قاعدة اليمن
عندما سيطر مسلحو تنظيم القاعدة على مدينة زنجبار في مايو الماضي خرجت علينا قيادات أحزاب اللقاء المشترك وبإيعاز من التحالف(القبلي ـ الديني ـ العسكري) وعبر وسائلهم الإعلامية يقسمون الأيمان المغلظة أنه لا يوجد شيئ اسمه قاعدة في اليمن وأن النظام هو من يستخدم هذا الاسم (كفزاعة)يثير بها الخوف والرعب للدول الإقليمية والغربية.
وفي صورة كوميدية تكشف حالة الانفصام التي تعاني منه هذه القيادات كانت حواراتهم فاضحة لأكاذيبهم ففي الوقت الذي ينفون وجود القاعدة في بداية الحوار يعودون في ختامه للتأكيد على استعدادهم الكامل للتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في محاربة القاعدة حتى أن حميد الأحمر وفي إشارة واضحة لاستجداء الدعم الدولي له في محاولته للاستيلاء على السلطة حين قال “بعد سقوط النظام لن يرى العالم القاعدة في اليمن”وهو تأكيد يحتمل أن تكون القاعدة مرتبطة بالتحالف الذي يقوده الأحمر وعملياتها مرتبطة بأجندة هذا التحالف وتوجيهاته وتوجهاته لم يتوقف خطباء جمعة الستين في صنعاء وصافر في تعز من الدعوة بالنصر للمجاهدين في أرحب وأبين ولم تتوقف القيادات الإخوانية في كل المحافظات اليمنية بالدفع بعناصرها إلى وأكد ذلك مقتل نجل رئيس فرع التجمع للإصلاح في محافظة مأرب وهو يقاتل في صفوف القاعدة بأبين بالإضافة إلى أن عبدالمجيد الزنداني ومنصور الحنق أديا صلاة الغائب في أرحب على أرواح قتلى القاعدة بأبين كما أن الجهادي طارق الفضلي المرتبط بعلاقة أسرية مع المنشق علي محسن صالح ظل في زنجبار يقدم كل وسائل الدعم لمسلحي القاعدة وعندما اشتد الضغط عليهم دعا مشائخ أبين للتدخل لوقف القتال وتحميل الطرف الذي يرفض المسئولية وهو ما رفضته قبائل أبين وقررت الدخول بكل ثقلها لتقاتل إلى جوار القوات المسلحة لاستئصال هذه الفئة المارقة.
كما أن نجل الفضلي لقي حتفه وهو يقاتل في صفوف القاعدة خلال تلك المعارك طوال الأشهر الماضية والوسائل الإعلامية المحسوبة على هذا التحالف تشكك بالجهود التي تبذلها وحدات الجيش في المنطقة الجنوبية وتنشر الأكاذيب عن فاعلية الضربات الجوية والبحرية التي ينفذها سلاح الجو والبحر اليمني على مواقع القاعدة في أبين فتارة سلاح الجو يرمي المواد الغذائية والمؤن لعناصر القاعدة بدلا?ٍ من رميها للواء (25ميكا)ومرة أخرى يهاجم القبائل بدلا?ٍ عن المسلحين ومثل هذا كان التعامل مع القوات البحرية وكل ذلك بهدف تثبيط همم الرجال الشجعان في القوات المسلحة وتشكيل طابور خامس يثير البلبلة في أوساط المواطنين فكيف لهؤلاء اليوم أن يدعوا أنهم آباء شرعيون لهذا النصر!!!
إن إصرار التحالف الانقلابي على نسب هذا النصر إليه ونسب الوحدات العسكرية التي دخلت زنجبار إلى قيادة المنشق علي محسن خصوصا?ٍ اللواء25ميكا فضحه وكشف كذبه وزيفه قائد اللواء 25ميكا العميد محمد عبدالله الصوملي والذي ظهر مساء يوم السبت في تسجيل تلفزيوني بثته القناة الفضائية اليمنية وهو يحتفل مع اللواء مهدي مقولة قائد المنطقة العسكرية الجنوبية وألقى الصوملي كلمة خلال ذلك شكر فيها قيادة المنطقة الجنوبية على الجهود التي بذلتها في معركة فك الحصار عن لوائه كما شكر بالاسم«القوات الخاصة» لمكافحة الإرهاب وشكر فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله حسب تعبير الصوملي كما بثت القناة الفضائية مشاهد لآليات عسكرية تتجه إلى ملعب الوحدة وهي آليات لا تتوفر إلا مع وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للحرس الجمهوري.
كان على هواة سرقة الثورات ألا يكشفوا عن أنفسهم بهذه الطريقة الفجة التي عرتهم أمام مناصريهم حين شاهدوا هذا التناقص? وإذا كان اللواء المنشق علي محسن بهذه الحنكة كان عليه أن يثبتها في صعدة لا أن يسلم أسلحة المعسكرات للحوثيين.
لقد تعاملت قيادة وزارة الدفاع وقيادة المنطقة الجنوبية وبمتابعة مباشرة من الفريق عبدربه منصور هادي مع الأحداث بعقلية عسكرية وأمنية هادئة فبدلا?ٍ من استنزاف القوات المسلحة تم استنزاف القاعدة ودفعها للزج بقياداتها وعناصرها من كل المحافظات ومن خارج اليمن إلى المعركة وهو ما نتج عنه مقتل 30من أبرز قياداتها المعروفة والمئات من عناصرها.
قد يستبسط البعض العملية لكننا وبالمقارنة مع ما يجري في أفغانستان وباكستان منذ 10سنوات من قتال مرير مع مسلحي القاعدة وطالبان سنكتشف حجم النجاح الذي تحقق بالإضافة إلى الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن.
ما نريد التأكيد عليه هوأن لا تدخلنا هذه الفئة الباغية التي تدعي أنها صاحبة النصر في مهاترات لا طائل منها لأن المعركة لم تنته بعد وعلى وحدات الجيش تعقب آثار هذه الجماعات في أبين وجبال حطاط ومأرب وشبوة والجوف المعاقل التي تترعرع فيها هذه الجماعات.
وأخيرا?ٍ فإن كل الوحدات العسكرية واؤكد كلها كانت تلقى توجيهاتها وتعليماتها من وزير الدفاع ونائب رئيس الجمهورية ولم يكن لهؤلاء الفاشلين أي دور وإلا لتمكنت القاعدة من دخول عدن.