المؤتمر الشعبي العام ونظرية المباريات ( الألعاب )
الموضوع أسفله عبارة عن مقالة تحليلية يستخدم فيها نظرية المباريات لتفسير تعامل المؤتمر الشعبي العام وحلفائه مع الأزمة السياسية الراهنة في اليمن? مقارنة بتعامل المشترك وشركائه.
نبذة مختصرة عن نظرية المباريات :
نشأت هذه النظرية وتطورت في علم الرياضيات وعلم الاقتصاد? وتم نقل وتكييف مفاهيمها بما يتلائم مع طبيعة الظواهر في العلاقات الدولية? وكذا مع صناعة القرار في التفاعلات الاجتماعية.
وتطبق هذه النظرية على أحداث يوجد بها طرفان أو أكثر [ يسميان باللاعبين ]? كل طرف يحاول الاختيار بين طريقتين أو أكثر للتصرف [ تسمى هذه الطرق بالاستراتيجيات ]? كما أن المخرجات الممكنة للمباريات ( الألعاب ) تتوقف على الخيارات المتخذة من قبل كلا الطرفين [ اللاعبين ].
وهناك نوعين من المباريات ( الألعاب )? هما? اللعبة الصفرية واللعبة الغير صفرية. ويوجد العديد من النماذج في نظرية المباريات? مثل? مأزق السجين? مباريات عبور النهر? مباريات البقاء? التهديدات المتبادلة? الحل الوسط….
طرفي اللعبة [ الأزمة ] السياسية في اليمن :
أ?) اللقاء المشترك وشركائه? ينهج اللعبة الصفرية [ ما يسمى بالحسم الثوري! ] لهذه اللعبة نتيجة واحدة هي ربح طرف وخسارة الآخر? ومقدار ربح طرف هو نفسه مقدار خسارة الآخر? أي المشترك على سبيل المثال يربح 100 ويخسر المؤتمر في نفس الوقت 100 أي الصراع على 100 [ السلطة ] ككل? كما سنبينه في السطور القادمة.
ب?) المؤتمر الشعبي العام [ الحاكم ] وحلفائه? ينهج اللعبة الغير صفرية [ الحوار ] لهذه اللعبة عدة نتائج تفترض تقاسم الربح والخسارة? وليس بالضرورة أن تكون نسبة الربح متساوية بين الطرفين? علي سبيل المثال المؤتمر يكسب 60 والمشترك يكسب 40 أو قد يكسب المؤتمر 50 والمشترك 50 أو يخسر المشترك 40 والمؤتمر 60 … وسنبين في السطور القادمة أيضا?ٍ كيف ينتهج المؤتمر نهج اللعبة الغير صفرية.
أولا?ٍ) المشترك وشركائه واللعبة الصفرية :
كما تم التوضيح أعلاه بأن اللعبة الصفرية تقضي إلى أن ما يربحه طرف يخسره الطرف الآخر بنفس المقدار? وما يعتبر نفعا?ٍ لطرف يعتبر في نفس الوقت ضررا?ٍ بالنسبة للآخر وبنفس المقدار? إذا?ٍ اللعبة الصفرية لا يوجد بها حل وسط بل تعتبر أنموذجا?ٍ للصراع الشديد بين طرفي اللعبة.
عندما نترجم ذلك إلى الملعب السياسي اليمني? نستطيع أن نستشف بوضوح أن اللقاء المشترك وشركائه ينتهجون اللعبة الصفرية? من حيث إرادتهم الاستيلاء على السلطة [ كل السلطة ] ولا يقبلون بالحل الوسط [ تنازلات متبادلة من طرفي اللعبة/ الأزمة? والتي قدم الرئيس علي عبد الله صالح وحزب المؤتمر الكثير منها كما سيتم توضيحه لاحقا?ٍ ] أي أن المشترك وشركائه لا يراعون الطرف الأخر [ المؤتمر وحلفائه الشركاء معهم في نفس الوطن ] وأطروحاته وحجمه على الساحة اليمنية? بل لا يراعون الشعب الذي قال كلمته في الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2006 …. ويركزون [ قادة المشترك وشركائة ] على كلمات تترجم ثقافتهم الاقصائية [ إقصاء الأخر ]? مثل (( فورا?ٍ? إسقاط? حسم? زحف )) [ يرحل فورا?ٍ? نقل السلطة فورا?ٍ? إسقاط النظام? الزحف تجاه مؤسسات الدولة? الحسم الثوري ! ….] أي انعدام ثقافة الحوار.
إذا?ٍ أطياف المشترك وشركائه متفقين على هدف واحد [ آني ] ذو جزئين هو إسقاط النظام? ومن ثم الاستيلاء على السلطة? والجزء الثاني من الهدف يكمن فيه الخطر [ في اعتقادي ] كون أطياف المشترك وشركائه سيتقاتلون فيما بينهم كون أهدافهم? طموحاتهم? أجنداتهم وإيديولوجياتهم متناقضة? حيث يوجد في طيات هذا اللقاء وشركائه? قوى دينية متطرفة? قبلية تقليدية? قومية? شيوعيه? مناطقيه? سلالية? انفصاليه ..
وإسقاط النظام عند أطياف المشترك وشركائه يكون بعدة وسائل يقوم بها كوادرهم داخل وخارج السلطة? ومن هذه الوسائل:
1- تثوير الشعب باستغلال حاجاته ومطالبه المشروعة في الإصلاح السياسي والاقتصادي.
2- استقالة وانضمام عناصرهم من وزراء وسفراء ووكلا…. إلى ما يسمى بالثورة.
3- تمرد عناصرهم في الجيش [ الفرقة الأولى مدرع ].
4- تدمير مولدات الكهرباء.
5- تعطيل الخدمات العامة عبر احتلال مؤسسات الدولة? وقطع إمدادات النفط والغاز وقطع الطرقات [ من أجل إلصاق هذه الأعمال بالنظام السياسي حتى يكون الأخير مكروه من قبل الشعب … ].
منفذوا الوسائل أعلاه? يتحالفون مع مؤسسات إعلامية وقنوات فضائية [ محلية? إقليمية ودولية ] تخدم توجه أطياف المشترك وشركائه في إسقاط النظام? وذلك من خلال تشويه الأخير أمام الرأي العام الداخلي? الإقليمي والدولي.
وفي اعتقادي? سواء كان قادة أطياف المشترك وشركائه? يعلمون أو لا يعلمون? فهم يخدمون قوى إقليمية [ قطر/ إسرائيل ] تنفذ إستراتيجية أمريكو-صهيونية? تسطر لإنشاء شرق أوسط جديد حسب ما عبرت عنه في العام 2006 وزيرة خارجية الولايات المتحد