الثورة السلمية إرادة شعبية
أن الثورة الشبابية على طول اليمن وعرضه لم تخرج إلى الشارع كنزهة ترفيهية أو رحلة سياحية وإنما الثورة هي نتاج لأوضاع سيئة عاشها شعبنا في ظلا حكم ظالم ومستبد دار البلاد بعقيلة متخلفة لم تحترم حقوق الناس في كافة مجالات الحياة ولم يحقق للناس ابسط الخدمات الاجتماعية كواجب السلطة.
ام هذا النظام هو في الواقع تسلط على الشعب وحول حياته الى جحيم وذلك بسبب سلوكه الهمجي والعنجهي وسلك هذا السلوك مما خلق لدى الناس إرادة قوية استدعت قيام ثورة لا تهدئ ولن تتراجع الا بعد تحقيق الانتصار.
وثورتنا في اليمن اكتملت ظروفها الموضوعية رغم التأخر في الحسم الثوري لا أنها وبكل المقاييس ثورة ناجحة ولنا ان نسال لماذا التأخر ?
وعلينا ان نجيب من الواقع الاجتماعي لليمن- فهل كان من الحكمة ان نزج بالناس وندفعهم الى المحرقة!!
هل نسيتم.. ان نظام على صالح لا يتعامل الا بالنار فهو نظام مجرد من الأخلاق ولا يوجد لدية وسيلة أخرى وخير دليل على ذلك ما فعله في جمعة الكرامة وحرقة ساحة الحرية في تعز ومحافظة أبين والمنورة ولا يزال النظام مستمر في ارتكاب الجرائم والقتل والاختطاف الى اليوم ويتعامل بعقلية السلاح الذي تربى عليه واعتمد عليه في الوصول الى الحكم ومن الشواهد على بشاعة هذا النظام وحقده على المجتمع ما فعله في عام 1994مع شريكه في الوحدة وما تلا ذلك من حروب صعده الستة ولذا علينا ان نظر إلى الفرق بيننا وبين ثورة مصر وتونس الذي وليس كما هو في اليمن كما ان ثورة مصر أسقطت رأس النظام وهي ثورة عفوية ثم عادت الى ميدان التحرير من جديد تبحث في كيفية إسقاط بقيا أركان الحكم وسط تناقضات قياديتهم الشبابية والسياسية المختلفة.
بينما ثورتنا يوجد بها قيادات سياسية وتاريخية مجربه وقد خاضت الكثير من المعارك السياسية مع النظام الذي أدار لسلطة والبلاد بالأزمات وليس من خلال مؤسسات الدولة لأنه لم يبني نظام مؤسسي في البلاد ولذا فان هذه القيادات أكثر منا دارية وإدراك وليسوا متهورين ويكفينا انهم فضحوا سياسية وأساليب النظام العائلي المتغطرس.
وما أحوجنا الى الحكمة في مثل هذه الظروف وليس معنى ذلك تراجع الثورة فهي ماضية ومستمرة مهما واجهت من مطبات متناثرة في طريقها الطويل ويكفينا فخرا?ٍ ان العالم ينظر الى الثورة عين الاعتبار.
أننا في ثورتنا قد تجاوزنا عثرات كثيرة ومازال هناك تحديات ولذا فان هناك تسامح اليمنيين ونبلهم وأخلاقهم وطموحهم الى الدولة المدنية , بددا أوهام المشككين والواهمين المرتعين الذين فضلوا البقاء قي صف القوى المهزومة ومقول لهؤلاء: إننا في الساحات التغيير قد تناسينا وتجاوزنا خلافاتنا السياسية والدينية وغيرها, ان هي موجودة, وهذا جعل الثورة قوية ومتماسكة وهذا الميزات خلقتها الثورة التي وحدت شعارنا وهدفنا وأرشدتنا الى طريق العزة والحرية والانتصار.
* عضو المجلس العام لنقابة المهن التعليمة