هذا الرّجل؟
بقلم: منصر هذيلي
من يكون هذا الرّجل؟
ليس السؤال عن اسمه وعائلته فهو عبد الملك بدر الدين الحوثي.
السؤال عن صفته بحسب ما نتداوله من تصنيفات. هل هو مفكّر أو فيلسوف؟ لا. هل هو فقيه؟ لا. هل هو رئبس حزب؟ لا. هل هو زعيم سياسة؟ لا. هو قيادة شعبية ويتبعه ملابين من اليمنيين بل ينادونه: سيدي ومولاي ويبايعونه فجر كلّ يوم ويعرّفون العدوّ كما يعرّفه هو والصديق كما يعرّفه هو. يتسبب حضوره بالفاعلية التي نرى ونشهد في مشكلة تصوّر وفهم لنا. المشكلة الاكبر أنّ هذا الصّنف من القيادات هو الذي يصنع الأحداث على الأقل تحدّيا ومغامرة واقتحاما. يصنع الاحداث بسياق بهتة عربية. الاحزاب تفشل والانظمة الرسمية فاشلة بداية واهل الفكر فاشلون والفقهاء فاشلون. ماذا لو حوّل هذا الرّجل واقع اليمنيين الى ضفة أخرى؟ ماذا لو لجم الخليج وأحبط خطط الاستعمارء؟ يكون منعطف ضخم تحضر فيه هذه الهندسة القيادية نموذجا وحيدا بل النموذج الذي نجح حيث فشل الآخرون. الطبيعة تأبى الفراغ. نرددها دائما ولكن لا ندرك بما يكفي كنهها عندما يتعلّق الأمر بفراغات التاريخ!