هلالة .. والقضية الفلسطينية..!
حتى هذه اللحظات? لم يقدر للشعب الفلسطيني بعد? أن ينعم كبقية الشعوب في العالم? بالعدالة والسلام والمساواة? ولم يتح له فرصة الأمن والبناء على أرض?ُ تخصه من دون معارضة أو تضييق? فالشعب الفلسطيني ظل دوما?ٍ يعاني ويلات التشرد والقهر? وظلت أرضه ساحة للعدوان? وللرغبة في قهر أصحابها? وحرمانهم حقا?ٍ في العدالة والمساواة. غير أن التوجه الدولي نحو حل النزاعات الإقليمية? وعقد اتفاقات سلام? والتي شهدتها المنطقة بدءا?ٍ من مؤتمر مدريد? حتى عاد تجديد الأمل في خروج الحالة الفلسطينية والشرق الأوسط عموما?ٍ من مأزقه? بسبب القضية الفلسطينية? وتداعياتها على الصعيدين الإقليمي والدولي? الذي استمر عقودا?ٍ عديدة كان يعيش خلالها حربا?ٍ مستمرة بين طرفين? طرف يدافع عن أرضه وحقه في تقرير مصيره? وطرف معتدي ولا يزال يعتدي ويحاول في كل مرة? سلب هذا الحق الظاهر دوما?ٍ? وتلك الأرض التي يزداد ثمنها يوما?ٍ بعد يوم.
وعندما نلقي نظرة على العالم من أقصاه إلى أقصاه? ومن غربه إلى شرقه? وعلى اختلاف معاييره? ومصالحه التي لا تنقطع? وخاصة في هذه الأيام والقيادة في خضم محاولتها? الاعتراف بالدولة الفلسطينية? نشعر أن منطقنا ما زالت في انتظار العدل والسلام? اللذين ينادي بهما العالم – ما يسمى بالديمقراطي- والذي أخذ على عاتقه تغيير وجهة العالم نحو الديموقراطية على النحو الذي يريد? وتحقيق مبادئ حقوق الإنسان? والعمل على تحقيق الشعوب لمطالبها? وخاصة?ٍ عندما رأينا أمثلة ذلك ومنذ مرحلة الغزو المباشر للأراضي الأفغانية والأراضي العراقية? وتوضحت بجلاء? ازدواجية المعايير فيما بين الساحتين الليبية والسورية? وبين الأحداث الواقعة في كل من اليمن والبحرين ودول أخرى? وبالرغم الاختلافات التي أعتبرها ثانوية في ضوء هذا الوضع? حيث وقف الغرب على قدم وساق? حتى يحقق مآربه ويثبت طموحاته الاستعمارية الجديدة? في المناطق حيث فيها مصالحة واحتياجاته? على أن هذه السياسات الأمريكية والغربية? تعتبر نتيجة طبيعة لمجمل السياسة الخارجية للامبريالية والصهيونية العالمية? وقد قادت إسرائيل منذ قيامها عام 1948? سياسة عدوانية احتلالية وتوسعية? ليس ضد الشعب الفلسطيني فحسب? وإنما ضد الأمة العربية? رافضة الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية المشروعة في إقامة دولته المستقلة.
إن المتابع للأحداث والملاحظ لكل حدث? قد لا يستغرب جملة السياسات الإسرائيلية المناهضة للعرب والفلسطينيين? وما تتلقى من المساندة والدعم? من قبل القوى الأمريكية والغربية? للمشروع الصهيوني? ولكن ما يدعو إلى الاستعراب والاستهجان? هي المواقف العربية? التي لا أدرى على أي باب تقف? ولا من أي نافذة تستعد منها للهروب من أمام محنة? هي من أيسر ما تكون عليه المحن لو كانوا يعلمون.
كانوا في كل الوقت بياتا?ٍ? حتى أصبح البيات (مزمنا?ٍ) وكان كل?َ في شرنقته لا يتململ ولا يستطيع حراكا?ٍ? وهو ما يزال يئن تحت النير الغربي? يريد من يحك له جلده? وأصبح جميعنا يستجدي الغرب كي يصلح من شأن سوطه? كي نشعر بنعومة ضربات السياط? بعد أن ذابت مع الأيام? حقوقنا ومطالبنا العظام? ومصائرنا التي ذهبت أدراج الرياح? وينتظرون الأمم المتحدة? ويتوسمون مجلس الأمن.
وهم يعلمون تمام العلم? أن لا أمل فيما يأملون? ولو مكثوا على بياتهم أبد الدهر. لقد أهمل القانون الدولي شعوب المناطق المستعمرة – حتى وإن أطلق عليها شعوب مستقلة-? فلم تكن موضوعا?ٍ ذا شأن? هذه المناطق المغلوب على أمرها? لحماية القانون الدولي? الذي لم يكن يعترف لها بأهلية التمتع بأي?ُ من الحقوق? سواء?ٍ كانت أصلية أو مكتسبة? وسواء أكانت حقوقا?ٍ سيادية أو التي تختص بالشخصية الدولية? أو حقوق التعاملات الدولية على أنواعها? فقد اعتبر كل ذلك? خارج نطاق القواعد الدولية المعترف بها.
حتى أن النظام الاستعماري القديم في تراجعاته? منذ بداية القرن العشرين? عن بعض أساليبه الفاضحة? كانت فقط? بغية اتخاذ سياسات إستراتيجية لعشرات السنين ليمكنها التماهي (للرائي) مع بعض المطالبات القومية التي كانت تعلو هنا وهناك? وتحاول الظهور بالاعتدال أمام تيارات الروح القومية والمطالبة بحق تقرير المصير وذلك ليس عن ضعف? وإنما عن غلبة ومنعة? ومكر وخداع.
بالإضافة إلى أن فترة الحروب العالمية? كانت قد عززت الهجوم من بعض القوى التحررية? على الدول الاستعمارية?خاصة?ٍ في ظل توالد أفكار ومباديء دولية جديدة? تتعارض مع الأفكار والمبادئ التي كانت سائدة? يستند إليها النظام الاستعماري التقليدي? حيث شهد العالم أكبر حركة تحررية في التاريخ? وإن كان شكلا?ٍ? وهي تحرر مئات الملايين من البشر من السيطرة الاستعمارية وقامت دول جديدة مستقلة? أخذت تطالب بنصيبها في الحياة الدولية وفي المساهمة في تقرير المصير. إن الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج? مافتئ يعاني على مرأى ومسمع العالمين العربي والإسلامي والعالم الغربي? ولا من مجيب? وظل يكافح من أجل تحرير أرضه? وممارسة حقه في تقرير المصير