بعد التفويض .. أي لون تريده قوى الانقلاب للمستقبل?!
– على العالم الحر أن يقرأ من المشاهد المتوالية للازمة اليمنية حقيقة النوايا وطبيعة السلوكيات والغايات من خلال طريقة التعامل والتعاطي مع الهم الوطني وقضايا الوطن الداخلية التي تمضي عليها قوى المعارضة المتكتلة تحت تحالف ( اللقاء المشترك) ? والتي أجزم انها بعريها الواضح لم تعد خفية عن المتابع والمهتم ? وقد أصدر حكمه حيالها ? بعيدا عن المكابرة وذر الرماد على العيون.
– فبعد أن بطل الشك باليقين ? ووضع الرئيس علي عبد الله صالح البلسم على الجرح ? بموقفه وقناعاته التي جسدتها شجاعته حلا?ٍ ط?ْرح أمام جميع (عقلاء) الداخل والخارج بتفويضه الصريح والجريء لنائبه عبد ربه منصور هادي منح النائب كامل الصلاحيات والتصرف واتخاذ القرارات الملزمة للرئيس نفسه فيما يخص المبادرة الخليجية ومسار الوصول مع القوى الانقلابية الى الاتفاق حول تنفيذ مقرراتها وبنودها وفق آلية واقعية فاعلة تفضي الى مغادرة الرئيس صالح كرسي السلطة ..ماذا بقي وماذا بعد?!
– بعد موقف كهذا سبقته مواقف كثر من شخص الرئيس ? نابعة من روح تعالت فوق الضغائن والأحقاد ? وتسامت فوق الجروح والآلام التي لا يزال اثرها غير
مندمل وفاعليها طلقاء يسرحون خارج أطر العدل والقصاص الشرعي ..ما تراه يفعل وهو يملك كل خيارات الرد بالمثل وأقسى ?!
– ها هو الرجل الذي طالته يد الإجرام والغدر الموشح بنزوات ورغبات التسلط والانقلاب على الحكم بشرعية القتل والتصفية بعد ان أعمتها تلك النزوات عن قداسة الزمان والمكان وكل الفضائل ? ها هو الرجل المعتدى عليه يمد يده نحو قتلته .. يعرض عليهم الاتفاق مع مفوضه لأجل الوطن ? وبما يفضي الى تحقيق رغباتهم بتنحيه عن السلطة .. وهو بكامل شرعيته .. وهم بكامل جرمهم .. فيرفضون!.
– أي لون تريده قوى الانقلاب للمستقبل القريب غير الاحمر القاني بعد تعديها للاشارات الصفراء والخضراء ? ? واي منزلق تهرول دافعة معها الوطن
وأهله الى منحدره الموحي بالنهايات المؤلمة ? ? أي أفق بقي ? والقوى الانقلابية تسد كل باب ومنفذ لطريق النجاة مرارا وتكرارا .. ضاربة بأنين الوطن وتوسلاته في جدار صلفها وطيشها المتسخ .
– ماذا يريد الوطن كل الوطن ? اكثر من تسوية قانونية تلم شتات ابنائه وتفتح افاق جديدة للتعايش الغير عدائي بين مكوناته السياسية والشعبية ? ليرق جفن الوطن بعيدا عن مغص الاحتقانات وحمى الاختلافات.
– الرئيس اليوم أوصل الرسالة لكل ذي لب ? بأنه مستعد ان يتنازل عن حقه الدستوري ? ويرضي جهود الوساطات والمبادرات الاقليمية ويرضي ضميره الوطني ? فيما ارتضى كبت ألمه لأجل ان يخفت صوت الالم في الوطن.
– ماذا يريد أبناء اليمن كل اليمن ? اكثر من استشراف افاق المستقبل بعيون وضاحة لا تحمل تباريح الامس ولوثاته ? بروح متجددة بدعائم قوية ومتينة
للتداول السلمي للسلطة بالمشاركة الفاعلة لكل أطيافه في رسم خيارات وملامح مستقبلهم ? وفق ما تفرزه صناديق الانتخابات ويحترمه الجميع ? وكيف الوصول الى ذلك والطريق مزروع على جنباته اشواك العداء والاقصاء للآخر وامتهان شرعيته واحتقار جماهيره ?!
– المشترك ومن حوله من قوى الانقلاب والتطرف .. قد تجاوزوا بالفعل كل مساحات التعايش المتاح ? ماضون في طريق لن يكونوا بمنأى عن شره و اخطاره
? بينما صوت العقل في هذا البلد لا يزال يستجدي من رحم ربي بالعودة قبل الغرق .. وشكرا للرئيس صالح الذي يلقن جماهيره ومحبيه كل يوم دروس مفادها ( الوطن ابقى .. وعفا الله عما سلف ) ..
رئيس تحرير (حشد نت)