدروس وتكتيم ممنهج وضخ بالكم لقضايا يتم إنزالها للسوق الاستهلاكية ليست بنفس درجة أهمية الاحداث بالمهرة أو الساحل الغربي بل تأتي من المطبخ الأمريكي السعودي معلبة جاهزة تجعل العامة منهمكة بمتابعة تلك القضايا الفرعية والوهمية وتتخذ المكنات الإعلامية وسيلتا للتصعيد ضد من ينافسها أو يعاديها اويختلف معها كما هو جاري اعلاميا بتصعيد ضد الامارات بإتهامها بجرائم الاغتصابات الجنسية والسجون السرية التي يتحدث عنها حزب الإصلاح الداعشي في الوقت الذي يتعمد إغفال لما هو أهم منه التعتيم على الدور السعودي بالمهرة وبقية الساحة الوطنية رغم خطورته الأمر الذي يجعل الكثير من المتابعين لهذا الشأن يضعون علامات استفهام حول ذلك مع أن جزء من الأهداف أصبحت واضحة للعيان .
البعض يقول لماذا هذا التحرك العسكري المتسارع للسعودي في المهرة .؟
وماهي علاقة تهديد واشنطن لطهران بمجرى الأحداث باليمن ؟
هل الغرض بناء قاعدة عسكرية في المهرة بحيث يتم إستخدامها لتوجيه ضربة عسكرية لإيران خصوصا مع إزدياد وتبادل التهديدات بين طهران وواشنطن ؟
أم أن ذلك للشروع بمد أنبوب نفطي للسعودية يبدأ من ساحل الخليج الي سواحل اليمن المهرة وحضرموت بحيث يكون حجر الأساس لتحقيق حلم السعودية بإغتصاب السيادة اليمنية تبدأ بضم المهرة وحضرموت وشق قناة من بحر الخليج الي العربي وتساندها امريكا على قاعدة تقاسم الاغتصاب للأرض والثروة بإعتبار ذلك بوابة الولوج لجعل المنطقة حصريا للناتو وعزلا لأي مصالح روسية أو صينية .؟
كل الاحتمالات واردة لكن ما يجعلنا نجزم بمطامع السعودية قراءتنا للعديد من المحطات ووجود بعض المعطيات منها التفاهمات التي تمت قبل صيف 94م بين العطاس وال سعود بل تتضح أكثر من خلال الورقة التي قدمها العطاس قبل عامين بمؤتمر هارفرد وهي ورقة تمزق اليمن وفقا لشهية الصهيونية العالمية.
اما بالنسبة في حالة تم التعامل بجدية والاخذ بعين الاعتبار أن هناك توجه أمريكي سعودي لبناء قاعدة عسكرية في المهرة بموافقة عبدربه منصور وحزب الاصلاح فهذا أمرا واردا .فإن ذلك يستدعي فضح هذا التحرك عبر الإعلام المناهض للعدوان بشكل تفصيلي وتفسيري بعيدا عن التشخيص السندوتشي واتمنى من طهران أن تفهم هذه الرسائل لإيقاف تهديدات امريكا من خلال كسر بعض الحواجز وعدم التقوقع بتهديدات مضيق هرمز بل واقع الحال يستدعي الانطلاق بما ينبغي حتى لمضيق المندب والاقتراب إن امكن من المهرة وسقطرى مع إشراك الدور الروسي تجاه اليمن حتى عبر النافذة الأممية وكم سيكون الامر اجمل اذا تم تفعيل إتفاقية اليمن الجنوبي مع ايران وروسيا وسوريا الموقعة عام 79م والمعمدة بعد الوحدة اليمنية في الأمم المتحدة لأن ذلك هو جزء من الوسائل التي تحد وتجهض المطامع الإسرائيلية والأمريكية والسعودية في المنطقة الشرق أوسطية بشكل عام واليمن بشكل خاص.
حقيقتا المتابع لحلقات مسلسل العدوان على اليمن منذ 4 سنوات وحتى اليوم سيجد أن عيون الأمريكان وبعض الخليجيات على المهرة وبقية الجنوب مستمرة للعديد من الأسباب من ضمنها وجود ثروة نفطية وغازية إضافة للموقع الاستراتجي من الناحية العسكرية والاقتصادية في هذا المربع الذي لا زال بكرا بتلك الثروات .
. هنا استطيع القول ان التحرك الأخير للسعودية هو إحدى الحلقات المستمرة لتحقيق مطامع امريكا واسرائيل في الجنوب و يتطلب من وجهة نظر سعودية السيطرة عليه بدء من المهرة و حضرموت مرورا بشبوه ثم تأتي أبين. عدن لحج ….
)))))علاقة مشروع أنور عشقي بالتهديات الأمريكية لإيران .. ))))
تبرز من خلاله ملامح الأطماع السعودية بالجنوب خصوصا المهرة وحضرموت فقط نستدل بما بشر به المتصهين عشقي سواء عن حقل الربع الخالي
والنقاط الاستهدافية لإيران مما يجعلنا نجزم أن تلك التهديدات لطهران تحمل نفس الطابع
(((( أهمية موقع المهرة بالنسبة لمجرى الصراع الأمريكي الإيراني والخليجي الإيراني مع اليمني السعودي )))))
… يتميز موقع المهرة بالنسبة لما تقتضيه درجة الأطماع الخارجية بالسيطرة عليها باعتبارها المدخل للسيطرة الشاملة على الجنوب برمته. …….
. تتميز المهرة بموقعها على حدود دولتين من الناحية البحرية والبرية الأولى سلطنة عمان بحريا وبريا وكذا السعودية من الناحية البرية وطموحات عيال زائد وسلمان تدفعهم بالتوسع العسكري نحو الجنوب بغرض السيطرة على أهم الحقول النفطية الواعدة التي تقع بين محافظتي المهرة وحضرموت وبضوء اخضر من الغرب الذي يسعى لتوحيد الكيانات الخليجية واستهداف إيران كما تحدث به عشقي نصا وحرفا وإحدى بنوده أن تتحد دول الخليج على هذا الحقل و لتحقيق ذلك يتطلب إغراق الجنوب في أزمات متنوعة تكفل تمزيقه على كافة الأصعدة عملا بالقاعدة البريطانية فرق تسد بغض النظر عن الخلافات السطحية بين الإمارات والسعودية حول هذا السبب من جهة .لكنها تتحد على الثوابت الإمبريالية.
.. السعودية تعتبر ذاتها واجهة الخليج والمنطقة ولا ترغب أن يكون لها منافسا قويا يعترضها أو ينتقدها أو ينافسها حتى على أبسط الإعمال التي تقوم سواء كانت مشروعة أو العكس مع انها باصمة بالعشر لامريكا بتنفيذ مشاريع الأطماع الأمريكية في المنطقة منها اليمن ولها السبق والريادة في الماضي علي بيع فلسطين وتحتل المرتبة الأولى راهنا بالموافقة على قرار تهويد القدس وصفقة القرن ومن الطبيعي أن تقف ضد طموحات ومنافسة شقيقتها الإمارات في اليمن حتى وإن كانت هي وكيلا حصريا لواشنطن وابوظبي لبريطانيا. وتحت إشراف الصهيونية العالمية.
.. يدركون أبناء زائد وسلمان أن من يتمكن بالسيطرة على حقول النفط الواعدة في الجنوب اليمني يضمن الدعم الصهيوني بل يضمن تدفق أموال الطاقة وتعويض خسائر الدولتين التي ذهبت مع الرياح خلال أربع سنوات مضت ولازالت من جراء استهداف اليمن ودعم الدوام بسوريا وليبيا والعراق وغيرها.
.. تعتبر الرياض وأبو ظبي أن خطر إيران لازال قائما على قبلتهم إسرائيل المتمثل بمضيق هرمز مع ان هذا التهديد مصدرا لمخاوف الخليجيات وكوكتيل الناتو والتي تحاول تجاوزه من الماضي للحاضر من خلال وضع بدائل اخرى ومشاريع تمكنها إزاحة خطر هرمز وضع بدائل منها من ضمنها مد أنبوب نفطي من بحر الخليج الي العربي ومن ثم شق قناة بحرية علي نفس خط الأنبوب مع ان هذا المشروع قائما منذ عقود أعدت جدواه مطابخ الناتو لكن الكيان الأنجلو أمريكي والنهيوسعودي يعتبرون أن الفرصة أمامهم متوفرة هذه الأيام وليلة القدر هي لحظة فمن أراد اغتنامها لتحقيق هذا الحلم كان بها ويعتبرون في قراراتهم ان التاخير ليس من مصلحتهم طالما عوامل التنفيذ مهيئة أمامهم وليس من صالحهم وجود أي استقرار باليمن .
.. على هذا الأساس وضعت مشاريع لهندسة استهداف اليمن وصنعت اليات للتنفيذ ونسجت مبررات وهمية تروجها امام المجتمع الدولي وكل ذلك لكي يتمكن عيال زائد وسلمان تحقيق هذه الأهداف لصالح الغرب .
لهذا السبب سخرت المال لشراء الضمائر الأممية وفتحت مؤسسات إعلامية وافسدت القوى السياسية واستعانت بتيارات وهابية متوحشة لغرض الوصول لتلك الأهداف بما يكفل عودة اليمن لعهود التمزيق كما كان سلطنات في عهد الاستعمار البريطاني .
.. تنظر الإمارات أن تفوق السعودية عليها باليمن سوف يكون عاملا لإضعافها على كافة الأصعدة بل ستكون فاشلة أمام بريطانيا ولن تنال ثقة لندن كما هو جاري بل ستنال لطمات عقابية بحذاء انجليزي سيجعل ال نهيان تفقد توازنها بل وربما قد يصبحون فريسة للسعودية .
.. حب الذات لابناء سعود جعلهم يمارسون ضغوطا عدة مباشرة والعكس على سلطنة عمان ونجاح مشروعهم باليمن يشكل تهديدا للنظام العماني.
إذا ما تقوم به الإمارات في بلدنا هو إغتصاب للأرض والإنسان وما تقوم به السعودية هو اغتصاب اخر بكل ما تعنيه الكلمة
ولا فرق بين الاغتصاب السعودي أو الإماراتي وتصب في مجملها نحو تدمر اليمن إلى ما يشتهي الوزان اي لا فرق بين من يرقص مع نهيان أو سعود فهم شركاء في العار والخيانة والجريمة الشاملة لليمن أرضا وإنسان ..