شباب الساحات ينتصرون لليمن
الحمد لله الذي جعل الشباب يتنبهون للمصير المأساوي الذي تمر به بلادنا
والذي جعل العالم ينظر إلينا محدقا النظر ويرقبنا بحذر ولم يقف متفرجا
لذتك سال لعابه فأراد أن يخوض معنا هذا المعترك وهذا المخاض الصعب وهذا
الحدث المحدث من قبل أهل الظلمات والحدس ويكون له دورا بارزا من خلال
الالتقاء ببعض الحاقدين على الوطن وعلى الوحدة من قادة أحزاب المعارضة
ومن إخوانهم في الخارج من الأشقاء والأصدقاء الذين يتملكهم الشعور بالخوف
من توحد وقوة اليمنيين ولذلك سارعوا إلى زرع هذه الثورات لتعميق الفجوات
وزيادة الهوات على النظام اليمني ليعجز عن قيادة دفة السفينة إلى بر
الأمان …لكن الله سلم اليمن من السقوط والوقوع تحت ضغوط الأعداء وثبت
قادته من أن يكونوا تحت وطأة هؤلاء بما فضلهم به على العالمين وبما
ميزهم به من الحكمة العظيمة والتي تداركهم الله برحمته بسببها وأيقظ
الضمائر الميتة عند البعض منهم وأشعل الضمائر المتقدة وجعلها تصيح في
الناس أن كفانا سباتا والقوم من ورائنا يريدون أن نكون نعالا يلبسونها
ويخلعونها متى أرادوا وفي أي مكان..
شباب الساحات اليوم يسطرون أروع وأنبل المواقف بما قاموا به من تنوير
إخوانهم في الساحات وغيرهم ليقولوا لهم لاضير علينا أن عدنا إلى إخواننا
ووضعنا أيدينا في أيديهم مرة أخرى ولا نخجل أننا خالفنا إخواننا ووقفنا
ضدهم برهة من الزمن لشبهات استحوذت على عقولنا وتملكت أفكارنا وتقدمت
أعمالنا والسبب أناس لا توجد في قلوبهم مزعة إنسانية ولاضمير ولاذمة لهم
مصالح زجوا بنا في هذا الصراع من غير أن نعلم ما الهدف من ذلك وأن هذا
لايمنع أن نعود إلى أحضان الوطن الأم وقائده الفذ الذي ضحى بنفسه من أجل
هذا الوطن وأن من قاموا بهذه الثورات عملاء للعدو الخارجي الذي يريد يمنا
ممزقا ضعيفا منهارا ماديا ومعنويا واقتصاديا وأخلاقيا وعسكريا …الخ.
فمن نعم الله علينا أبناء اليمن أن جعلنا لا نتعصب التعصب المذموم ولا
الممقوت وأن جلعلنا ننقاد لمن يقودنا إلى الخير وأن نقف حجر عثرة لمن
يريد الهوي بنا إلى المهالك وأن جعل لنا عقولا نعرف بها المحق من المبطل
وأن ننبذ الباطل وأهله ونتبع الحق ولو كان من ضعفائنا …لهذا التميز
رأينا شبابا ساءهم ما يقوم به بعض فلول وعصابات حزب التجمع اليمني
للإصلاح وجحافل أولاد الأحمر ومنتسبي الفرقة الأولى مدرع من حمل الأسلحة
داخل الساحات وخارجها وما يقومون به من أعمال عنف وشغب وبلطجة وتقطع ونهب
وسلب وقطع للتيار الكهربائي عن المواطنين فلهذه الأعمال الإجرامية جعلت
الشباب يقررون الانسحاب من هذه الساحات التي لم يتحقق لهم منها شيء وإنما
عمقت لديهم الجراح وباعدت بينهم وبين أهلهم وناسهم وحكومتهم ونظامهم
وزادت المواجع والديون والبعض منهم أنهار عصبيا لما يسمعه ويراه من تضارب
أقوال القادة والساسة الذين يقودونهم وكيف يتصارعون مع النظام وبماذا
يطالبون وإلى ماذا يسعون وأن مطالبهم الشبابية التي يمكن تحقيقها جعلوها
أمورا ثانوية أو تكاد لم تذكر أبدا إلا عند الضغط على هؤلاء المجرمين.
هؤلاء الشباب لهم منا كل التحايا والتبريكات والتعظيم فإن موقفهم عظيم
يستحق أن يقوم الناس لهم ليقبلوا جباههم ويقدمونهم في مجالسهم ويكونوا
حديث مجالسهم وصحفهم ومنتدياتهم وقنواتهم ويشيرون إليهم بالبنان دون حياء
أو وجل أو مواربة وكذلك لإخواننا الذين ما يزالون في ساحات الاعتصام أيضا
لهم التحية والتقدير ونسأل الله لهم صدق العزيمة وقوة القرار حتى
يستطيعوا الخروج من هذا النفق الضيق المظلم الذي كبلهم فيه قادة الإخوان
المسلمون …لكن الكثير ممن لايزال في الساحة أغاضه ما قام به هؤلاء من
دعوة للخروج المسلح إلى الحارات وأماكن تواجد الناس ليفسدوا عليهم
معايشهم حتى يضيق الشعب ذرعا من النظام لكن الله سبحانه جعل كيدهم في
نحورهم وأرى شباب الساحات عظائمهم وبوائقهم وشرورهم ونفر هؤلاء الشباب
والبعض الآخر يخطو خطوات مقاربة والله الموفق