أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى.. صنعاء تشهد أعنف المعارك منذ نحو نصف قرن

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء خلال الـ24 ساعة الماضية إشتباكات مسلحة هي الأعنف في تاريخ اليمن منذ نحو نصف قرن تقريبا?ٍ أسفر عنها سقوط العشرات من القتلى والجرحى بين صفوف الشرطة وبين عناصر تابعة لأحزاب المعارضة اليمنية.
حيث ق?ْتل ما يزيد عن 40 شخصا?ٍ? وأصيب المئات بجراح منذ اندلاع المواجهات عصر أمس الأحد وحتى اليوم? وقد إتهم الحزب?ْ الحاكم المعارضة وأنصار الشيخ الأحمر بالتسبب في تلك الأحداث.
هذا وما زالت المعارك تدور في وسط العاصمة صنعاء حتى لحظة كتابة هذا الخبر بين قوات الشرطة المدعومه بقوات من الحرس الجمهوري وبين قوات الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الأحمر وخاصة في جولة كنتاكي وشارع الزراعة وشارع الزبيري بوسط العاصمة.
وكانت حصيلة أولى اشارت الى مقتل تسعة مدنيين في مواجهات مع القوات الموالية للنظام في شارع الزبيري الواقع على بعد ثلاثة كيلومترات من هناك.
وقتل طفل في شهره العاشر وشقيقه البالغ من العمر عشر سنوات حين تعرضت السيارة التي كانا فيها مع عائلتهما لنيران قرب ساحة التغيير كما قالت والدتهما.
وفي شارع الزبيري الذي يبعد ثلاثة كيلومترات ويعتصم فيه عشرات المحتجين منذ مساء الاحد? جرت اشتباكات بين قوات الامن وجنود من الفرقة الاولى المدرعة التي يقودها الضابط المنشق علي محسن الاحمر الذي انضم الى الحركة الاحتجاجية في مارس? كما ذكر سكان. واضاف ان المنشقين ارسلوا تعزيزات الى القطاع.
وجرت تظاهرات في مدن اخرى في البلاد بينها تعز (جنوب غرب) حيث قتل شخصان وجرح عشرات آخرون بالرصاص في اشتباكات مع القوات الحكومية المدعومة بدبابات وآليات مدرعة? حسبما ذكر سكان ومصادر طبية.
وفي وقت مبكر من صباح اليوم? ذكر شهود عيان ان الآلاف من المتظاهرين تجمعوا الاثنين على امتداد ثلاثة كيلومترات في شوارع صنعاء التي انسحبت منها الشرطة غداة المواجهات التي إندلعت بين قوات الفرقة وقوات من مكافحة الشغب واسفرت عن سقوط 26 قتيلا.
في غضون ذلك? وصل? أمس? الى صنعاء مبعوث الامم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر ووسيط دول الخليج في الازمة اليمنية الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني.
ويخشى اليمنيون انزلاق بلادهم في أتون حرب شاملة اثر استخدام القوات الموالية للرئيس واللواء المنشق علي محسن الأحمر السلاح والرصاص الحي.
وأنذرت القوات الموالية للرئيس قوات الفرقة الاولى مدرع المنشقة عن الجيش ان تعود إلى مكان تمركزها السابق بجوار «ساحة التغيير» في جامعة صنعاء? بعد أن سيطرت ليل اول من أمس على تقاطع «كنتاكي» وتغيير اسم التقاطع إلى «جولة النصر»? وبذلك تصبح قوات الأحمر على بعد نحو 3 كلم من القصر الرئاسي.
واتهمت القوات من وصفتهم بـ «عصابة أولاد الأحمر» وأحزاب «اللقاء المشترك» باستخدام السلاح لمواجهة القوات النظامية بمحاولة لإنهاء جهود حل الأزمة التي تقوم بها أطراف دولية وعربية في دول مجلس التعاون الخليجي.
من جانبه حذر الجيش المؤيد للثورة في بيان امس? من وصفهم بـ«عصابة بقايا النظام وحرسهم العائلي» من مغبة أفعالهم الإجرامية إزاء الاستمرار في قتل المتظاهرين السلميين? وتوعدهم بالملاحقة قضائيا?ٍ ومحاكمتهم? وقال «إنهم لن يفلتوا من العقاب».
الى ذلك? أصيب خمسة امس? في عدن? عندما أطلقت قوات الأمن المركزي النار على متظاهرين كانوا يحتجون على انقطاع التيار الكهربائي.
ونددت فرنسا امس? بـ»القمع الدموي» للمحتجين في صنعاء? وحض?ت الأطراف السياسية في البلاد على الحوار وضبط النفس من أجل وقف المواجهات الدموية.
وفي وقت يواجه اليمن ازمة غذائية خطيرة? حذرت منظمة «اوكسفام» الدولية للمساعدة من ان اليمن مهدد بـ«كارثة» غذائية.
وفي تقرير نشر امس? اشارت «اوكسفام» الى ان اعمال العنف السياسية في اليمن منذ بداية العام ادت الى شل الاقتصاد وتسببت بزيادة هائلة في سعر المحروقات وبـ«تضخم سريع» وقلصت من قدرة تدخل العاملين الانسانيين.
وذكرت المنظمة غير الحكومية ان «الجوع تعمم واليمن اليوم ضحية سوء تغذية مزمن»? وقدرت ضحايا الازمة الاقتصادية بثلث عدد اليمنيين البالغ 22 مليونا.
هذا وقد صرح مصدر أمني بأنه تم بعد ظهر اليوم استهداف منزل الأستاذ عبده محمد الجندي نائب وزير الإعلام بقذيفة مدفع هاون في اعتداء إجرامي غادر روع الأطفال والنساء الساكنين في المنزل .
وعبر المصدر عن استنكاره لهذا العمل الإرهابي الجبان .. محملا?ٍ قيادة الفرقة الأولى مدرع مسئولية ذلك , موضحا بأنه لم تحدث أي خسائر أو يصاب المنزل بأي دمار كون القذيفة انحرفت عن هدفها الأساسي.
وأكد المصدر بأن الأجهزة الأمنية ستؤدي واجبها الدستوري في حفظ الأمن والاستقرار والتصدي للإرهابيين والخارجين عن القانون وملاحقتهم أينما كانوا.
ويأتي هذا العمل الإجرامي الجبان في سياق الأعمال والممارسات الإرهابية التي دأبت تلك القوى الانقلابية في تحالف الشر انتهاجها في إطار مخططاتها التآمرية التي تستهدف الوطن ووحدته وأمنه واستقراره ‘ و